وجه علماء ومؤسسات علمية وفقهية حول العالم رسالة إلى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لمطالبته باتخاذ ما وصفوه بـ"موقف يخلده التاريخ" حيال ما يحدث في قطاع غزة، وناشدوه بالتحرك من أجل فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية المتراكمة داخل الجانب المصري، في ظل تفاقم الأزمة بالقطاع جراء نفاد الغذاء والمياه والأدوية والوقود.

وذكّرت الرسالة شيخ الأزهر بتاريخ المؤسسة الإسلامية الأبرز في العالم ومواقف العلماء المسلمين التاريخية في مواجهة المحتلين والأخطار التي واجهت الأمة الإسلامية.

وحذرت الرسالة الطيب من تجاهل اتخاذ موقف حقيقي مما يحدث في غزة؛ "لكيلا يقال حتى آخر الدهر: فعل الصهاينة ما فعلوا، وذبحوا ما ذبحوا وما كان للمسلمين إلا طريق واحد يمر على مصر، فأسلموهم وخذلوهم وما تحرك إليهم أحد".

ومضت الرسالة بالقول لشيخ الأزهر: "إن المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفًا ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين، مؤيدًا بحبل الله المتين ودعاء المؤمنين، ونخوة أهل الصعيد الميامين (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)".

واعتبرت الرسالة أن غزة "يخنقها معبر رفح المصري الفلسطيني، المعبر الذي هو حبلها السري وشريان الحياة لها، المعبر المغلق الذي تُحتجَز عنده أطنان الغذاء والدواء والوقود..".

وطالب العلماء والهيئات شيخ الأزهر بالتحرك نحو معبر رفح، ووراءه "طلابه وأبناءه" للمطالبة بفتحه، و"رفع الحرج عن السياسة المصرية التي ربما كبَّلتها اتفاقيات وسياسات"، حيث قالت الرسالة للشيخ الطيب: "لعل الله أن يجعلك صاحب الفتح، فإنّك لو خرجت إلى فتحه ما استطاع أن يصدّك أحد ولا أن تردك قوة، ولكانت مأثرة لك في العالمين".

وجاء الموقعون على الرسالة على النحو التالي:

بيانات سابقة

يذكر أن الأزهر أصدر بيانا، الإثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وجه خلاله التحية للمقاومة الفلسطينية وأهل غزة "الأبرياء رمز العزة والصمود، وأطفالها ونساؤها الصابرات"، قبل أن يشدد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ووضع حد لقتل الأطفال والأبرياء.

وتحدث البيان عن "أبطال يواجهون بإيمانهم البوارج وحاملات الطائرات وقاذفات الصواريخ ويتصدون لها من منصة الإيمان بالله غير خائفين ولا متذللين".

ووجه الأزهر التحية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ما وصفه البيان بـ "الموقف الرجولي الشجاع والشهم الذي وقفه وهو يدعو، غير خائف ولا مجامل، إلى ضرورة وقف العدوان على الضعفاء والمستضعفين في غزة".

وقبلها بأيام قليلة، دعا شيخ الأزهر، في بيان آخر، دول العالم العربي والإسلامي، إلى "التكاتف بشكل عاجل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، وذلك بعد عمد الاحتلال إلى قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع.

وسبق لشيخ الأزهر أن دعا عدة مرات منذ بدء العدوان على غزة قبل 3 أسابيع، إلى اتخاذ إجراءات رادعة للاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزها بيان أصدره عقب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في 17 من الشهر الجاري.