صحة غزة: الاحتلال يحول المستشفى الإندونيسي لمقبرة جماعية

الاثنين 20 نوفمبر 2023 01:59 م

اتهم متحدث وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، الإثنين، إسرائيل بمحاولة تحويل المستشفى الإندونيسي شمال القطاع إلى "مقبرة جماعية"، قبل أن يشن مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش، هجوما على قوات الاحتلال التي ترفض إخراج ضحايا القصف على المستشفى الإندونيسي أو حصرهم.

وقال القدرة، إن "الاحتلال الإسرائيلي يضع المستشفى الإندونيسي في دائرة الموت، حيث قام منذ اللحظة الأولى من صباح اليوم (الاثنين) باستهدافه بقنابل المدفعية وبرصاص القناصة المتواجدين في محيطه".

وأفاد أنه "تمّت محاصرة المستشفى بشكل كامل وإطباق الخناق عليه، وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة صباح اليوم داخل المستشفى أدت إلى استشهاد 12 شخصا من الجرحى ومرافقيهم وسقوط عدد كبير من الجرحى بينهم حالات خطيرة وحرجة، منهم أفراد من الطواقم الطبية".

ورجّح القدرة ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة جراء "عدم توفر خدمة صحية داخل المستشفى، بعد أن أفقده الاحتلال الإسرائيلي كافة الإمدادات الطبية والمقومات الصحية، وصولا إلى انقطاع التيار الكهربائي والوقود".

وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول (إعادة) تمثيل ما حدث في مجمع الشفاء الطبي داخل المستشفى الإندونيسي، الذي يشكل عصب الخدمة في شمال قطاع غزة".

وحذّر من أنه "إذا ما سقط هذا المستشفى فإن هذا سيكون آخر معقل للخدمة الصحية في الشمال"، مبينا أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تحويل المستشفى الإندونيسي إلى مقبرة جماعية كما حدث في مجمع الشفاء الطبي".

وطالب القدرة "المؤسسات الأممية بسرعة التدخل من أجل حماية أكثر من 200 شخص من الطواقم الطبية وأكثر من 500 من الجرحى وأكثر من 2000 من النازحين، وحماية المستشفى حتى يظل في الخدمة".

وأكد أن الجيش الإسرائيلي ما زال "يمنع دخول وخروج أي أحد من وإلى المستشفى الإندونيسي، ويحاول إخراجه عن الخدمة تماما".

كما كشف أن الجيش "يقوم باستهداف مركز نورا الكعبي لغسيل الكلى، حيث هناك عدد كبير من النازحين ومرضى الفشل الكلوي محتجزون داخل المركز الذي هو ملحق بالمستشفى الإندونيسي".

وحول جهود حماية المتواجدين بالمستشفى من جرحى ونازحين، قال القدرة: "تواصلنا مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأونروا، ووضعنا الجميع عند مسؤولياتهم".

وتابع: "حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى إجراءات فاعلة وضامنة لوقف هذا العدوان المستمر على المستشفى الإندونيسي أو حمايته أو إيجاد ممر آمن لخروج الجرحى والطواقم الطبية إلى مستشفيات خارج قطاع غزة، وكذلك العمل على خروج النازحين منه بأمان".

وطالب القدرة دول العالم بـ"إيجاد مستشفيات ميدانية لشمال قطاع غزة بعد أن خرجت كل مستشفياته عن الخدمة، وبطواقم طبية مدربة ومؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات الخطيرة والحرجة وبإمكانيات كاملة تستطيع أن تقدم الخدمات الطبية لشمال وجنوب القطاع".

من جانبه، قال البرش، إن الاحتلال الإسرائيلي مُصر على سياسة تهجير أهل غزة إلى سيناء، عبر تدمير كل سبل الحياة في غزة.

وأضاف، أن قوات الاحتلال تلاحق النازحين والأطقم من مستشفى لآخر، قائلًا إنها بعد فرض حصار مطبق لمدة 8 أيام على مجمع الشفاء، عادت إلى المستشفى الإندونيسي وقصفته فجرا.

وذكر أن الاحتلال عبر وسطائه تحدث، عن هدنة لمدة 5 أيام، لافتًا إلى أنه "قصف المستشفى في لحظة كان الناس يستبشرون فيها بوجود هدنة".

وأوضح أن المستشفى الإندونيسي تعرض في الساعة الثانية صباحًا، لقصف عنيف استمر لمدة 4 ساعات متواصلة، منوهًا أنه "استهدف مباشرة الطابق الثاني وغرفة العمليات".

وذكر أن "القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 12 شخصًا ما زالت جثثهم في نفس المكان"، معقبًا: "لا نستطيع إخراجهم أو حصرهم وإلا تعرضنا لاستهداف من القناصة التي تقف على المباني الموجودة حول المستشفى الإندونيسي".

ولفت إلى أن "الاحتلال دمر بعض المباني ويحاصر الباقي بقناصته"، مشيرًا إلى وجود دبابتين أمام مركز نورة الكعبي، الذي بُني حديثًا من قطر.

وأوضح أن "المستشفى الإندونيسي الوحيد الذي يقدم الخدمة في غزة وشمالها"، معقبًا: "هناك 650 جريحًا في المستشفى رغم أن طاقته الاستيعابية 140 سريرًا، النسبة تجاوزت 400% وهو رقم مخيف لأصحاب المفاهيم الطبية".

وصرح بأن محيط المستشفى به مراكز إيواء تتضمن 10 آلاف نازح، مضيفًا أن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قتلت عددًا كبيرًا من المواطنين عندما خرجوا من المستشفى بعد القصف العنيف.

وأكمل: "الطائرات قتلت عددًا كبيرًا في أماكن هروبهم إلى منطقة تل الزعتر، والدبابات قصفت بعضًا آخر، والمسيرات القاتلة العنيفة لاحقت المواطنين وهم يهربون.. العديد من الجثث ملقاة على الأرض".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان مقتضب عبر تلغرام، سقوط "شهداء ومصابين، جراء استهداف إسرائيلي لنازحين أثناء خروجهم من المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع".

ويحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي في أعقاب سياسة مماثلة استهدفت قبله مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة وغيره من المستشفيات في شمال ووسط القطاع، بهدف الإخلاء القسري لهذه المستشفيات من المرضى والمصابين والنازحين.

وكانت حركة "حماس" اتهمت إسرائيل بـ"الاستمرار في سياسة تدمير القطاع الصحي، ضمن مسعاها لتنفيذ جريمة التهجير القسري للفلسطينيين تحت وطأة القصف والمجازر وتدمير البُنى المدنية".

ومنذ 45 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحة غزة غزة المستشفى الأندونيسي مقبرة جماعية شهداء ضحايا

مستشار نتنياهو: جيشنا يقصف المستشفى الإندونيسي بغزة وفقا للقانون الدولي

بعد القصف الإسرائيلي.. إجلاء عشرات المرضى من المستشفى الإندونيسي

الاحتلال الإسرائيلي يمهل المستشفى الإندونيسي بغزة 4 ساعات لإخلائها

بعد حصاره وقصفه لأيام.. الاحتلال يقتحم مستشفى كمال عدوان بغزة