غضب في إسرائيل بسبب تصريحات وزير التراث حول ضرب غزة بالنووي.. ونتنياهو يعاقبه

الأحد 5 نوفمبر 2023 10:37 ص

أثارت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، عن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، موجة من الغضب، ما تسبب في صدور قرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمنعه من حصور اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.

وقال إلياهو خلال مقابلة، الأحد، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يتوقع أن تلقي إسرائيل "نوعاً من القنابل النووية غداً على غزة": "هذه طريقة لإنهاء الحرب.. لماذا تكون حياة المختطفين أكثر أهمية من حياة الجنود؟".

واعتبر إلياهو أنه "لا يوجد أشخاص غير منخرطين في الصراع" في غزة، وقال: "هذه طريقة.. الطريقة الأخرى، أن نرى ما هو مهم بالنسبة لهم (الفلسطينيون)، ما الذي يمكن أن يكون رادعاً لهم".

وعن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس في القطاع، قال إلياهو: "يجب أن يتوسلوا إلينا لإعادة المختطفين.. في الحرب، أنت تدفع ثمن.. لماذا تكون حياة المختطفين أهم من حياة الجنود؟".

وتابع: "إنهم (الفلسطينيون) لا يخشون الموت، هو لا يفعل أي شيء لهم، يجب أن نفهم ما الذي يكسرهم. كان يجب أن نفهم هذا بعد 6 أيام، إنهم لا يخشون النظر في أعين الجنود.. نحن نكسر عامل الردع الذي شكله الجيش بأخلاقية مزيفة".

وعدّ نتنياهو أن حديث إلياهو، تصريحات "منفصلة عن الواقع".

وزعم أن "إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر"، حسب قوله.

كما نقلت القناة "12" العبرية، أن نتنياهو أوقف إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.

من جهته رأى زعيم المعارضة، ورئيس الوزراء الأسبق يائير لابيد، أن تصريح إلياهو عن استخدام النووي بغزة هو "تصريح صادم ومجنون، ويسيئ لعائلات الأسرى".

وقال لابيد وهو رئيس الوزراء السابق أيضاً: "لقد أهان أهالي عائلات المختطفين، وأضر بموقفنا على الصعيد الدولي".

واعتبر أن وجود المتشددين في الحكومة "يهددنا ويهدد نجاح هدف الحرب، وهو القضاء على حماس وإعادة المحتجزين، داعيا نتنياهو إلى إقالته.

كما انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تصريحات إلياهو، ووصفها بـ"عديمة المسؤولية"، ورأى أنه "من الجيد أنه ليس من المكلفين بأمن إسرائيل".

فيما قالت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي إن "تصريحات الوزير إلياهو سخيفة وخطيرة، يجب طرده من النظام السياسي".

من جهتها، نقلت القناة "12" العبرية، عن أهالي الأسرى المحتجزين في غزة تأكيداتهم بأن تصريح وزير التراث "صادم يتعارض مع مبادئ الأخلاق والضمير".

وأضافت: "نطالب رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات فورية ضد أي وزير يرغب في إيذاء المختطفين والمفقودين".

العائلات تابعت: "الوزير الذي يدعو إلى قتل جميع المختطفين والمفقودين يجب أن يدفع الثمن اليوم".

وأردفت: "يلقي الوزير إلياهو بظلال قاتمة على نوايا الحكومة فيما يتعلق بخطة العمل لعودة جميع المختطفين والمفقودين".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

فيما قالت حركة "من أجل نزاهة الحكم في إسرائيل" (خاصة)، في بيان، إن "تصريح الوزير إلياهو يمثل تخلي الحكومة الكامل عن التزامها الأساسي بإعادة المختطفين والمفقودين"، بحسب الصحيفة.

وأضافت الحركة أن "كل كلمة يتفوّه بها ظاهريا تعكس موقف الحكومة، وعندما يتمّ التلفظ بمثل هذه الافتراءات، فإن الضرر الذي يلحق بالحكومة الإسرائيلية ودولة إسرائيل يكون هائلا".

كما قالت حركة "إخوان في السلاح" (أهلية)، عبر بيان: "إذا كان نتنياهو و(الوزير بيني) غانتس يريدان حقًا الحفاظ على الإجماع الوطني النسبي الموجود هذه الأيام والعلاقات مع العالم، فيجب إقالة الوزير عميحاي إلياهو الآن".

في غضون ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تصريحات أحد وزراء الاحتلال عن إمكانية إلقاء قنبلة نووية على غزة تعكس الإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية وقادتها ضد شعبنا الفلسطيني، وتشكل خطراً على كل المنطقة والعالم".

وقالت في بيان، إن "هذه التصريحات النازية لأحد وزراء حكومة الاحتلال، نابعة من الدعم الكامل من بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة للعدوان الصهيوني والإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة".

وأضافت أنها تعبير عن تعاملهم مع الآخر على أنهم حيوانات بشكل بشر كما ورد على لسان وزير حرب الاحتلال بيني غانتس في الأيام الأولى لهذا العدوان الوحشي على شعبنا في قطاع غزة.

ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة أخذ تصريح هذا النازي الإرهابي المجرم وتصريحات قيادات الاحتلال على محمل الجد، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لوقف هذا الكيان عن حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة.

وطالبت بمحاسبة قادة الكيان على جرائمهم الفظيعة، محذرة من أن الصمت أو التقاعس الدولي، سيعدّ تشجيعاً لهؤلاء الإرهابيين القتلة، على مواصلة مجزرة القرن وحرب الإبادة ضد شعبنا؛ وسيجعل المنطقة بأسرها على بركان لهب يهدد الإقليم والعالم.

بدوره، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن ما قاله وزير ما يسمى بالتراث لدى حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو يمثل حقيقة جريمة الاحتلال ومحرقته النارية في غزة.

وشدد على أن ما قاله هذا الوزير لم يكن زلة لسان أو تصرفا منافيا للواقع كما حاول المجرم نتنياهو أن يبرره، وإنما هو عين الحقيقة التي يشهد عليها آلاف أطنان المتفجرات التي ألقتها ترسانة الاحتلال العسكرية على غزة.

وطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بإدراج هذا التصريح الوقح الفج كأحد الأدلة على إقرار المحتل بارتكاب الجرائم والتحريض عليها، ونتمنى أن نرى جهدا عمليا ملموسا من المنظومة القانونية الدولية ينتهي برؤية هؤلاء القتلة في أقفاص الاتهام لينالوا القصاص العادل على جرائمهم المروعة.

وبعد ردود الفعل على تصريحاته، رد إلياهو على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قائلا: "من الواضح لكل ذي فهم أن الحديث عن الذرة هو كلام مجازي، لكننا نحتاج بالتأكيد إلى رد فعل قوي على الإرهاب، يوضح للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يستحق العناء".

وأضاف أن إسرائيل ملزمة ببذل كل ما في وسعها لإعادة المختطفين سالمين معافين، على حد قوله.

وعميحاي إلياهو هو وزير التراث في حكومة نتنياهو، وينتمي لحزب "عوتسما يهوديت" (العظمة اليهودية) اليميني المتشدد في إسرائيل، والذي يرأسه وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، والمعروف بتوجهاته المناهضة للعرب.

يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ألقت قوات الاحتلال آلاف القذائف الصاروخية والقنابل الارتجاجية التي تعادل أكثر من قنبلتين نوويتين بحجم القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، ما أسفر عن أكثر من 11500 شهيد ومفقود تحت الأنقاض، وقرابة 26 ألف جريح، و1.5 مليون نازح، وحرمان سكان القطاع من إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو وزير التراث إسرائيل غزة غضب استيطان قنبلة نووية

إقرار بالمذابح.. تنديد فلسطيني عربي بدعوة وزير إسرائيلي لقصف غزة بالنووي

الإمارات يدعو لجلسة مغلقة بمجلس الأمن وإيران تطالبه بنزع سلاح إسرائيل النووي

بعد دعوته لقصف غزة بالنووي.. وزير التراث الإسرائيلي يطالب بإعدام الأسرى