لا يزال القرار الذي أصدرته الحكومة المصرية، والذي يتيح تسوية الموقف التجنيدي للمصريين في الخارج، مقابل سداد 5 آلاف دولار أو يورو، يثير جدلا عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتسمت ردود الفعل بالتندر.
وكانت وزارتا الخارجية والهجرة في البلاد أعلنتا عن إطلاق مبادرة لتسوية الموقف التجنيدي للمصريين في الخارج، مقابل سداد خمسة آلاف دولار أو يورو، بدعوى تلقيهما طلبات العديد من المواطنين بالخارج حول إمكانية تسوية أوضاعهم التجنيدية، نظراً لتردد بعضهم في العودة إلى أرض الوطن، وعدم إمكانية المغادرة مرة أخرى بسبب عدم التصريح لهم بالسفر كونهم مطلوبين للخدمة العسكرية، أو عدم إنهاء موقفهم التجنيدي.
ويسافر العديد من المصريين بدون أداء الخدمة العسكرية، فيما لا يتمكن هؤلاء المسافرين من العودة للبلاد خوفا من الملاحقة القانونية، فيما يعد أداء الخدمة العسكرية إلزاميا في مصر، وقد تصل مدد السفر إلى عشرات السنوات، هذا بالإضافة لمن يبلغون سن الخدمة العسكرية وهم خارج البلاد.
وقالت الوزارتان، في بيان، إن المبادرة جاءت حرصاً من الدولة المصرية على تقديم كافة التيسيرات لأبناء الوطن المقيمين بالخارج، وتحقيق استقرار الحالة الاجتماعية لهم، سواء للعمل أو الدراسة أو العلاج. وأشار البيان إلى أن فتح باب التسجيل للمبادرة على موقع وزارة الخارجية، سيكون اعتباراً من 14 أغسطس/ آب المقبل، ولمدة ثلاثين يوماً فقط.
وأضاف أن طلبات تسوية المواقف التجنيدية بشكل نهائي ستخضع لبنود المبادرة، مع استقبال جميع الطلبات على موقع الوزارة للمقيمين بالخارج ممن حل عليهم الدور في سن التجنيد، بداية من 19 إلى 30 عاماً، وكذا ممن تجاوزوا سن الثلاثين لتسوية موقفهم التجنيدي.
وتابع البيان أنه لن يسمح بتجديد جوازات السفر للمصريين المقيمين بالخارج، إلا بعد تسوية المواقف التجنيدية لهم، مستطرداً بأن البيانات المطلوب تسجيلها للاستفادة من المبادرة تشمل الاسم، وصورة بطاقة الرقم القومي، وصورة جواز السفر، وتاريخ الميلاد، والرقم الثلاثي- إن وجد- وتاريخ مغادرة البلاد، والدولة المقيم بها.
كما تشمل البريد الإلكتروني، والبيانات البنكية الخاصة بالإيداع، واسم البنك والفرع خارج البلاد، واسم الحساب، والسویفت کود، ورقم حافظة الإيداع، ورقم العملية، وتاريخ الحافظة، بالإضافة إلى إيداع مبلغ 5 آلاف دولار أو يورو في حساب بنك مصر فرع أبو ظبي بدولة الإمارات.
وجاءت هذه المبادرة، تزامنا مع طرح الحكومة شهادات ادخار بالدولار ذات فوائد بالجنيه المصري، وتأكيدها على عدم سؤال المودعين عن مصادر الدولارات التي سيودعونها في تلك الشهادات، ما أثار انتقادات حول رغبة الحكومة في جلب العملة الخضراء بأية وسيلة، في ضوء انهيار الحصيلة الدولارية للبلاد، والتي أدت لمشكلات اقتصادية جمة.
كما جاء القرار بعد إحصائيات تشير إلى تراجع حاد لتحويلات المصريين بالخارج، وهو البند الذي كان أحد أبرز البنود التي كانت تدخل العملات الصعبة إلى البلاد.
ردود أفعال
واعتبر متابعون أن قرار الحكومة يعني أن التجنيد الإجباري في البلاد سيكون للفقراء فقط، حيث سيبادر الأغنياء بسداد الأموال للحكومة مقابل إعفاء أبنائهم من الخدمة العسكرية، فيما لن يتمكن الفقراء من السداد ليساقوا إلى التجنيد، متسائلين عن تحويل خدمة الوطن عبر التجنيد الإلزامي إلى شئ يمكن شراؤه، على حد قولهم.
موضوع ال ٥٠٠٠ دولار اللي يدفعوا عشان تسوية الوضع التجنيدي حتي لو ما جبتش سن ال ٣٠ هو بداية النهاية للتجنيد الإجبارى (للأغنياء) في مصر
— Ahmed Eladawy (@ahmedadawy) July 27, 2023
وتوقع البعض أن يتم تعديل القرار ليشمل المصريين داخل البلاد أيضا، في ضوء التدهور الاقتصادي ورغبة الحكومة في جني الأموال، على غرار ما يفعله النظام السوري.
الناس عندها حق طبعا في مخاوفها واستغرابها من موضوع ١٩ سنة ده.
— 𝓡 (@RSF40) July 27, 2023
بكل بساطة، اللي معاه فلوس هيطلع ابنه برة ويدفع ٥٠٠٠ دولار وخلاص.
اللي مش معاه هو اللي ابنه مش هيسافر وهيدخل الجيش.
مش بعيد يعملوها للي جوه كمان وملوش نفس يدخل الجيش يدفع بالدولار وياخد اعفاء.
سوريا كده بالمناسبة.
وقال آخرون إن القرار دليل جديد على الانهيار الذي أصاب الحكومة اقتصاديا، وسعيها لجلب العملات الصعبة بأية طريقة.
شهادة الاعفاء من الجيش بـ. 5000 دولار!
— Du3aa (@dodo1985428) July 28, 2023
الانهيار...... اى حاجه بتتباع pic.twitter.com/M6P3ZzHMAw
وفضل طرف ثالث التندر على القرار.
موضوع غسيل الأموال دا مليش فيه لأني والله ما اعرف بيجيبوا المسحوق منين و بكام ؟
— NASSER BAKRI (@NASSERBAKRI11) July 27, 2023
بس أحسن قرار أخده السيسي و حكومته هو دفع مبلغ 5000 دولار لتسوية الموقف التجنيدي. أنا بجد مبسوط من القرار دا
الدولة المصرية تهيب بالمصرين في الخارج يدفعوا ٥٠٠٠ دولار وبلاش يدخلوا الجيش 😎
— mohamed elshobaki (@elshobakii) July 27, 2023
وتهيب بالمواطنين المصريين بالخارج شرعة السداد والتسوية
الناس دي بتحلق تلم فلوس ولا ايه pic.twitter.com/2YdGUgB0NB
عرض خاص من وزارة الخارجية المصرية
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) July 27, 2023
لو انت مصري في الخارج ومطلوب للتجنيد وخايف ترجع بلدك
عايز تسوي موضوع التجنيد وانت بره مصر؟
بسيطة ادفع 5000 دولار على حساب بنك أبو ظبي وانسى همومك وتجنيدك ومتخافش من حد
ابنك مجنون يا حج pic.twitter.com/tGjlpNkLvC
🛑 وزارة الخارجية تعلن عن تسوية أوضاع المطلوبين للتجنيد بالخارج مقابل 5000 دولار أو يورو
— omar elfatairy (@OElfatairy) July 27, 2023
يا @MfaEgypt هتجددولي الباسبور !؟ ولا هتنصبوا علينا وتلموا فلوس وترجعوا تقولوا الموافقات الأمنية ؟؟! pic.twitter.com/RI3GXXiKFV
بينما اشتبك العديدون مع القرار من وجهة نظر أخرى، مطالبين الحكومة بوضع تسعيرة مماثلة لإخراج المعتقلين من السجون، لا سيما المعتقلين السياسيين، والذين طال أمد بقائهم داخل الزنازين لسنوات دون تهم واضحة.
مينفعش ٥٠٠٠ دولار ع الواحد ونطلع الناس م السجون؟ https://t.co/4JpCFjRt5Q
— Abdelrahman ElGendy (@El_Gendy_95) July 27, 2023