حزب الله يصعد هجماته قبيل يوم من خطاب حسن نصر الله المرتقب.. لماذا؟

الخميس 2 نوفمبر 2023 05:31 م

حالة من التصعيد تشهدها الحدود اللبنانية الجنوبية مع نظيرتها من شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي، عقب تكثيف حزب الله لهجماته، قبل أن ترد تل أبيب بقصف مكثف، في تطورات تستبق خطابا مرتقبا للأمين العام للحزب حسن نصرالله.

والخميس، أعلن حزب الله عن مهاجمته عددا من المواقع الإسرائيلية مقابل الحدود بالقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة، ومنها موقعا بياض بليدا وحدب البستان ومقر قيادة كتيبة زرعيت، كما هاجم تجمعا للآليات الإسرائيلية قبالة بلدة عيتا الشعب.

وجاء في بيان للحزب أن مقاتليه أسقطوا مسيرة إسرائيلية فوق قريتين على الجانب اللبناني من الحدود، مضيفا أن الصاروخ "أصابها إصابة مباشرة، مما أدى إلى تحطمها وسقوطها على الفور".

وهذه هي المرة الثانية هذا الأسبوع التي يعلن فيها حزب الله إسقاط مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض جو، وسط تصاعد الاشتباكات على الحدود بالتزامن التوغل البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

كما أعلن حزب الله، مهاجمة مقر قيادة كتيبة إسرائيلية ‏في ثكنة زبدين بمزارع شبعا المحتلة، بواسطة مسيرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية ‏كبيرة من المتفجرات، وقال إن "السميرتين أصابتا أهدافهما بدقة عالية داخل الثكنة المذكورة".

وحسب خبراء، فإن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله هذا النوع من السلاح منذ بدء مناوشاته مع إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

من جانبها، قالت قناة "الميادين" اللبنانية، إن مروحيات إسرائيلية أخلت عددا كبيرا من المصابين داخل ثكنة زبدين التي استهدفها حزب الله، عند الحدود جنوب لبنان.

كما أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا منظومة التجسس في موقع العباد (قرب الحدود الجنوبية للبنان) "بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابة مباشرة".

وبالتزامن، أعلن حزب الله استهداف 19 موقعا إسرائيليا دفعة واحدة، وذلك قبل أن ينعي أحد عناصره قتل بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 49 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جانبها، أقرت القناة الـ12 العبرية، أن عشرات الصواريخ أطلقت من لبنان على الجليل، مؤكدة وقوع إصابة مباشرة في كريات شمونة.

وقال الإسعاف الإسرائيلي إن القصف خلّف إصابة شخصين.

وذكر الناطق العسكري الإسرائيلي، أنه تم رصد عدد من القذائف التي أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وأن قوات الجيش قصفت أهدافا عدة تابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام في لبنان مسؤوليتها عن قصف كريات شمونة، مشيرة إلى أنها استهدفت المستوطنة ومحيطها بـ12 صاروخا "ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا".

ووفق القناة، فإن بلدية كريات شمونا طلب من السكان التزام الملاجئ للاشتباه بتسلل مسيرات إلى منطقة الجليل الأعلى.

كما أقر الجيش الإسرائيلي بأن صاروخ أرض جو أُطلق من لبنان باتجاه إحدى مسيراته، لكنه شكك في تعرض المسيّرة لأضرار.

وقال جيش الاحتلال في بيان، إنه رد بضرب الموقع الذي أطلق منه الصاروخ، والجهة التي أطلقته دون أن يذكر اسم حزب الله.

كما أغارت المقاتلات الإسرائيلية على محيط بلدتي رامية والقوزح، في حين قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات عدة محاذية لخط الحدود.

وأفادت مصادر، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف محيط بلدتي عيتا الشعب وراميا في القطاع الأوسط من جنوب لبنان بالمدفعية فجر الخميس.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، في باين آخر، أنه "قصف عدة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ردا على استهداف أراضينا".

وتابع: "مستعدون لأي تطور في شمال البلاد وقواتنا النظامية والاحتياطية تنتشر بشكل واسع وقوي".

وقبل ذلك، تحدث إعلام إسرائيلي عن "أنباء حول حادث أمني شمال البلاد على الحدود مع لبنان"، فيما قال إعلام لبناني إن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف منطقة رأس الناقورة.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، الخميس، إن "طائرة مسيّرة معادية (إسرائيلية) استهدفت بصاروخين بلدة عديسة الحارة الشرقية، القريبة من موقع مسكاف عام (الإسرائيلي)".

وذكرت أن "أطراف بلدة رامية الجنوبية لجهة بلدة بيت ليف تتعرّض لقصف مدفعي متقطع"، كما "تعرّضت منطقة أبو لبن في بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي"، وفق الوكالة.

في غضون ذلك، اتهم الجيش الإسرائيلي، الخميس، مجموعة "لواء الإمام الحسين" الإيرانية المسلحة بمساندة جماعة "حزب الله" اللبنانية في الهجمات الراهنة المتبادلة مع إسرائيل عبر الحدود.

وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان: "وصلت إلى جنوب لبنان مجموعة لواء الإمام الحسين الإيرانية، بقيادة ذي الفقار (حناوي)، والتي أُسست في الأصل في سوريا لتقديم المساعدة للمحور الإيراني في السنوات الأخيرة، ولتقديم المساعدة لحزب الله"، على حد تعبيره.

وأضاف أدرعي، أن "المجموعة دخلت في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، وتشارك في الاعتداءات الهجومية على السيادة الإسرائيلية".

وحذر من أن "حزب الله ومجموعة لواء الإمام الحسين يجران لبنان لدفع ثمن باهظ من أجل (حركة) حماس".

وتقول إسرائيل إن مجموعة لواء الإمام الحسين "ميليشيا عسكرية مكونة من 6 ألاف جندي"، وفقا لتقارير إعلامية عبرية.

ولم يصدر تعقيب من إيران ولا "حزب الله" بشأن بيان الجيش الإسرائيلي.

وحذرت إسرائيل، في أكثر من مناسبة، الجماعات الحليفة لإيران، ولاسيما "حزب الله"، من التدخل في المواجهة الراهنة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأسبوع الماضي، إن حلفاء بلاده في المنطقة "يتخذون قراراتهم بأنفسهم".

وكان مسؤول رفيع المستوى في حزب الله، قال إن الحزب تلقى مراسلات متعددة من الولايات المتحدة الأمريكية لعدم التدخل بالحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن المصدر قوله: "كان جواب حزب الله واضحا أننا مستقلون ونقوم بأداء واجبنا، قلنا بوضوح إن واجبنا الآن هو التواجد في الميدان سواء عسكريا أو تنظيميا أو استخباراتيا".

وأضاف: "سنعمل بشكل مباغت في أي وقت لزم الأمر".

والثلاثاء الماضي، قال حزب الله اللبناني في بيان، إن عملياته قبالة الحدود الجنوبية خلال 3 أسابيع، أسفرت عن مقتل وجرح 120 جندياً إسرائيلياً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيرة.

وذكر أنه نفذ 105 هجمات، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.

يأتي هذا التصعيد، قبل يوم واحد من توقعات بإدلاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الجمعة، خطابًا يمثل أول تصريحات علنية منذ أن اندلعت الحرب في قطاع غزة، والتي تحظى بمتابعة عن كثب، بحثًا عن دلائل عن التطور المحتمل لدور الجماعة في الصراع.

وينتظر كثيرون في لبنان في تلهف الخطاب الذي سيلقيه نصرالله في الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت جرينتش) في غمرة مخاوف منذ أسابيع من اندلاع صراع كارثي.

ويقول البعض إن لا خطط لديهم لما بعد الجمعة، اعتقادا منهم أن تصريحات نصرالله ستشير إلى احتمالات التصعيد.

وهناك ترقب أيضا للخطاب على نطاق أوسع، حيث أن نصرالله هو الصوت القائد في تحالف عسكري إقليمي مدعوم من إيران لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويتخوف خبراء من أن يعلن نصر الله التصعيد والانخراط بشكل كامل في الحرب، ما يعني أن الأمور ستخرج عن نطاق المناوشات إلى الحرب، بما تعنيه الكلمة من معنى وتداعيات.

في المقابل، يرى خبراء أن فحوى الخطاب لن يزيد عن مجرد تصعيد، أي أنه سيكون أكثر من تصعيد لكن أقل من حرب، وإن تظل جميع الاحتمالات واردة، بما في ذلك إعلان الحرب.

ويضم التحالف المعروف باسم "محور المقاومة" فصائل عراقية شيعية أطلقت النار على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، ويضم أيضا الحوثيين في اليمن الذين دخلوا في الصراع بإطلاق طائرات مسيرة على إسرائيل.

ونصرالله أحد أبرز الشخصيات في العالم العربي، ويقر حتى منتقديه بأنه خطيب مُفوَّه ولطالما حرص الأنصار والخصوم على السواء على متابعة خطبه.

وعززت خطبه الحماسية في حرب 2006 مكانته، ومن بينها كلمة قال فيها إن حزب الله استهدف سفينة بحرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للسفن، وحث المتابعين على "النظر إلى البحر".

وظل نصرالله مختفيا عن الأنظار منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن مسؤولين آخرين في "حزب الله" تحدثوا عن الاستعداد القتالي للجماعة، لكنهم لم يضعوا أي خطوط حمراء في الصراع مع إسرائيل.

لكن خلال اليومين الماضيين، انتشرت مقاطع فيديو يظهر فيها نصرالله، في لقطات متنوعة، خلفية وجانبية، بإطار تسويقي دعائي يختلف عن النمط المعتاد لظهور نصرالله في خطاباته أو فيديوهاته الترويجية.

وتثير هذه المقاطع جدلا في الإعلام المحلي اللبناني والخارجي، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يجري تداولها على نطاق واسع، وسط حالة الترقب التي يعيشها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط عموما، بسبب احتمالات اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وغزة، لتشمل لبنان إذا قرر حزب الله، هو الآخر، توسيع نطاق مشاركته في هذه الحرب.

وتروَّج هذه الفيديوهات، في توقيت بالغ الدقة، بالتزامن مع انطلاق العملية البرية للجيش الإسرائيلي في غزة، والتي سبق واعتبرها حزب الله ومنظومته الإعلامية "خطا أحمر"، من شأن تخطيه أن يغير قواعد الاشتباك القائم وحجم تدخل الحزب في الحرب، التي يقتصر دوره فيها حاليا على اشتباكات حدودية محدودة.

وتقول مصادر على دراية بتفكير "حزب الله"، إن هجمات الجماعة حتى الآن محسوبة لتجنب تصعيد كبير مع إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة على الحدود.

ولا يستطيع لبنان تحمل أعباء حرب أخرى مع إسرائيل، كما لا يزال كثيرون من اللبنانيين يعانون من تأثير الانهيار المالي الكارثي المستمر منذ 4 سنوات.

وقالت إسرائيل إن لا مصلحة لها في الصراع على حدودها الشمالية مع لبنان.

وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلا إن هذا سيؤدي إلى رد بضربات إسرائيلية بحجم "لا يمكن تصوره" قد تشيع الدمار في لبنان.

‏وتأتي هذه التوترات جنوب لبنان، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الـ27 حربا مدمرة على غزة، حيث استشهد إجمالا 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32000.

كما استشهد 133 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

بينما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية.

كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله حسن نصرالله لبنان إسرائيل غزة قصف متبادل

وول ستريت جورنال: فاغنر تدرس تسليح حزب الله بنظام للدفاع الجوي

الاستخبارات الأمريكية: إيران ووكلاؤها يعيدون دراسة عواقب تدخلهم في حرب غزة

معهد واشنطن: سلم تصعيد ثلاثي لحزب الله بمواجهة إسرائيل

نصر الله: ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله.. وقرار المعركة فلسطيني 100%

سخط وغضب بسبب خطاب نصرالله حول أحداث غزة.. ماذا قال الناشطون؟

ضغط أمريكي لتجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. وجيش الاحتلال يقدر ألا مفر منها