بفوز فيلدرز الصادم في هولندا.. اليمين المتطرف أصبح تيار أوروبا الرئيسي

الاثنين 27 نوفمبر 2023 07:11 ص

عمقت أوروبا جنوحها نحو اليمين المتطرف بالفوز الصادم لحزب الحرية، بقيادة خيرت فيلدرز، في الانتخابات البرلمانية الهولندية، بحسب إيشان ثارور في تحليل بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد".

ثارور تابع أن الحزب حصل، في الانتخابات التي أُجريت الأسبوع الماضي، على 37 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 150، وهو أكثر من ضعف حضوره بعد انتخابات عام 2021.

واعتبر أن هذه الانتخابات "قدمت أوضح دليل حتى الآن على الوضع الراهن الجديد"، وهو أن "اليمين المتطرف في أوروبا أصبح في القرن الحادي والعشرين متغلغلا بقوة في التيار الرئيسي".

و"الآن أصبح حزب فيلدرز هو الأكبر في البرلمان، ما يسمح له نظريا بتحديد مصير الحكومة المقبلة، لكن من غير الواضح إن كان فيلدرز يستطيع تشكيل ائتلاف يسمح له بالوصول إلى السلطة"، بحسب ثارور.

وزاد بأن "تشكيل الحكومة الهولندية الأخيرة استغرق 299 يوما، ومن المرجح أن تستغرق الحكومة المقبلة وقتا أطول".

أوروبا جديدة

و"بالنسبة لحلفاء فيلدرز من اليمين المتطرف والقوميين المتطرفين في دول أوروبية  أخرى، فإن نجاح حزب الحرية هو تأكيد على مركزيتهم"، كما أضاف ثارور.

واعتبر ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي والمعارض القوي للهجرة مثل فيلدرز، أن "أوروبا الجديدة أصبحت أمرا ممكنا".

ثارور قال إن "مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، أضمت جيلا كاملا إلى جانب فيلدرز في شق طريقها إلى التيار السياسي الرئيسي في أوروبا، ولديها فرصة كبيرة لأن تصبح رئيسة فرنسا المقبلة، كما أنها تشارك فيلدرز في كراهيته لطريقة عمل الاتحاد الأوروبي".

وبعد فوز فيلدرز، قال توم فان جريكن، وهو شعبوي بلجيكي يميني متشدد: "في كل مكان في أوروبا، نرى نفس الرياح اليمينية تهب.. من الواضح أن التقدم الذي حدث منذ فترة مستمر في هولندا".

و"تأتي النتيجة الهولندية جنبا إلى جنب مع انتصارات سياسية أخرى لليمين المتطرف في القارة"، كما زاد ثارور.

وأردف: "استولت الأحزاب اليمينية المتطرفة على السلطة في إيطاليا، ووسعت حكمها في المجر، وحصلت على دور ائتلافي في فنلندا، وأصبحت شريكة حكومية بحكم الأمر الواقع في السويد، ودخلت البرلمان في اليونان وحققت مكاسب مذهلة في الانتخابات الإقليمية في النمسا وألمانيا".

زخم يميني

وقالت كاثرين فيشي، محللة سياسية وزميلة في مركز روبرت شومان التابع لمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، لصحيفة "ذا واشنطن بوست"، إن "تقدم اليمين المتطرف كان اتجاها لفترة طويلة، ولكن يبدو أنه يكتسب زخما".

وذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن "استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية أظهرت أن الناخبين الهولنديين كانوا مهتمين أكثر بالرعاية الصحية ونزاهة الحكومة والأمن الاقتصادي".

"لكن الكراهية تجاه المهاجرين كانت أيضا على رأس القائمة، إذ يلقي العديد من الهولنديين اللوم على المهاجرين في تفاقم نقص المساكن"، بحسب ثارور.

وقالت آن كاثرين جونجار، عالمة السياسة في جامعة سودرتورن السويدية: "لقد دخلت الأحزاب اليمينية المتطرفة وأجنداتها إلى التيار الرئيسي.. هذا هو الوضع الطبيعي الجديد".

و"تشمل الآراء الشنيعة (لليمين المتطرف) دعوات للحد من هجرة المسلمين وحظر المساجد والقرآن. ومهما كان مدى تطرف أيديولوجية فيلدرز، فإن النظام السياسي الهولندي لم يفعل الكثير لتحديها أو تقويضها"، كما أضاف ثارور.

واعتبر عالم السياسة الهولندي كاس مود أنه "بعد نحو 25 عاما من تلبية احتياجات الناخبين اليمينيين المتطرفين، بهدف هزيمة أحزاب اليمين المتطرف، أصبح حزب اليمين المتطرف هو أكبر حزب في البرلمان".

و"مع ذلك، قد لا يتمكن فيلدرز من تحقيق الكثير من المكاسب؛ نظرا لتعقيدات تشكيل حكومة بدعم وسطي، فالفوز بـ37 مقعدا من أصل 150 هو نتيجة مذهلة، لكنها ليست تفويضا نهائيا"، كما ختم ثارور.

المصدر | إيشان ثارور/ ذا واشنطن بوست/ ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فوز هولندا فيلدرز أوروبا اليمين المتطرف

هولندا.. هل ينفذ فيلدرز وعوده بإغلاق المساجد وحظر القرآن؟

"الزومبي" فيلدرز.. هكذ تجرد العنصرية الأوروبية الفلسطينيين من إنسانيتهم