دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، الدبابة "ألطاي" الجديدة، الذي قال إنها ستمثل "نقطة قوة مهمة للجيش التركي في المنطقة".

جاء ذلك في خطاب للرئيس التركي ألقاه بمراسم تسليم الجيش الدبابة "ألطاي" الجديدة بولاية صقاريا (شمال غربي البلاد)، مشيداً بإمكانياتها الكبيرة، وعدد المشاريع الدفاعية في البلاد التي تتزايد بشكل كبير منذ العام 2002.

وقال أردوغان إن الدبابة "ألطاي" الجديدة مختلفة عن النموذج الأولي، الذي تم الكشف عنه لأول مرة قبل 10 أعوام ولديها قدرات عالية.

وأوضح أوضح أن الدبابة تتخطى مستوى الجيل الثالث، عبر تجهيزها بدرع متطور ونظام حماية متفوق، وأكد أن بلاده ستبدأ الإنتاج التسلسلي للدبابة "ألطاي" بمجرد إكمال الجيش التركي اختباراته عليها.

وشدد أردوغان على أن "الدبابة ألطاي ستكون نقطة قوة مهمة بيد قواتنا المسلحة في منطقتنا"، وقال أيضاً: "نهدف لجعل دبابة ألطاي الجديدة درة صناعاتنا الدفاعية".

والدبابة الجديدة من تصنيع شركة "BMC"، هي نتاج شراكة تركية قطرية حيث تستحوذ أنقرة على 51% منها، فيما تستحوذ الدوحة على 49%.

وتُعتبر "ألطاي" دبابة قتال رئيسية من الجيل الثالث، طُوّرَت بخبرات محلية، وسُمّيَت على اسم فخر الدين ألطاي، الذي قاد فيلق "الفرسان الخامس" خلال حروب التحرير والاستقلال التركية بين عامَي 1919 و1922.

ومشروع "ألطاي" هو أول برنامج تطوير دبابة محلية في تركيا منذ عام 1943، عندما طُوّرَت وأُنتِجَت نماذج أولية لدبابة وطنية تركية في مدينة كيريكالي، وهو البرنامج الذي لم يصل قط إلى الإنتاج الضخم واسع النطاق.

وتعمل دبابة "ألطاي" التركية بطاقم من أربعة أفراد (قائد دبابة، ومدفعيّ، ولودر، وسائق)، فيما يُقدَّر الوزن القتالي للدبابة بـ65 طناً، وبفضل نظام التعليق المتغير ستتمتع الدبابة بقدرة فائقة على المناورة خلال التضاريس الصعبة والمتنوعة.

كما أن الدبابة "ألطاي" مزودة بأحدث أنظمة الحاسب الآلي ونظام مكافحة الحرائق، فضلاً عن أنها مجهزة ضد الأسلحة الكهرومغناطيسية التي من شأنها أن تقطع الاتصالات الداخلية والخارجية للدبابة وتعطّل الأنظمة الإلكترونية لها.

ودبابة "ألطاي" مزوَّدة كذلك بمجموعة دروع طوّرتها شركة Roketsan التركية، ومدفع رئيسي من عيار 120 ملم من طراز MKE، وأسلحة متطورة أخرى.

في سياق متصل، لفت الرئيس التركي إلى احتلال بلاده موقعاً متقدماً عالمياً في الصناعات الدفاعية، وقال إن العديد من جيوش العالم تعتمد على ما تنتجه تركيا، وشدد أن بلاده زوّدت قواتها الأمنية بمختلف أصناف المسيّرات البرية الخفيفة ومتوسطة الحجم.

كما أوضح في هذا الإطار أن تركيا اقتربت من تلبية كل احتياجاتها في مجال المركبات العسكرية بإمكانياتها المحلية.

في هذا الصدد، لفت أردوغان إلى ارتفاع عدد مشاريع الصناعات الدفاعية في تركيا، من 62 مشروعا في 2002، إلى أكثر من 750 في الوقت الراهن، بحيث بلغت الميزانية الإجمالية للمشاريع الدفاعية بحسب أردوغان 75 مليار دولار، مرتفعاً من 5.5 مليارات في 2002.

كما أشار إلى الإنجازات التركية على الصعيدين العسكري والتكنولوجي خلال الأيام الأخيرة الماضية، وإلى تسليم السفينة "تي سي جي أناضول" الأكبر في البلاد للقوات البحرية، وإجراء اختبارات الطائرة الحربية المسيرة "قزل إلما"، وإطلاق القمر الاصطناعي "إيميجا"، واختبار الطيران للمروحية "غوك باي" بمحرك محلي الصنع.

أكد أردوغان أيضاً أن أكثر من 2700 شركة تنشط في الوقت الراهن بمجال الصناعات الدفاعية بتركيا، وتوفر عشرات آلاف الوظائف للشباب والمهندسين والفنيين.

وحققت الصناعات الدفاعية التركية خلال 2022، نجاحات مهمّة عبر سلسلة من المشاريع، ساهمت في توفير مجموعة من المعدات والأنظمة الدفاعية المتطورة لقوات الأمن والجيش في تركيا.

تمكنت تركيا من صنع الطائرات المسلحة المسيّرة، والمنصات البحرية، والمركبات البرية، والصواريخ، والمركبات البرية والبحرية غير المأهولة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، ونجحت تركيا في تطوير هذه المعدات، اعتماداً على موارد محلية.