تنافس خليجي على الاستثمار في باكستان.. ماذا يعني؟

الثلاثاء 8 أغسطس 2023 10:45 ص

تتنافس دول في مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما السعودية والإمارات وقطر، على ضخ استثمارات ضخمة في قطاعات متنوعة بباكستان منها الموانئ والمطارات والاتصالات والطاقة والزراعة.

على الرغم من خطة إنقاذ أخيرة لصندوق النقد الدولي بقيمة 1.2 مليار دولار وضخ نقدي إضافي بقيمة 3 مليارات دولار من الرياض وأبوظبي، تحتاج إسلام أباد إلى إمداد ثابت بالدولار لخدمة ديونها البالغة نحو 80 مليار دولار يجب سدادها خلال 3 سنوات.

ويعد الاستثمار في قطاعات مربحة بدول أخرى إحدى أدوات دول الخليج العربي لتنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي كمصدرين رئيسيين للإيرادات، ما أطلق تنافسا بين تلك الدول على الفرص الاستثمارية في دول بينها باكستان.

  • بحثا عن حل لدعم اقتصادها المتعثر ومعالجة ضائقتها المالية، لجأت باكستان (أكثر من 247 مليون نسمة) إلى مكافحة البيروقراطية عبر إنشاء مجلس لتيسير الاستثمار طرح 28 مشروعا وركزت بالأساس على السعودية والإمارات وقطر والبحرين.
  • أول مَن اغتنم هذه الفرصة هي مجموعة موانئ أبوظبي، مقرها الإمارات، إذ استأجرت في يونيو/ حزيران الماضي 4 أرصفة في ميناء كراتشي لمدة 50 عاما مقابل حوالي 220 مليون دولار، وبعد أسابيع وقَّعت صفقة لبناء محطة شحن جديدة في الميناء، لذا أصبحت تسيطر على نحو 85% من رصيف أساسي في الميناء.
  • ميناء كراتشي يتميز بموقع استراتيجي عند مصب بحر العرب، وسيمنح الإمارات نفوذا تجاريا كبيرا، ويتناسب مع هدف مجموعة موانئ أبوظبي المتمثل في استئجار وضخ استثمارات في موانئ استراتيجية ومنشآت لوجستية، فامتيازات الموانئ هي أحد المحركات الرئيسية لطموحات الإمارات الاقتصادية.
  • شركة "اتصالات"، ومقرها في أبوظبي، استحوذت في 2005 على 26% من شركة الاتصالات الباكستانية الرئيسية "بي تي سي إل" (PTCL)، ويتردد أن الشركة الإماراتية تدرس الاستحواذ على "تيلينور" (Telenor)، ثاني أكبر مشغل للهاتف المحمول في باكستان.
  • شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" وقَّعت في يوليو/ تموز الماضي مذكرة تفاهم مع 4 شركات نفط باكستانية مملوكة للدولة لبناء مصفاة نفطية بقيمة 12 مليار دولار في مدينة جوادار بإقليم بلوشستان (جنوب غرب)، وستساهم الشركات المحلية بـ70%، في حين ستبدأ "أرامكو" المشروع بـ30%.
  • تجري قطر مفاوضات مع باكستان من أجل تشغيل مشترك لمطاراتها الرئيسية الثلاث في كراتشي ولاهور وإسلام أباد، وإذا تحقق ذلك، وفقا لتقديرات، ستستثمر الدوحة حوالي 3 مليارات دولار في مناولة البضائع، بالإضافة إلى توفير إقامة من فئة الخمس نجوم ومرافق حديثة في المطارات. كما تهتم السعودية بالاسثتمار في تلك المطارات.
  • لتحسين أمنها الغذائي، تدرس قطر أيضا الاستثمار في مشروع زراعي على مساحة 10 آلاف فدان في صحراء تشولستان في البنجاب (شمال شرق)، أكبر أقاليم باكستان من حيث عدد السكان. وتتطلع إسلام أباد إلى جذب استثمارات خليجية بقيمة 40 مليار دولار في مجال التنمية الزراعية خلال 4 أو 5 سنوات، متوقعةً توفير نحو 4 ملايين وظيفة جديدة.
  • يرى خبراء باكستانيون أن هذه الاستثمارات ستفيد دول الخليج أكثر من باكستان، فاهتمام تلك الدول ينبع من القضاء على الروتين والقدرة على شراء أصول مربحة وتأمين استثماراتها، بدلا من الانجذاب إلى استثمار قائم على إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها تعزيز الاقتصاد على المدى الطويل.
  • بعض الصفقات مع دول خليجية ليست عادلة لبلادهم من حيث التسعير، ويرجحون أنها تهدف إلى إرضاء تلك الدول لضمان الحصول منها على قروض مستقبلا، بحسب الخبراء الذين يدعون إلى تخفيف أزمة شح الدولار بطرح حصص في شركات من بين 168 شركة حكومية في قطاعات بينها الطاقة والطيران والسكك الحديدية والخدمات اللوجستية والاتصالات والتصنيع والتمويل والتعدين والهندسة وتجارة الجملة والتجزئة والتسويق.

موضوعات متعلقة