استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أوباما ينتقي أهدافه في العراق وسوريا بينما يفتقد الرؤية

الأحد 14 سبتمبر 2014 10:09 ص

في الآونة الأخيرة كتب الصحفي «ديفيد بروكس» في مقال نشرته صحيفة«نيويورك تايمز» يقول «نحن الآن نعيش في ما يمكن أن نسميه أو نقر بأنه عصر العراق».

ومضى يقول «هناك في بلاد النهرين تجابه الولايات المتحدة المشكلة الأساسية لعصرنا ألا وهي التفاعل بين الحكم العلماني الفاشل والإسلام الأصولي».

كان بروكس على خطأ. باديء ذي بدء فإنه يسيء تفسير المشكلة الأساسية التي هي أصلا صراع عالمي يضع التقاليد في مواجهة الحداثة.

التقليديون - وعدد كبير منهم في العالم الإسلامي لكنه لا يقتصر عليهم - يتشبثون بقناعة أن وجود البشر يجب أن يكون نظاما إنسانيا يتمركز حول الخالق.

أما أنصار الحداثة - الذين يلتقطون إشاراتهم من النخبة الغربية العلمانية - فيفضلون بشدة نظاما يحبذ الاستقلال الذاتي الفردي ويهمشون (الله)، أي ليس الخالق أولا لكن نحن أولا وتطلعاتنا ورغباتنا وطموحاتنا. فإذا كانت هناك مشكلة جوهرية تؤرق السياسة العالمية اليوم فهي هذه المشكلة.

الصراع لم ينشأ في العراق ولم ينبع منه لذلك فالقول إننا نعيش في عصر العراق هو المعادل للقول إننا نعيش في عصر تيلور سويفت أو عصر جوجل. التوصيف يخدم أساسا صرف الأنظار عن المسائل الأكثر أهمية.

على المدى القصير فاننا نعيش في عصر العراق وذلك لأن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين ركزوا على هذا البلد الظلامي كمكان لإظهار السير الصعب قدما نحو الحداثة.

وخلال فترة العشرين عاما بين 1991 و2011 - وهي الفترة بين عملية عاصفة الصحراء والانسحاب النهائي للقوات الأمريكية بعد احتلال طويل للعراق - اعتمد صناع السياسة الأمريكيون الجمهوريون والديمقراطيون على أشكال متنوعة من القهر لربط العراق بالتوقعات الأمريكية الخاصة بكيف يجب أن يدار بلد.

وقد مني هذا الجهد بفشل ذريع.

والآن ها هو«باراك أوباما» الرئيس المنتخب عام 2008 لأنه وعد بإنهاء حرب العراق يعود من أجل قضمة أخرى من التفاحة. قضمة صغيرة ما دام تجنب أوباما للتدخل الواسع النطاق على الأرض سيقيد بدرجة كبيرة من الجهد الأمريكي للقصف الجوي.

وما إذا كان الرئيس سيفي بوعده بالنيل من متشددي «الدولة الإسلامية» وانزال الهزيمة بهم في نهاية المطاف فان ذلك يعتمد على دقة تصويب القنابل والصواريخ الأمريكية أقل مما يعتمد على فعالية القوات البديلة التي تقاتل على الأرض. والوصول إلى وكلاء راغبين وقادرين يبدو أنه يمثل تحديا.

وقوات الأمن العراقية التي شكلتها الولايات المتحدة بتكلفة عالية لم تظهر قدرة قتالية أو مهارة. ورغم أن البشمركة الكردية ذات سمعة أفضل إلا أن هدفها الأساسي هو الدفاع عن كردستان لا تخليص العراق من الغزاة. والجيش السوري على خلاف ذلك مشغول ومسمم سياسيا.

أما الدول التي ينبغي لها أن تعنى بالأمر بدرجة أكبر من الولايات المتحدة وذلك لانها مهددة بصورة مباشرة من جانب مقاتلي «الدولة الإسلامية» - وهي إيران وتركيا ومصر وحتى السعودية - فانها لم تبد رغبة مكافئة في العمل.

ويكمن أفضل أمل في النجاح في احتمال أن يفسد مقاتلو «الدولة الإسلامية» فرصهم في النجاح بالإفراط في ثقتهم بأنفسهم من خلال أساليبهم الشريرة والخبيثة التي تنفر المتعاونين سابقا معهم والحلفاء مثلما فعلت تصرفات القاعدة في العراق حينما نفرت قادة المقاتلين السنة خلال الطفرة الشهيرة في أعداد القوات الأمريكية في عامي 2007 و2008.

وهذا مؤكد إلى حد كبير، فحتى إذا استطاع أوباما وضع خطة لتدمير الدولة الإسلامية فإن المشكلات التي تعصف بمنطقة الخليج والشرق الأوسط على نطاق أوسع لن تزول في أي وقت قريبا.

فتدمير ما يقول أوباما إنه «الدولة الإسلامية» في العراق والشام لن يخلق دولة عراقية تتسم بالفعالية والشرعية. ولن يعيد احتمال Hن تصبح مصر ديمقراطية، ولن يثني السعودية عن تمويل الجهاديين. ولن يعيد ليبيا بعيدا عن شفا السقوط في هوة الفوضى. ولن ينهي الحرب الأهلية في سوريا. ولن يجلب السلام والوئام للصومال واليمن. ولن يقنع حركة طالبان بإلقاء سلاحها في أفغانستان. ولن ينهي الأزمة الأبدية في باكستان. ولن يحل قطعا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكل القوة العسكرية في العالم لن تحل تلك المشكلات. أوباما يعلم ذلك. ومع ذلك فإنه يسمح لنفسه بأن يستدرج إلى نفس الحرب التي وصمها ذات يوم بحق بأنها حمقاء ولا داعي لها، وذلك في الغالب لأنه هو ومستشاروه لا يعلمون ما الذي يمكنهم عمله غير ذلك. فقد أصبحت الغارات الجوية هي الخيار الأول لحكومته.

سفينة الدولة الأمريكية ماضية في طريقها بلا دفة و لا بوصلة تدفعها قوة الرياح ومدافعها تصب حممها.

 

د. أندرو جيه باسيفيتش، كولونيل أمريكي متقاعد وأستاذ العلاقات الدولية وناقد قوي للنزعة التدخلية، ومؤلف كتاب «خيانة الثقة: كيف تخلى الأمريكيون عن جنودهم وبلادهم» الذي صدر مؤخرا. ومحاضراته على الإنترنت عن «حرب (أمريكا) من أجل الشرق الأوسط الكبير» ستبث حية لاحقا أواخر سبتمبر/أيلول الحالي.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

أوباما العراق سوريا الدولة الإسلامية أمريكا

هل حلفاء الولايات المتحدة يعتمد عليهم في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»؟

من يرغب بـإزالة داعش من سوريا لا يترك شراكة إيران

أميركا وأهوال الشرق الأوسط

حربٌ ضد الإرهاب طويلة الأمد

التحالف من دون استراتيجية وبلا سوريين

هل هناك حقا استراتيجية للقضاء على «داعش»؟!