رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" استمرارا في انتعاش الطلب على العقارات والشقق الفاخرة في دبي، حيث تجاوزت الإمارة الإمارة المراكز الأكثر رسوخاً للعقارات الرئيسية للمرة الأولى في العالم، مثل هونج كونج ولندن، للمرة الأولى، بفضل تداعيات حرب أوكرانيا ولجوء أثرياء روس إليها.

وكانت دبي السوق الأكثر ازدحاماً في تداول المنازل التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار في الربع الأول من عام 2023، حيث أبرمت 92 صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار، وفقاً لبحث أجرته شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك"، بالمقارنة مع هونج كونج التي سجلت 67 صفقة قيمتها 988 مليون دولار، ونيويورك 942 مليون دولار في 58 صفقة، وتم إنجاز 36 عملية بيع في لندن بقيمة 736 مليون دولار.

ويتجه العديد من أثرياء العالم إلى دبي كملاذ مالي، حيث يتنافسون على اقتناص مخزون محدود من العقارات الفاخرة.

وقال فيصل دوراني، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في "نايت فرانك": "يواصل سوق المنازل الفاخرة في دبي جذب انتباه أثرياء العالم".

 وأضاف أنه "على مدى خمس سنوات، ارتفع عدد مبيعات المنازل التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار في دبي 17 ضعفاً".

واحتلت لندن المركز الأول العام الماضي على أساس سنوي، حيث سجلت مبيعات 246 منزلًا تزيد قيمة كل منها على 10 ملايين دولار بقيمة إجمالية بلغت 4.7 مليار دولار، مقارنة بـ 3.9 مليار دولار قيمة 224 صفقة أبرمت في دبي.

وأدت العقوبات المفروضة على روسيا وبعض رجال الأعمال البارزين في أعقاب الحرب في أوكرانيا العام الماضي، إلى تسريع تدفق الأثرياء إلى دبي من كلا البلدين.

وارتفع عدد الروس في الإمارات خمسة أضعاف منذ بدء الحرب، ليصل إلى 500 ألف روسي، وفقاً لتقديرات غير رسمية في أوساط مجتمع الوافدين.

وقالت إنجا بريكولسكا، الوكيل في شركة "دريفين بروبرتيز" التي ساعدت العائلات الروسية على التحول إلى دبي: "لا يزال الطلب الروسي قوياً، ولكن الآن يتركز بشكل أساسي في قطاع المنتجات الفائقة الفخامة. ويأتي كثيرون من دول مثل سويسرا وبريطانيا. وغالباً ما يشترون وحدات بنتهاوس بأرضية كاملة مع أسقف عالية مزدوجة بواجهات مائية".

وقد ارتفعت قيمة مبيعات العقارات التي يزيد سعرها على 10 ملايين دولار إلى 3.1 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، مقابل 3.9 مليار دولار لعام 2022 بأكمله.

وارتفعت قيمة العقارات السكنية الممتازة بنسبة 44% العام الماضي.

وازدهرت حركة المنازل الفاخرة في سوق العقارات الأوسع، ما ساهم في رفع أسعار الشقق والفلل بنسبة 15% و46% على التوالي، في نهاية يونيو/حزيران، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وفقاً لما ذكره تقرير "نايت فرانك".