وسط جدل التفويض.. مظاهرات في مصر تندد بمحاولات تهجير الفلسطينيين

الجمعة 20 أكتوبر 2023 03:32 م

خرج عشرات الآلاف من المصريين الجمعة، في الميادين، رفضا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وسط جدل كبير للتفويض الذي روج له وسائل الإعلام والمؤسسات السيادية، لدعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لاتخاذ ما يراه مناسبا لحفظ الأمن القومي.

وكان إعلان مجلسي النواب والشيوخ المصريين (البرلمان بغرفتيه)، تفويض السيسي، في اتخاذ ما يلزم للتعامل مع تداعيات الوضع في فلسطين، وتبني وسائل إعلام محلية لدعوات تظاهر في كافة محافظات البلاد، قد أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، تم ترجمته الجمعة، في مظاهرات جابت أنحاء البلاد.

وسبق للسيسي أن لوح بإنزال الملايين من المصريين إلى الشوارع، لإعلان تأييده في رفض فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، معتبرا أن فكرة تهجيرهم تعني جر مصر إلى حرب مع إسرائيل.

وقال الرئيس المصري، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس بالقاهرة: "إذا دعوت الشعب المصري إلى رفض فكرة تهجير الفلسطينيين فإن ملايين المصريين سوف يستجيبون لهذه الدعوة".

واقترح السيسي بنقل الفلسطينيين إلى صحراء النقب داخل فلسطين، إن لزم الأمر لحمايتهم من الهجمات.

وتلبية لذلك، خرجت مظاهرات عدة في أنحاء البلاد، كان عنوانها الأبرز "سيناء خط أحمر"، و"لا لتهجير الفلسطينيين".

وتعد مظاهرات الجمعة، هي الأقوى في مصر منذ سنوات، حيث احتشد المواطنون من أقصى الشمال في الإسكندرية، حتى أقصى الجنوب في أسوان.

ومن ذلك ميدان شارع النصر بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، وميدان الحصري في مدينة 6 أكتوبر (غربي القاهرة)، وميدان المؤسسة في القليوبية (شمال القاهرة)، وميدان 3 يوليو في محافظة الإسماعيلية، وميدان الساعة في محافظة قنا، وميدان الساعة في محافظة دمياط، وميدان السواقي في محافظة الفيوم، وميدان الساحة في الخارجة بمدينة الوادي الجديد.

وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية من بينها "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ورفعوا لافتات كُتبت عليها "فلسطين"، والأعلام المصرية والفلسطينية.

وغلب على هذه المظاهرات، رفع صور السيسي، فيما اعتبره مراقبون، بمثابة دعاية للسيسي، في الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مرددين هتافات من بينها: "فوضناك فوضناك.. كل الشعب يا سيسي وراك"، و"من أسوان لإسكندرية.. السيسي رمز الوطنية".

بيد أن مظاهرات أخرى، خرجت بشكل عفوي، نددت بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ورددت شعارات رافضة لتهجير أهالي غزة.

إلا أن السمة اللافتة في هذه المظاهرات، هو رفعها شعار "مظاهرات بجد.. مش تفويض لحد"، في إشارة إلى رفض طلب التفويض الذي روجت له الأجهزة السيادية في البلاد، من أجل منحه للسيسي.

وشهد ميدان التحرير لأول مرة منذ سنوات، مظاهرات تخللها هتافات ضد السيسي، إذ ردد المشاركون "دي مظاهرة بجد.. مش تفويض لحد"، و"تفويض ايه يا عم.. فلسطين أهم"، في إشارة إلى أن الحشود الضخمة ليست تفويضا للسيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

في حين وثَّقت مقاطع فيديو، مسيرة للعشرات قرب ميدان التحرير، يهتفون للمطالبة بـ"العيش بحرية وعدالة اجتماعية".

وأظهرت مقاطع فيديو لاحقا، تفريق المظاهرات بالقوة، باعتبار أنها خرجت عن النص، وهاجمت السيسي.

وكانت مظاهرة أخرى خرجت أمام الجامع الأزهر في العاصمة القاهرة، ردد فيها المتظاهرون هتافات نصرة للفلسطينيين ورفضا لتهجير.

كما هتف المشاركون "أرضي أرضك دينك ديني"، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، إضافة إلى "علّي صوت الآر بي جي.. ضد كلاب السي آي إي"، "احنا شباب خمسة وعشرين.. مش هنسيبك يا فلسطين".

وطالب المتظاهرون بسرعة إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يشهد حصارا مطبقا منذ أسبوعين.

من جانب آخر، تجمّع عشرات المصريين عند معبر رفح مع قطاع غزة المحاصر، الجمعة، مطالبين بفتحه وإدخال المساعدات إلى أهالي القطاع المحاصرين من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي منذ أسبوعين.

وردَّد المتظاهرون هتافات نصرةً لفلسطين وشعبها وأهالي غزة المحاصرين، حيث يتعرضون لقصف إسرائيلي مكثف ومتواصل منذ أسبوعين، وسط حصار شامل يمنع عنهم الماء والكهرباء والوقود ودخول المساعدات الإنسانية.

وتشهد مصر منذ أسبوعين، وقفات طلابية في العديد من الجامعات الحكومية والخاصة في مختلف المدن المصرية، ضد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة المحاصر، فيما طالب بعضهم بفتح الحدود مع الأراضي المحتلة.

وكانت العديد من المدن المصرية والعربية شهدت وقفات شارك فيها الآلاف تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما عقب مجزرة المستشفى المعمداني التي راح ضحيتها نحو 500 شهيد جُلّهم من الأطفال والنساء مساء الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول.

وأدت غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تدمير أحياء بأكملها، فضلاً عن استشهاد أكثر من 4137، منهم 1524 طفلاً و1000 سيدة و120 مسناً، بحسب إحصاء لوزارة الصحة في غزة.

ولليوم الرابع عشر على التوالي يواصل الاحتلال شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"؛ رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

بينما أطلق جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر مظاهرات التفويض السيسي غزة فلسطين إسرائيل

مظاهرات دعم غزة تجوب دول عربية وغربية: أوقفوا الحرب

أخفاهم قسريا.. الأمن المصري يعتقل 114 مشاركا في مظاهرات لنصرة فلسطين

مظاهرات حول العالم تنتصر لغزة وتندد بالتصعيد الإسرائيلي: أوقفوا الحرب