هل تطلق الكويت صندوقا سياديا يعزز قوتها الكروية في الخليج؟

الأحد 30 يوليو 2023 10:33 ص

الكويت دولة غنية هادئة، ولكنها مستعدة للتخلص من سباتها الرياضي، بعدما أظهرت الأيام أن الأموال المتدفقة غيرت من وجه كرة القدم، لدول الخليج.

هكذا يتحدث تحليل لصحيفة "الجارديان" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، عندما رأى المشجعون في الإمارات أن مانشستر سيتي أصبح أفضل فريق في العالم، وأن المشجعين في قطر شاركوا في كأس العالم، وبالكاد يمكن لنظرائهم في السعودية تصديق ما يجري مع أنديتهم الآن.

وتتمتع الكويت، التي استقلت عن المملكة المتحدة في عام 1961، بتاريخ كرة قدم غني، فقد شاركت في كأس العام 1982، كما وصلت إلى ربع نهائي أولمبياد موسكو قبل عامين.

أما الآن، فيتم تجاوزها على أرض الملعب من قبل السعودية، وهذا أمر ليس من المستغرب، بالنظر إلى عدد السكان والشغف بكرة القدم في ذلك البلد الخليجي، ولكن أيضًا من قبل قطر والإمارات، وهما دولتان من نفس الحجم.

هؤلاء الجيران، وخاصة من الرياض، ينفقون المليارات ويشكلون صدمة من خلال الرياضة.

إلا تمتلك الكويت وفق التحليل، تمتلك ثروات مماثلة، فصندوق الثروة السيادية الكويتي المعروف باسم الهيئة العامة للاستثمار هو أقدم صندوق ثروة سيادية في العالم، وقد تم إنشاؤه لأول مرة عندما تأسس مجلس الاستثمار الكويتي في عام 1953.

وتتولى الهيئة أنشطة الاستثمار في الفوائض المالية النفطية والعمل على تقليص اعتماد البلاد على النفط، وإلى جانب ذلك، تدير الهيئة العامة للاستثمار صندوق الاحتياطي العام للبلاد.

وتمتلك الهيئة الكويتية حاليا نحو 800 مليار دولار، وهذا يزيد بمقدار 100 مليار دولار عن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية الذي يمتلك 4 من أكبر الأندية حول العالم، بالإضافة إلى الكثير من ملاعب الجولف.

وفقاً لمؤسسة صناديق الثروة السيادية العالمية (Global SWF)، وهي كيان مستقل للاستشارات المالية، استثمرت الهيئة الكويتية 2.8 مليار دولار فقط خلال العام الماضي، مقارنة بـ25.9 مليار دولار ضخّها جهاز أبوظبي للاستثمار، و20.7 مليار دولار من قِبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وتعلق "الجارديان" على ذلك بالقول: "امتلاك القوة المالية شيء مهم.. ولكن في الكويت استعماله شيء آخر بسبب الوضع السياسي".

وتضيف: "في الرياض أو الدوحة، يمكن للقادة أن يقودوا الخطط، لكن المعارك السياسية في الكويت بين الأسرة الحاكمة ومجلس الأمة، تجعل من الصعب إنجاز أي شيء".

وتتابع: "لا تساعد الانقسامات والاقتتال الداخلي داخل الكويت في تحقيق أي من المستهدفات، وقد أدى ذلك بالفعل إلى جمود سياسي، ونقص في الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها في العديد من القطاعات، مع عدم اعتبار الرياضة كأولوية".

وتشهد الكويت في الآونة الأخيرة اختلافاً سياسياً نجم عنه تكرار إجراء الانتخابات البرلمانية. ومرّت البلاد بتطورات سياسية لافتة خلال العامين الماضيين، لا سيما على صعيد تغيّر قيادتها العليا، حيث خلف الشيخ نواف الأحمد الصباح أخاه غير الشقيق كأمير للبلاد.

منذ ذلك الحين، طرأت تغيرات كبيرة على الكيانات الحكومية الأساسية. وفي يونيو الماضي أبصرت البلاد حكومة جديدة هي الخامسة في أقل من عام.

ومع ذلك، وحسب "الجارديان"، قد يتغير الزمن مع الأخبار التي تفيد بأن الكويت تريد إطلاق صندوق سيادي يسمى "صندوق سيادة".

وحسب البرنامج الذي صدر رسمياً قبل أسبوعين، سيهدف الصندوق التنموي الجديد، إلى "تسريع نمو الاقتصاد الكويتي وتحسين نوعية الحياة، وتعزيز التقدم في مختلف مجالات التنمية، من خلال التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الفعال للمشروعات التنموية الضخمة".

وحسب البرنامج، سيعمل "سيادة" بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والدولي، وأوضحت الحكومة أن الصندوق الجديد سيعمل "في إطار الحوكمة الجيدة والشفافية لتحقيق التقدم والازدهار".

ويُعَدّ هذا مناقضاً لاستراتيجية صندوق الأجيال القادمة، الذي لا يصرّح علناً عن بيانات أدائه.

من المقرر الانتهاء من دراسة جدوى "سيادة" في غضون عام، وسيكون تحت إشراف إدارة مختلفة عن تلك الخاصة بصندوق الأجيال القادمة.

ولا يتوقع الآن أن تنافس الأندية الكويتية مع الهلال والنصر والاتحاد والأهلي السعوديين، في ظل وجود لاعبين في هذه الأندية، مثل كريستيانو رونالدو، وكيليان مبابي، وكريم بنزيمة، ورياض محرز.

وتضيف: "سيكون هذا حقًا وضع العربة أمام الحصان، لأن الدوري المحلي انخفض بالتوازي مع المنتخب الوطني الكويتي".

وتمتلك الأندية في الدولة الخليجية مثل القادسية والكويت خزائن ألقاب ممتلئة مثل تلك الموجودة في جيرانها، ولكنها تخلفت في الملعب وخاصةً خارجه.

كما أن الملاعب ومنشآت التدريب لا تضاهي مثيلاتها في الرياض والدوحة وأبوظبي.

واستمر حظر الفيفا في عام 2015، بسبب تدخل الحكومة في إدارة اللعبة، لمدة عامين، وأضر بمشهد كرة القدم بشدة، مما أدى إلى تقليل الاستثمار على مستوى القاعدة الشعبية.

ولم تتأهل الكويت لكأس آسيا المقبلة، التي ستقام في قطر، بعد خسارتها على أرضها أمام إندونيسيا.

ولكن وجود صندوق جديد، يعتبر الرياضة جانبا أساسيا في الاستثمار، من المرجح أن يعتبر استضافة الأحداث الدولية أولوية أكثر من جلب النجوم الكبار أو شراء الأندية الخارجية.

وبالنسبة للكويت، من الأهمية بمكان رفع صورة الدولة، وتحسين البنية التحتية الرياضية، وإعطاء بعض الحياة للصناعة المتداعية، وفق التحليل.

ويختتم: "تحتاج المؤسسات إلى الكثير من العناية، ولكن مع توفر الأموال المحتملة، قد لا يمر وقت طويل قبل أن تبدأ الكويت في إظهار وجودها في مجال مزدحم".

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكويت كرة القدم صندوق سيادة استثمار أزمات سياسية قطر السعودية الإمارات

بـ993 مليار دولار.. "أبوظبي للاستثمار" الصندوق السيادي الأقوى خليجيا