موجة هجمات روسية أوكرانية في البحر الأسود.. ماذا تعني؟

زاد عدد الهجمات في البحر الأسود من الجانبين منذ خروج روسيا، في يوليو/ تموز الماضي، من اتفاق سمح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية، إذ ترى موسكو أن الغرب لم ينفذ الجزء من الاتفاق الخاص بالسماح بتصدير الحبوب والأسمدة الروسية في ظل عقوبات غربية.

بعد انهيار اتفاق تصدير الحبوب، هاجمت طائرات مسيّرة وصواريخ روسية عددا من الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه؛ مما أدى إلى تدهور قدرة كييف على تصدير الحبوب. وهذا التصعيد المتبادل يهدد أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وينذر بتداعيات لا سيما على سكان الدول النامية.

إلى جانب كون ميناء نوفوروسيسك قاعدة بحرية مهمة لروسيا، فقد أصبح اقتصادها في مرمى القوات الأوكرانية، فالهجوم على ناقلة النفط هو الأول من نوعه على هذا الميناء الذي تصدر منه موسكو نحو 1.8 مليون برميل نفط يوميا، ما يمثل حوالي 2% من الإمدادات العالمية، كما أن الميناء هو مصب خط أنابيب يمتد على حوالي 1500 كلم من حقول النفط في غربي كازاخستان والمناطق الروسية الواقعة شمال بحر قزوين.

"أولينيغرورسكي غورنياك" هي سفينة إنزال برمائية مصممة لإطلاق قوات بالقرب من الشاطئ وكذلك للرسو وتفريغ البضائع بسرعة في الموانئ؛ ما يعني أن أي ضرر ربما يكون قد لحق بها سيعرقل جهود روسيا لإعادة إمداد قواتها في جنوبي أوكرانيا.

وزارة الدفاع البريطانية قالت إن روسيا نقلت العديد من وحداتها إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود على ضوء "التهديد الكبير" للسفن في ميناء سيفاستوبول، الواقع على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم (تحتلها روسيا منذ 2014) ضمن مدى الصواريخ والطائرات بدون طيار الأوكرانية.

تحركات أوكرانيا تأتي ضمن هجوم مضاد مستمر منذ أشهر، وتتوافق مع استراتيجيتها الجريئة الجديدة المتمثلة في "نقل الحرب إلى الأراضي الروسية"، فقبل أيام ضرب طائرات بدون طيار أوكرانية ناطحة سحاب في العاصمة موسكو تضم وزارات حكومية مرتين خلال 24 ساعة.

المسؤولون الأوكرانيون كانوا يحافظون على "غموض مدروس" فيما يتعلق بالإعلان عن مسؤولية كييف عن الهجمات، لكنهم أصبحوا يجاهرون بذلك علنا مع تصعيد كييف لهجماتها بعيدة المدى على أهداف روسية، إذ يعتبرون تلك العمليات تكتيك "منطقي وفعّال"، ويطالبون موسكو بمغادرة الأراضي والمياه الإقليمية الأوكرانية.