دعاية وذخيرة وجزيرة.. حرب إسرائيل وحماس نعمة لروسيا والصين

الاثنين 16 أكتوبر 2023 01:52 م

"لا تهدد الحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة حماس بإشعال حريق إقليمي فحسب، بل تؤثر أيضا على توازن القوى العالمي؛ مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الأمريكية والأوروبية، مع تخفيف الضغط على روسيا وتوفير فرص جديدة للصين".

ذلك ما خلص إليه ياروسلاف تروفيموف، في تحليل بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء الحرب المتواصلة لليوم العاشر على التوالي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

واعتبر تروفيموف أن "هذه الحرب بمثابة نعمة لمنافسي أمريكا الجيوسياسيين الرئيسيين، فقد سعت الصين وروسيا وإيران منذ فترة طويلة إلى تقويض النظام الدولي، الذي تدعمه الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل)، وهي الآن تستغل تشتيت انتباه واشنطن".

المستفيد الأوضح

و"بينما يتركز اهتمام واشنطن على الشرق الأوسط، ربما تكون روسيا المستفيد الأوضح من الاضطرابات المنتشرة"، كما قال تروفيموف.

ويدعم الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، أوكرانيا في مواجهة حرب تشنها عليها روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتبررها بأن خط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي.

و"بالإشارة إلى تزايد عدد القتلى الفلسطينيين، حوالي 2750 حسب آخر إحصاء، تحتفل موسكو بما تسميه نفاق الحكومات الغربية، التي أدانت بشدة المذابح الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا، ولكنها لا تقدم سوى انتقادات خفيفة، إن وجدت، للأفعال الإسرائيلية في غزة"، بحسب تروفيموف.

كما قال وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجيس إن "أي صراع يجذب بعض الاهتمام من أوكرانيا يصب في مصلحة روسيا".

واعتبر تروفيموف أن "الروس لديهم مصلحة كبيرة في إطالة أمد الصراع في إسرائيل لأطول فترة ممكنة، وسيكون ذلك بمثابة انتصار لهم من الناحية التكتيكية في أوكرانيا، ومن الناحية الاستراتيجية، مما يعزز خطابهم ضد العالم الغربي".

وأردف أنه : "إذا توسعت الحرب في الشرق الأوسط لتشمل لبنان ثم ربما إيران والولايات المتحدة بشكل مباشر، فإن الموارد المتقلصة بالفعل للمساعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا يمكن أن تصبح أكثر ندرة".

و"حتى الآن، فإن القليل من المساعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل من النوع المطلوب لأوكرانيا، وكان الطلب الأكثر إلحاحا لإسرائيل هو الحصول على صواريخ اعتراضية لنظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ، بينما الضرورة الأساسية لأوكرانيا هي ذخيرة مدفعية عيار 155 ملم"، كما زاد تروفيموف.

ومضى قائلا إن "إسرائيل تعتمد بشكل كبير على قوتها الجوية الضخمة، في حين تلعب القوة الجوية دورا محدودا في الحرب في أوكرانيا. وخلال التوغل الإسرائيلي في غزة، الذي استمر 50 يوما في 2014، أطلق الجيش الإسرائيلي 19 ألف قذيفة متفجرة من عيار 155 ملم فقط، وهي الكمية التي تستهلكها أوكرانيا في أقل من أسبوع واحد".

و"بالنسبة للعديد من الدول في أوروبا، بالإضافة إلى توتر العلاقات الإقليمية وصرف الانتباه عن أوكرانيا، فإن تصعيد الحرب يمكن أن يتسبب أيضا في أزمة طاقة؛ مما قد يشل بدائل الشرق الأوسط للنفط والغاز الروسي"، وفقا لتروفيموف.

صدام محتمل

تروفيموف قال إن "الصين أيضا احتضنت القضية الفلسطينية بطريقة لم تفعلها منذ عقود، وقد أصبحت علاقاتها الودية مع إسرائيل في حالة يرثى لها".

وتابع: "على الرغم من استدعاء بكين المتكرر للحاجة إلى مكافحة الإرهاب أثناء قمعها للأويجور (المسلمين) في منطقة شينجيانغ، فقد امتنعت بوضوح عن استخدام كلمة "الإرهاب" في وصف هجوم حماس؛ ما أثار استياء إسرائيل كثيرا".

وفي أول تصريح علني له منذ إطلاق "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الخميس الماضي، إن "جوهر الأمر هو أنه لم يتم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".

ورأى تروفيموف أنه "بينما تستعد بكين لصدام محتمل مع الولايات المتحدة حول مستقبل (جزيرة) تايوان، تستفيد بكين من تحول انتباه واشنطن مرة أخرى بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط".

وقال أنطوان بونداز، باحث في شؤون الصين: "ما يهم الصين هو مصالح الصين، والشيء الأكثر أهمية لها هو العلاقة مع الولايات المتحدة، والطريقة التي يمكن للصين من خلالها إضعاف الولايات المتحدة وصورتها".

كما أن "الحرب توجه ضربة قوية إلى المنافس الرئيسي للصين في آسيا، الهند، التي أصبحت أقرب إلى إسرائيل في الأعوام الأخيرة"، بحسب تروفيموف.

وقال إنه "في سبتمبر/أيلول (الماضي)، أعلنت الهند والولايات المتحدة عن خطط لإنشاء ممر عبور (اقتصادي) يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".

وزاد بأن "الطريق سيمر عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، ويصبح منافسا لمشروع الحزام والطريق الصيني. لكن المحادثات حول تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهي عنصر أساسي في الخطة، أفسدتها حرب غزة وأصبح مستقبلها الآن غير مؤكد".

المصدر | ياروسلاف تروفيموف/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب حماس إسرائيل أمريكا روسيا الصين

عرض الوساطة لإنهاء الحرب.. بوتين يجري أول محادثات مع نتنياهو

في حرب إسرائيل وحماس.. هكذا يتآكل نفوذ روسيا بالشرق الأوسط

بموازاة دعم أمريكي لإسرائيل.. 6 سفن حربية صينية تتمركز في الشرق الأوسط

ازدواجية الغرب.. دعمه لعدوان إسرائيل يقوض مزاعمه في أوكرانيا

أظهرت حدودها دون الاسم.. شركات صينية تحذف إسرائيل من خرائطها الرقمية

فورين بوليسي: بين أوكرانيا وغزة.. لماذا يتهم الجنوب العالمي أمريكا والغرب بالنفاق؟

معادلة روسيا وإسرائيل.. غزة توتِّر علاقتهما وإيران تمنع انهيارها

روسيا والصين على هامش حرب غزة.. لكن هكذا تساعدهما أمريكا

انتقاد الصين لحرب إسرائيل على غزة.. السر في انهيار تعاون حساس

بينها غزة.. 3 صراعات تنذر بحرب عالمية قد تخسرها أمريكا