أمير «القاعدة» الجديد بجنوب آسيا يحمل على عاتقه مهمة شاقة

السبت 13 سبتمبر 2014 10:09 ص

اختار «أيمن الظواهري» زعيم القاعدة «عاصم عمر» الباكستاني أميرا لجناح جديد للتنظيم في جنوب آسيا ملقيا على عاتقه مهمة صعبة لإحياء الحركة المتشددة في وقت تتصدر فيه أخبار «الدولة الإسلامية» عناوين الصحف وتجتذب المجاهدين.

ولا يعرف الكثير عن الرجل الذي تشكل تفكيره في مدارس دينية متشددة في باكستان وسيقود أنشطة القاعدة في منطقة تمتد من أفغانستان إلى ميانمار.

وفي كلمة مصورة بثت الأسبوع الماضي اختار «الظواهري» «عمر» أميرا للجناح الجديد للتنظيم الذي خطط لهجمات سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

وكشفت لقاءات مع مقاتلين ومصادر في المخابرات أن «عمر» الذي يعتقد انه في منتصف الأربعينات من العمر معروف كمنظر وليس كمقاتل ويشتهر في الدوائر الإسلامية في جنوب ووسط آسيا كمفكر وخطيب مفوه.

وقال جهادي من المناطق القبلية في باكستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان والذي يعرف «عمر» شخصيا إن «الظواهري» اكتشف مواهبه في وقت معاصر تقريبا لمقتل «أسامة بن لادن» الزعيم الراحل للتنظيم عام 2011 في غارة أمريكية سرية.

وقال المصدر إنه عقب مقتل «أسامة بن لادن» شرع الزعيم الجديد «أيمن الظواهري» في إعادة تنظيم «القاعدة»، وانصب اهتمامه على جنوب آسيا، مضيفا أن القاعدة بدأت في تجنيد مقاتلين وتدريبهم في أفغانستان، وعين مولانا «عاصم عمر» والذي يملك اتصالات قوية بالمعاهد الإسلامية في باكستان، أميرا لجنوب آسيا.

وقال المصدر إن «عمر» هو الذي سهل انتقال «بن لادن» لمنزل آمن في مدينة «ابوت أباد» الباكستانية حيث عاش لسنوات دون أن يتعرف عليه احد حتى اكتشفت القوات الأمريكية مخبأه.

حركات متنافسة

تم تفسير إعلان «الظواهري» على نطاق واسع على أنه محاولة لاستعادة زمام المبادرة من تنظيم «الدولة الإسلامية» المنشق على «القاعدة» الذي اجتاح مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

واستقطبت «الدولة الإسلامية» أنصارا من الشبان من حول العالم ولجأت لأساليب وحشية من بينها الصلب والذبح بل سجلت بعضا منها في لقطات فيديو كوسيلة للدعاية، بينما وجه «الظواهري» أحدث رسائله في خطاب طويل ألقاه أمام عدسات الكاميرا.

وترتبط «القاعدة» بعلاقات وثيقة مع «طالبان» في أفغانستان وباكستان أي لها وجود قوي في جنوب آسيا.

ويقول مراقبون إنها قد تسعى لتوسيع نفوذها في حين تستعد معظم القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة لمغادرة أفغانستان في نهاية العام الحالي مما سيسمح للمقاتلين بحرية الانتقال إلى أماكن أخرى.

وحتى الآن لم تظهر أدلة على وجود التنظيم في الهند حيث يعيش نحو 175 مليون مسلم، وفي الوقت نفسه بدأت «الدولة الإسلامية» بالفعل التسلل إلى المنطقة وشوهد أنصارها يوزعون منشورات مقلقة في مدينة «بيشاور» الباكستانية ورفعت راياتها في تجمعات حاشدة مناهضة للحكم الهندي في المناطق التي تسيطر عليها الهند في «كشمير».

ودفع إعلان «القاعدة» عن جناحها في جنوب آسيا الأسبوع الماضي الهند لإعلان التأهب في عدة أقاليم، وأجج القلق في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار بسبب تمرد طالبان والصراعات الطائفية.

مسألة التدين

قالت مصادر مطلعة على تفكير «عمر» انه شديد التدين وانه قام بتأليف أربعة كتب على الأقل تدعو للجهاد أحدها عن شركة الأمن الأمريكية «بلاكووتر» التي عملت في العراق.

ويضع «عمر» شبه القارة الهندية نصب عينيه منذ سنوات طويلة وبث عدة فيديوهات موجهة لمسلمي «كشمير» للانضمام للمقاتلين في معاركهم ومحاربة «الكفرة».

وفي لقطات فيديو بثت في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي ذكر «عمر» متابعيه بأمجاد الحكم المغولي الذي حكم أجزاء من الهند لقرون.

وتقول مصادر باكستانية انه أمضى 16 عاما على الأقل في أفغانستان وكانت المرة الأولي التي انخرط فيها في دوائر الجهاديين حين درس في جامعة العلوم الإسلامية في «كراتشي».

وكان من أهم أستاذه الجامعة مفتي «نظام الدين شامزاي» وهو من مؤيدي «طالبان» ودعا للجهاد بعد أن قادت الولايات المتحدة الحرب في كل من أفغانستان والعراق وحث المسلمين على استهداف الأجانب، واغتيل «شامزاي» في كراتشي» في مايو/أيار 2004.

كما درس «عمر» في دار العلوم الحقانية وهي مدرسة إسلامية كبيرة في شمال غرب باكستان يديرها مولانا «سامي الحق» المعروف «بأبي طالبان» الذي قالت مصادر من المقاتلين انه كان يدرس لعدد كبير من قادة «طالبان».

واشتهر «عمر» بمهارته اللغوية الاستثنائية وترجم كتبه لعدة لغات من بينها البشتون والأوزبكية والعربية.

وقال مصدر «يقال انه كاتب وخطيب جيد».

وفي وقت لاحق سافر مع عدد كبير من خريجي دار العلوم الحقانية إلى أفغانستان حيث تردد انه التقى مع «بن لادن» ثم انضم لمقاتلي «حركة الجهاد الإسلامي» وهي جماعة متشددة لها أفرع في جنوب أسيا لمحاربة القوات الهندية في «كشمير».

واشتهر «عمر» بعمله الدعائي وخطبه النارية ولم يتضح إلى أي مدى انخرط في القتال.

وبعد انهيار «حركة الجهاد الإسلامي» عقب الإطاحة بـ«طالبان» في أفغانستان انضم قائدها السابق «الياس الكشميري» إلى قادة «القاعدة» و«طالبان» الباكستانية المختبئين في المناطق النائية على الحدود بين أفغانستان وباكستان.

وقال مصدر من المقاتلين إن الهدف من اختيار «عمر» أميرا للقاعدة في جنوب آسيا هو تعزيز أنشطة التنظيم في الهند وبنجلادش وميانمار.

وأضاف «بما أن الجماعة التي كان ينتمي إليها «عاصم عمر» -حركة الجهاد الإسلامي- كان لها أجنحة في ميانمار وكشمير فانه يتمتع باتصالات قوية هناك ويمكنه تنفيذ المهمة التي كلفه بها الظواهري».

وحاليا فإن مكان وجود «عمر» الأمير الجديد لجناح جديد للتنظيم في جنوب آسيا غير معلوم.

 

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

القاعدة

تنظيم «القاعدة» يسيطر على مدينة «العدين» جنوب غرب اليمن

قيادي في تنظيم «القاعدة» باليمن يدعو إلى شن هجمات فردية في الغرب

«ستراتفور»: التيارات الجهادية تتمزق بين تنظيم «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»