الحرب الأوكرانية الروسية تثير توترا جيوسياسيا في بحر إيجة بين اليونان وتركيا

الأربعاء 16 أغسطس 2023 07:48 م

في علامة أخرى للتداعيات غير المباشرة للحرب الروسية الأوكرانية، على المشهد الجيوسياسي، تسعى واشنطن، بالتعاون مع اليونان؛ لتوسيع وجودها العسكري ونطاقها الاستراتيجي في بحر إيجة، وهي خطوة بلا شك سوف تثير غضب في تركيا.

ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك صن الأمريكية وترجمه الخليج الجديد، فإن الغزو الروسي دفع القضايا المزمنة والحساسة بين اليونان وتركيا في بحر إيجه -الذي يشهد حالة من الهدوء الخادع- للواجهة.

وبحسب التقرير فإن السبب في ذلك يرجع باختصار، أن بحر إيجة أصبح يُنظر إليه حاليا أكثر من أي وقت مضى على أنه حصن ضد توسع النشاط البحري الروسي الخبيث في البحر الأسود إلى الجنوب - وبالطبع الطريق البحري المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط من أوكرانيا يمر عبر مضيق الدردنيل، الذي تسيطر عليه تركيا.

نقطة اشتعال محتملة

على الرغم من أن اليونان وتركيا جارتان وكلاهما لديه عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعلى الرغم أيضا من ذوبان الجليد مؤخرًا في العلاقات المشحونة بينهما عمومًا، فإن البلدين على خلاف حول مجموعة من القضايا الخلافية.

وشمل قائمة الخلافات تحديد المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخالصة، واستخدام الجرف القاري، وبالنسبة لتركيا على وجه الخصوص- هناك قضية الوضع منزوع السلاح لبعض الجزر اليونانية في بحر إيجة.

وتعد القضية الأخيرة، إلى جانب المشكلة القبرصية المتواصلة، نقطة اشتعال محتملة بين أثينا وأنقرة، ويفاقم ذلك مساعي أمريكية مؤخرا لتوسيع وجودها في بحر إيجة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدمت النائبة الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي جريس مينج مشروع قانون لتوسيع الوجود العسكري في اليونان، مع التركيز بشكل خاص على الجزر بما في ذلك ذات الخلاف مع تركيا

وتهدف خطوة مينج إلى دعم اليونان وتعزيز التعاون الأمني والدفاعي الأعمق بين البلدين، وسيخضع مشروع القانون لمفاوضات مع مجلس الشيوخ لوضع اللمسات الأخيرة على النص قبل إرساله إلى الرئيس جو بايدن للموافقة عليه.

ويطلب التعديل على وجه الخصوص، من وزير الدفاع ووزير الخارجية تقديم تقرير مشترك إلى لجان الكونغرس ذات الصلة حول العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة واليونان.

وينص تعديل مجلس النواب على تقديم التقرير في غضون شهرين من توقيع القانون النهائي، متضمنا معلومات تحليل احتمالية وجود قواعد إضافية أو تواجد عسكري أمريكي موسع في جمهورية اليونان، خاصة في الجزر اليونانية.

ويقيم مشروع القانون حالة التعاون في مجال الأمن، وفقًا لمتطلبات قانون الدفاع والشراكة البرلمانية بين الولايات المتحدة واليونان لعام 2021.

كما يتضمن وصف حقوق إنشاء القواعد الممنوحة للولايات المتحدة، بناءً على اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين الولايات المتحدة واليونان في 14 أكتوبر/تشرين أول 2021، التي تمنح القوات الأمريكية الوصول إلى أربع قواعد عسكرية إضافية في اليونان.

ومن بين الجزر التي تبرز لكي تحظي بوجود أمريكي موسع هي جزيرة سكيروس، الواقعة في وسط بحر إيجه، وجزيرة ليمنوس، في أقصى شمالها.

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، برزت مدينة أليكساندروبولي الساحلية الواقعة شمال اليونان كمركز لوجستي رئيسي لإرسال المعدات العسكرية إلى الدول الأعضاء في الناتو شمال اليونان، ولا سيما بولندا، ومن هناك فصاعدًا إلى أوكرانيا.

ومن شأن وجود قواعد على جزيرتي بحر إيجة العمل على توحيد ألكساندروبولي مع القاعدة البحرية اليونانية وحلف شمال الأطلسي الكبيرة في خليج سودا بجزيرة كريت في أقصى الجنوب، وبالتالي تعزيز المصالح الأمنية الغربية على الجانب الجنوبي الشرقي العريض لحلف الناتو وصولًا إلى قناة السويس.

ويعتبر الأنشطة العسكرية المتزايدة للبنتاجون في اليونان هي رد بشكل رئيسي على الحرب في أوكرانيا وأيضًا على العمليات البحرية الروسية التي سبقتها وما زالت مستمرة.

في حين أن جزيرتي سكيروس وليمنوس غامضتين للعديد من الأمريكيين، إلا أنها مألوفتين لدى اليونانيين الذين يرحبون عمومًا باحتمال وجود انخراط عسكري أمريكي أعمق هناك.

أحد أسباب هذا الدعم اليوناني هو أن الوجود الأمريكي الأكثر بروزًا من شأنه أن يحمي المنشآت العسكرية اليونانية القائمة هناك من التهديدات التركية المحتملة.

كما سيكون الوجود العسكري الأمريكي بمثابة فجوة مؤقتة في تحليق القوات الجوية التركية غير المشروعة فوق الأراضي اليونانية في بحر إيجه.

عزل تركيا

وبينما سيكون بناء القواعد بمثابة تعزيز للأمن في شرق البحر المتوسط فيما يتعلق بالتهديد الروسي، لكنه يخاطر أيضًا بعزل تركيا بسبب مشاكلها الطويلة مع اليونان.

من جانبها سارعت وسائل إعلام تركية في وقت سابق تعقيبا على المشروع الأمريكي للتأكيد بأن أنقرة ستتابع التطورات عن كثب.  

غالبًا ما تسلط الإستراتيجية البحرية التركية طويلة المدى الضوء على خط الطول 25، الذي يشطر بحر إيجه، من وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقامية، لا ينبغي بالضرورة أن يحمل البحر والجزر الواقعة بين الساحل التركي وهذا الخط عباءة السيادة اليونانية.

سكيروس، الجزيرة اليونانية التي من المحتمل أن تتجه إليها قاعدة أمريكية واحدة، تقع غرب خط الطول بشكل مريح، لكن ليمنوس تقع شرقها.

المصدر | نيويورك صن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا بحر إيجة الوجود العسكري الأمريكي في بحر إيجة اليونان

روسيا تعلن تدمير مسيّرات أوكرانية فوق موسكو والبحر الأسود

تقارب متواصل.. وزير الخارجية اليوناني يزور تركيا في سبتمبر

مباحثات حاسمة بين تركيا واليونان بشأن تسوية نزاع الحدود البحرية

383 مليار دولار.. الميزانية الأضخم لروسيا توضح أولوية الحرب لدى بوتين بأوكرانيا

تركيا واليونان.. هذا مصير أغصان الزيتون أمام رياح مفاوضات الشتاء