تركيا تثمن علاقتها مع قطر وتتطلع لتعاون أكبر مع دول الخليج

الاثنين 10 يوليو 2023 10:57 ص

ثمن نائب الرئيس التركي جودت يلماز ، المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا على كافة المستويات، لافتا إلى أن بلاده تستهدف إحياء وتطوير علاقاتها مع جميع دول الخليج.

جاء ذلك في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" (رسمية)، قال يلماز، على هامش زياته ووزير المالية محمد شيمشك، حيث عقدا سلسلة لقاءات على مستوى الوفود بهدف تعزيز العلاقات التركية القطرية وتقييم فرص التعاون الاقتصادي.

وقال يلماز، إن الشراكة بين قطر وتركيا من أنجح الشراكات في العالم في الوقت الراهن، مشددا على أن هذه الشراكة تستمد نجاحها وقوتها من الاحترام العميق وروح التضامن بين شعبي البلدين.

وأعرب نائب الرئيس التركي عن سعادته لزيارة قطر واللقاء مع المسؤولين في الدولة، مشيرا إلى أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين تركيا وقطر مستمرة في التطور على جميع المستويات، وفي جميع المجالات، سواء كانت العلاقات الثنائية أو القضايا الإقليمية، فضلا عن تواصل المشاورات المنتظمة والتنسيق الوثيق بين البلدين، وتوحيد المواقف في العديد من القضايا.

وأضاف أن زيارته الحالية تتعلق بالتحضيرات للزيارة الرسمية، التي من المتوقع أن يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر الأسبوع المقبل.

وعبر عن ثقته في أن نتائج زيارته ستكون مثمرة، وذكر أن "هناك فرص تعاون مهمة في المجالات الاقتصادية والتقنية العالية والصحية، والعديد من المجالات الأخرى لمواصلة تطوير تعاوننا مع قطر، ونحن بحاجة إلى تحويل الإرادة السياسية القوية على مستوى القادة إلى مخرجات ملموسة".

وحول مدى التوافق في الرؤى السياسية بين قطر وتركيا، قال يلماز إن "علاقاتنا مع شقيقتنا قطر تستمد قوتها من روابطنا التاريخية وروح التضامن بين بلدينا، وقد وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بالإرادة السياسية القوية للبلدين".

وتابع: "نحن فخورون بالنجاح الاستثنائي الذي حققته قطر في تنظيم المونديال، كما رأينا مثالا جيدا آخر على تضامننا في فبراير/شباط عندما كانت قطر من أوائل الدول التي قدمت المساعدة بعد الزلازل الذي وقع في كهرمان مرعش، بالإضافة إلى فريق البحث والإنقاذ والفريق الطبي الذي أرسلا إلى بلادنا".

وذكر أن المساعدات الإنسانية القطرية تجاوزت الـ1000 طن بأكثر من 50 طائرة منذ اليوم الأول للكارثة، ضمن نطاق إنشاء جسر جوي بين تركيا وقطر.

ولفت نائب الرئيس التركي، إلى أن مدينة الحاويات القطرية التركية، التي تم إنشاؤها في مدينة هاتاي باتت علامة عظيمة على أخوتنا.

وبشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، قال يلماز إن "هناك إرادة مشتركة على أعلى المستويات لتطوير الشراكة الاستراتيجية، والتعاون بين البلدين بما يخدم السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي".

في سياق مجالات التعاون الثنائي، أوضح أن الثقة المتبادلة بين بلدينا تظهر نفسها في أقوى صورة في مجال الاستثمار، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري سيظل إحدى الركائز الأساسية لشراكتنا الاستراتيجية، كما أن صناعة المواد الغذائية تبرز أيضا كأحد المجالات التي نرى فيها إمكانيات لتطوير تجارتنا، فضلا عن التعاون في صناعة الدفاع ومجالات التكنولوجيا العالية.

وقال إنه منذ توقيع الإعلان المشترك بشأن إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا في 19 ديسمبر/كانون الأول 2014، تم التوقيع على 95 اتفاقية ووثيقة تغطي العديد من مجالات التعاون، في 8 اجتماعات عقدت تحت الرئاسة المشتركة للزعيمين.

وشدد على تنوع التعاون بين أنقرة والدوحة وتعمقه في كل المجالات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية، وإظهار نهج مشترك تجاهها.

وأوضح أن "هذه اللقاءات علامة على المستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه علاقاتنا الثنائية، وتضامننا في القضايا الإقليمية، وهو ما نفتخر به أمام العالم أجمع".

وعلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي وصلت إليها تركيا وقطر، قال نائب الرئيس التركي: "نحن الآن في وضع يسمح لنا بالعمل على خطوات حاسمة من شأنها أن تدفع بالبلدين إلى أبعد من ذلك بكثير في كل مجال".

وأضاف: "نعتقد تماما أن الاجتماع المعني سيحقق نتائج مفيدة لبلداننا ومنطقتنا، ووصلت الاتفاقات إلى مستوى معين، وأعتقد أن مرحلة التنفيذ ستظهر في المقدمة الآن".

وأكد يلماز أن الشراكة بين تركيا وقطر خرجت من أصعب التحديات بشكل أقوى، وتحولت الآن إلى اتحاد مصير يتجاوز كونهما دولتين يكمل كل منهما الآخر، بل أصبحت هذه الشراكة إحدى الركائز الأساسية للاستقرار والأمن والتعاون في المنطقة.

وعرج في هذا السياق إلى إمكانية التعاون في العديد من المجالات مثل التكنولوجيا العالية وصناعة الدفاع والصحة والطاقة، على أساس المصالح المشتركة، وقال: "بالإضافة إلى تعاوننا الثنائي الممتاز، يسعدنا أن نرى تداخل نهجنا تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، كما أننا نحافظ على تضامننا القوي في مواجهة التحديات المشتركة".

وتابع أن تركيا تحافظ على موقفها الذي يعطي الأولوية للدبلوماسية والحوار مع جميع الأطراف، على غرار دولة قطر، خاصة في هذه الأيام التي نحتاج فيها إلى الحوار ودعوات السلام أكثر من غيرها، مؤكدا على أن أنقرة تولي أهمية للمشاورات والتعاون في قضايا مثل سوريا وفلسطين وأفغانستان وكراهية الإسلام، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم الإسلامي.

وزاد أن "الحوار والتعاون بين أنقرة والدوحة في القضايا الإقليمية لهما أهمية كبيرة لاستقرار وأمن منطقتنا بأكملها".

وحول خطط الحكومة التركية الجديدة للنهوض بالاقتصاد التركي خلال السنوات المقبلة، أوضح نائب الرئيس التركي أن هناك 3 مكونات أساسية للبرنامج الاقتصادي التركي هي: إعادة فرض نظام الميزانية، وضمان استقرار الأسعار في السياسة النقدية والسيطرة على التضخم، وتنفيذ إصلاحات هيكلية من أجل تحقيق مكاسب دائمة لتركيا، وذلك ضمن الخطة المتوسطة الأجل، التي سنعلنها في سبتمبر/أيلول المقبل.

وعلى الصعيد الخليجي، أوضح نائب الرئيس التركي أن أنقرة ترغب في إحياء وتطوير علاقاتها مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي في كل مجال، وإقامة علاقات قوية مع دول الخليج.

كما أكد أن أنقرة تولي أهمية لآلية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين مجلس التعاون وتركيا على مستوى وزراء الخارجية.

وتتوقع تركيا استثمارات مباشرة من دول الخليج في الأصول المحلية بنحو 10 مليارات دولار بصفة مبدئية.

ومنذ أن بذلت أنقرة جهودا دبلوماسية في 2021 لإصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات ساعدت الاستثمارات والتمويل من الخليج في تخفيف الضغط على الاقتصاد التركي والاحتياطي من العملة الصعبة.

وشدد على أن تركيا تواصل دعم القضية الفلسطينية، والحفاظ على قدسية المسجد الأقصى، والقدس، والشعب الفلسطيني على كل منبر، كما تولي تركيا أهمية كبيرة للعمل مع المجتمع الدولي، خاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من أجل الحفاظ على منظور حل الدولتين.

وحول القضية السورية، شدد يلماز على أهمية مواصلة توحيد الجهود لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن أنقرة تعمل على مكافحة الإرهاب والعودة للعملية السياسية، كما تواصل تقديم المساعدات الإنسانية.

وقال إن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتابع: "بينما نترك علامة فارقة في علاقاتنا الثنائية، فإننا نولي أهمية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات".

وختم حديثه بالقول: "تركيا سوف تسير خلال الفترة المقبلة نحو آفاق جديدة مع الشقيقة قطر".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا قطر الخليج يلماز أردوغان الشيخ تميم تعاون ثنائي دول الخليج

بشراكة تركية قطرية.. أردوغان يدشن الدبابة ألطاي: ستمثل قوة مهمة للجيش

نائب أردوغان: علاقات تركيا وقطر وصلت لمستوى استراتيجي

علاقة نموذجية.. الدوحة تستضيف الاجتماع التاسع للجنة الاستراتيجية القطرية التركية