نظم المئات احتجاجا دام لساعات أمام مديرية أمن القاهرة، ليل الخميس الجمعة، عقب مقتل رجل برصاص شرطي، وذلك في أحدث تفجر للغضب من تجاوزات صارت متكررة لأفراد الشرطة في مصر، حسب وكالة «رويترز» للأنباء ووكالة «الأناضول» للأنباء.
وقال بيان صادر عن مديرية أمن القاهرة إن مواطن يدعى «محمد عادل إسماعيل»، ويعمل سائقا، قُتل برصاص أمين شرطة (لم تذكر اسمه)؛ إثر اندلاع مشادة كلامية بينهما، زاعمة أن الرصاصة خرجت من سلاح الشرطي «عن طريق الخطأ».
وأظهرت لقطات بثت عبر مواقع للتواصل الاجتماعي المئات من الأشخاص، بينهم العديد من ذوي القتيل، وهم يحتشدون خارج مديرية أمن القاهرة؛ للاحتجاج على واقعة القتل، مرددين هتافات من بينها: «الداخلية بلطجية».
وردا على ذلك، دفعت السلطات الأمنية بتعزيزات من تشكيلات الأمن المركزي (قوات مكافحة الشعب) والعمليات الخاصة إلى محيط مديرية الأمن، قبل أن ينتهي الاحتجاج الذي استمر لساعات.
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية (أ ش أ) عن مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية إنه في الساعات الأولي من يوم الجمعة تم إلقاء القبض على أمين الشرطة المتهم بقتل السائق في حالة حرجة، فيما قدمت الداخلية العزاء لشقيقته.
وأضاف المصدر الأمنى أنه «تم نقل أمين الشرطة المتهم إلى المستشفى، نظرًا لإصابته باشتباه في ارتجاج بالمخ، وكسور فى معظم أنحاء الجسم، وعدد من الجروح»، مشيرًا أنه «تم التحفظ عليه داخل المستشفى مع تشديد الحراسة الأمنية عليه، وإخطار النيابة العامة لتولي التحقيق حال توفر ظروف استجوابه».
من جانبها، انتقدت «حركة شباب 6 إبريل» المعارضة، في تدوينة لها عبر صحفتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، واقعة قتل شرطي لمواطن، مشيرة أن «دولة أمناء الشرطة المستوطنة داخل وزارة الحالات الفردية (في إشارة إلي عبارة تذكرها الداخلية كرد على الاعتداءات الأمنية الأخيرة)، تقوم بدورها فى إسقاط النظام بامتياز».
ويأتي الحادث وسط غضب عام متزايد من تجاوزات متكررة للشرطة.
وفي الأسبوع الماضي نظم آلاف الأطباء احتجاجا حاشدا ضد الشرطة قائلين إن أمناء شرطة تعدوا بالضرب المبرح على طبيبين في مستشفى في القاهرة لرفضهما إصدار تقارير طبية مزورة.
وساعد الغضب من تجاوزات الشرطة في تغذية ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق «حسني مبارك» بعد أن حكم البلاد 30 عاما. واستمرت تلك الثورة 18 يوما، وبدأت في عطلة عيد الشرطة.
