الإيكونوميست: طوفان الأقصى خرب استراتيجية بايدن للشرق الأوسط

الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 04:34 م

اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن هجوم "طوفان الأقصى" الذي تشنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منذ فجر السبت الماضي على إسرائيل، ربما خرب خطط الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلقة بالشرق الأوسط، لاسيما فيما يتعلق بالتطبيع بين الرياض وتل أبيب وإحياء الاتفاق النووي مع إيران.

إضافة لذلك، رأت المجلة أن هجوم حماس فجر أزمة حادة في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي كانت تراها إدارة بايدن تعيش فترة أهدأ فترة منذ عقدين، وتضاف الحرب إلى الأزمة المزمنة في أوكرانيا وتلك التي تلوح بالأفق في تايوان.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن "الشرق الأوسط هادئ اليوم وأكثر مما كان عليه قبل عقدين"، لكن يبدو أن هجوم حماس غير هذا المفهوم وينذر بترددات محتملة في الشرق الأوسط ربما تكون خارجة عن السيطرة.

وذكرت المجلة أن جهود بايدن للتوسط في صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية، أصبحت متوقفة الآن، وبات منظور حل الدولتين الذي تبنته إدارته بعيد المنال.

كما أن تطلعات بايدن لتخفيض التوتر مع إيران أصبحت غير محتملة، وتلاشت آماله بالتحول عن الشرق الأوسط وتركيز جهوده لمواجهة القوى العظمى مثل الصين.

وقبل أقل من أسبوعين من هجوم حماس، قال سوليفان في مؤتمر نظمته مجلة "أتلانتك" بحس راض عن نفسه إن "حجم الوقت الذي كرسته للأزمة والنزاع في الشرق الأوسط، مقارنة مع أسلافي بفترة ما بعد 9/11 خفض بشكل واضح".

وفيما يتعلق بالتطبيع، قالت المجلة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرح الشهر الماضي أن السلام قريب مع إسرائيل، ولكن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان حمّل تل أبيب مسؤولية هجوم حماس نظرا للاحتلال وحرمانها الفلسطينيين من حقوقهم.

وظلت المطالب السعودية عائقا أمام انضمام السعودية لنادي اتفاقيات إبراهيم، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيواجه خطر انهيار ائتلافه لو قدم تنازلات للفلسطينيين بموجب الصفقة المتوقعة.

وقال آرون ديفيد ميلر، من مركز "كارنيجي" للسلام العالمي، إن قدرة الولايات المتحدة تحقيق صفقة سعودية- إسرائيلية انخفضت إلى صفر، على الأقل الآن.

وأكدت المجلة أن أي زعيم إسرائيلي لن يقدم تنازلات للفلسطينيين في الظرف الحالي، ولن يسارع بن سلمان لعقد صفقة مع زعيم إسرائيلي قد يخسر منصبه، واستسلم بايدن للتأخير، وقال مسؤول أمريكي: "هناك طريق طويل أمام العملية".

وعلى صعيد آخر، فقد فقد كان الخطر الأكبر على بايدن هو الغضب ضد إيران، ويقول المسؤولون الأمريكيون والحكومة الإسرائيلية إنه لا توجد أدلة تربط طهران مباشرة بالهجمات الأخيرة، لكن الجمهوريين يحاولون الربط بين الهجوم على إسرائيل وسياسات بايدن من النظام الديني في إيران.

فقد جاء إلى السلطة على أمل إحياء الاتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما وخرج منها دونالد ترامب، والحد من نشاطات إيران النووية، لكنه لم يحقق صفقة وطهران باتت قريبة من القنبلة النووية.

وهاجم الجمهوريون بايدن لأنه خفف من السياسة المتشددة تجاه إيران، التي فرضها ترامب، وقراره الإفراج عن 6 مليارات دولار من عوائد النفط المستحقة على كوريا الجنوبية مقابل إفراج طهران عن رهائن أمريكيين، مع أن الأموال المفرج عنها محفوظة لدى قطر.

وبحسب المجلة، فإنه في الوقت الحالي سيحتضن بايدن إسرائيل بناء على معتقد سياسي أو ضرورة، وهو ما شكره نتنياهو عليه، ولو افترضنا أنه بالإمكان تدمير حماس، فلا أحد من الرجلين لديه الجواب على ما سيحدث بعد انتقام إسرائيل، من سيحكم غزة؟ وماذا سيكون وضع الفلسطينيين في العقلية الإسرائيلية؟.

وخلصت المجلة إلى أنه كما تعلمت إسرائيل من مغامرتها الفاشلة في لبنان 1982 وأمريكا من العراق وأفغانستان، فمن السهل أن تنجر في حرب ضد ما أسمتهم "الإرهابيين"، ولكن من الصعب الخروج منها.

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

فلسطين طوفان الأقصى إسرائيل جو بايدن الشرق الأوسط

بوتين: حرب غزة دليل فشل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

السيسي: مصر لن تتهاون بأمنها القومي ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية

إسرائيل تستخدم الفوسفور الأبيض المحرم دوليا في قصف غزة.. والمقاومة ترد

الاجتياح البري بات محتوماً.. إسرائيل تتجهز للرد على طوفان الأقصى

بايدن يجري الاتصال الخامس بنتنياهو منذ انطلاق طوفان الأقصى.. ماذا ناقشا؟

تربيون إكسبرس: طوفان الأقصى تغير الشرق الأوسط وتثبت فشل أمريكا

هل غيرت طوفان الأقصى الشرق الأوسط أم أعادت مشاكله إلى السطح؟.. إيكونوميست تجيب