بايدن: نناقش مع إسرائيل بدائل الغزو البري الكامل لغزة

الخميس 19 أكتوبر 2023 08:44 م

يناقش الجيشان الأمريكي والإسرائيلي، بدائل للغزو البري الكامل لقطاع غزة، والمتوقع على نطاق واسع، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي رحلة العودة إلى واشنطن بعد يوم من المحادثات في تل أبيب، سُئل بايدن عن احتمال شن هجوم بري واسع النطاق من قبل القوة الإسرائيلية التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي والمنتشرة على طول الحدود، وقال: "لقد تحدثنا طويلا عن ذلك وما هي البدائل المتاحة".

وأضاف: "جيشنا يتحدث مع الجيش الإسرائيلي حول البدائل"، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد".

وجاءت تعليقات بايدن بعد يوم من تشكيك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، للمرة الأولى حول ما إذا كان الغزو البري "أمرا حتميا".

وقال هيشت للصحفيين: "نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب".. وأضاف: "لم نقول ماذا سيكون.. الجميع يتحدث عن هجوم بري لكن ربما سيكون الأمر مختلفا".

ومنذ اخترق حماس السياج الحدودي المحيط بغزة وقتل نحو 1400 إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 200 شخص كرهائن، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتدمير حماس".

واصطفت كتائب الدبابات في جنوب إسرائيل، على ما يبدو على استعداد للهجوم البري.

ومع ذلك، تم تعليق الهجوم المتوقع بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يقوم بجولة في المنطقة.

ولاحقا، استقبلت إسرائيل سلسلة متتالية من الزوار الذين أرسلتهم واشنطن، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، وفي النهاية بايدن نفسه.

ووفق الصحيفة، فقد حملوا جميعا نفس الرسالة: "لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول (قبل 22 عاما)، والاندفاع عسكريا لتهدئة الغضب الوطني دون التفكير في العواقب الطويلة الأجل".

وعلى وجه الخصوص، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن الهجوم البري الشامل يمكن أن يؤدي إلى عمليات انتقامية من "حزب الله" اللبناني من الشمال، وخطر نشوب حرب على جبهتين.

وهناك بالفعل تبادلات شبه يومية لإطلاق النار عبر الحدود اللبنانية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن ذلك سيخلق كارثة إنسانية ستتحمل إسرائيل المسؤولية عنها، ولن يكون هناك ضمان بأنها ستنجح في تدمير "حماس".

ويمكنها بدلاً من ذلك خلق جيل جديد من المجندين الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية، وفق الصحيفة.

ومع ذلك، فإن ترك حماس في غزة ليس خيارًا أيضًا بالنسبة للحكومة التي فشلت في وقف الهجوم الذي تسبب في أكبر خسارة في أرواح اليهود منذ المحرقة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس: "مهما كانت النتيجة في غزة، فهي على رأس حماس، ويجب القضاء عليها".

وأضاف: "يجب أن نلاحقهم بقدر ما يستغرق الأمر.. كل واحد منهم محكوم عليه بالإعدام".

ويتلخص أحد الآمال الخافتة التي يغذيها الدبلوماسيون الأميركيون في إمكانية إرغام حماس، في ظل الضغوط الإجماعية العنيدة من جانب العالم العربي، على مغادرة غزة إلى ملاذ متفق عليه، تماماً كما غادرت منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، متجهة إلى تونس في عام 1982.

ويشير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي السابق على حماس في غزة (عملية حارس الجدران عام 2021) اعتمد على القوة الجوية.

ويضيف: "نفذت إسرائيل العملية برمتها دون مناورة برية داخل غزة، وتمكنت من إلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية لحماس.. لكن بالطبع هناك حدود لما يمكنك القيام به من الجو فقط".

ويضيف أن هناك مجموعة من العمليات الهجومية البرية لا ترقى إلى مستوى الغزو الشامل، بما في ذلك عمليات القوات الخاصة والغارات التي تهدف إلى تحديد مكان الرهائن وربما إنقاذهم.

وفي كلمته أمام القوات على حدود غزة الخميس، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن شكلاً من أشكال العملية البرية كان وشيكاً، وقال: "أنت ترى غزة الآن من بعيد، وسوف تراها قريبا من الداخل"،

كما نقل مكتب جالانت عنه قوله، إن "الأمر سيأتي"، متوقعا أن تكون هناك "عمليات برية كبيرة".

وقال العديد من المعلقين الأمنيين في الصحافة الإسرائيلية إنه مهما كان القرار العملياتي الذي سيتم اتخاذه في الأيام والأسابيع المقبلة، فلن يكون قرار إسرائيل وحدها، بعد دعوة بايدن للمشاركة شخصيا في مداولات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي خلال زيارته الأربعاء.

يشار إلى أن بايدن، ناشد الإسرائيليين قبل مغادرته تل أبيب كبح غضبهم، وقال: "وأنتم تشعرون بهذا الغضب العارم، لا تسمحوا له بأن يستغرقكم.. بعد (هجمات) 11 سبتمبر/أيلول 2001، شعرنا بالغضب العارم في الولايات المتحدة وارتكبنا أيضا الأخطاء، ونحن نسعى للعدالة وبعد أن حصلنا عليها".

وإثر ذلك كتب ناحوم بارنيا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "قواعد اللعبة التي تم تحديدها على مر السنين هي بشكل أو بآخر كما يلي: إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان، ويحافظون على التعاون العسكري والتنسيق السياسي".

وأضاف: "مع ذلك، إسرائيل لا تشارك خططها العسكرية مع الولايات المتحدة".

وتابع: "لقد تصرف نتنياهو بشكل مختلف، لقد أدخل الأمريكيين في عملية صنع القرار في مجلس الوزراء الأمني، وفي مجلس الطوارئ، وهذا يعني أن بايدن سيكون مسؤولاً عن أي شيء تفعله إسرائيل في غزة، وهذا يلزمه ويلزمنا".

وردت إسرائيل على الهجوم الأعنف في تاريخها بالتعهد بالقضاء على حماس، ووضعت القطاع الساحلي الضيق المكتظ الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة، تحت حصار مطبق ودكته بالقصف والضربات الجوية، مما أسفر عن استشهاد الآلاف، وإصابة ما يزيد عن 12 ألفا، وتشريد أكثر من مليون.

وحذرت منظمات أممية من كارثة إنسانية وبيئية مع خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، ووجود جثامين شهداء تحت الأنقاض، مع انعدام المياه الصالحة للشرب.

المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل بايدن اجتياج بري نتيناهو غزة

بايدن: نجاح إسرائيل وأوكرانيا جوهري للأمن القومي الأمريكي

"اليويفا" يعلق كل مبارياته في إسرائيل "حتى إشعار آخر"

أمريكا تسحب قذائف مدفعية من أوكرانيا وتمنحها لإسرائيل

الغرب يحث إسرائيل على تحديد أهداف واضحة قبل الغزو البري لغزة.. لماذا؟

كمائن وقناصة ومسيّرات.. صعوبات تنتظر قوات إسرائيل حال اجتاحت غزة