«مفيش حاتم بيتحاكم».. غضب إلكتروني لقتل «بائع شاي» على يد شرطي في مصر

الثلاثاء 19 أبريل 2016 06:04 ص

حالة من الغضب، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في مصر، إثر مقتل بائع شاي متجول بمنطقة الرحاب، شرقي القاهرة، أمس الثلاثاء، على يد أمين شرطة، إثر مشاجرة بينهما، انتهت بقتل البائع برصاص الشرطي وإصابة 2 آخرين، أحدهم في حالة خطرة وترردت أنباء عن وفاته.

الغضب على «تويتر»، تجسد في عدة وسوم، احتل بعضها المراتب الأولى من حيث التداول والمشاركة، منها «مفيش حاتم بيتحاكم»، و«الحالات الفردية»، و«السيسي وكلابه فجروا»، و«أمين شرطة»، و«الداخلية بلطجية».

النشطاء، استنكروا التعامل الأمني مع المواطنين، معتبرين أنها سياسة عامة، من قبل الجهاز الذي كانت تجاوزاته أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي لا تزال كما هي دون تغيير.

الغضب الذي شهده «تويتر»، كان متجانسا مع الفيديوهات التي انتشرت لردة فعل المواطنين، على الحادث في المنطقة، الذين قيدوا أمين الشرطة وزميله، وأوسعوهما ضربا، حتى ألقت قوات الشرطة القبض عليهما.

ويأتي الحادث بعد سلسلة من حوادث إطلاق أمناء الشرطة النار على المواطنين من سلاحهم الميري، وكان آخرهم قيام أمين شرطة بإطلاق النار على «دربكة» والذي عرف إعلاميا بسائق الدرب الأحمر، قبل شهرين.

«أحمد مجدي»، كتب: «الراجل اللي اتقتل ده ما اتقتلش عشان كباية شاي بجنيه.. الراجل ده اتقتل عشان اتجرأ وطلب حقه»، وأضاف «محمود الشافعي»: «حياتك في صر بقت أرخص من كوباية شاي»، وقالت «فاطمة الزهراء»: «حسبنا الله ونعم الوكيل».

وأضاف «باسم خالد»: «الوطن ليس الأرض والدم، هما بقى باعوا الأرض وأهدروا الدم»، وتابع «أحمد حمدي»: «أصلهم فاكرين نفسهم أسياد البلد.. بس بكرا الثورة تقوم ما تخلي»، فيما قال «محمود بدوي»: «اللي مش هيتحاكم في الدنيا هيتحاكم في الاخرة».

أما «زيزو عبده»، فكتب: «وشوف كام ألف اتقتلوا بالخطأ وبحالات فردية»، بينما استنكر «محمد سامي» قائلا أن حياة المصري أصبحت تساوي «كوب الشاي» واتفقت معه «لين»، حين كتبت: «من سائق التوكتوك في الدرب الأحمر، لبائع الشاي في التجمع الخامس.. يا قلبي لا تحزن».

وأضاف «الويش»: «كل يوم بيكون في خالد سعيد جديد، وكل مرة بتبقى حالات فردية، فردية دي تبقى مامت سعادتك»، بينما قالت «طالبة الجنان»: «طول ما مصر محكومة من العسكر واليد العليا فيها للحرامية وعصابات الشرطة.. سيظل الشعب المصري ذليل ضعيف مهان ليس له كرامة».

الناشط «سيد»، كتب حوارا متخيلا لأمين الشرطة القاتل: «انت مجنون.. عاوز تمن كوبايتين شاي.. دانا اقتلك ومادفعهمش بردو».

وتداول النشطاء، مقطع فيديو مُسرّب منسوب للرئيس «عبد الفتاح السيسي»، إبان توليه منصب وزير الدفاع، ومجموعة من قيادات الجيش، يتحدثون خلاله في لقاء عن عدد من القضايا الراهنة بآراء تختلف عما يتم تداوله رسميا.

وقال «السيسي» في التسريب الذي لم يصدر تعليق رسمي من الجيش عليه، قال إن ما تم تجاه الشرطة خلال العامين الماضيين قد أفرز مناخا جديدا، و«أكد أن الضابط الذي سيتسبب في قتل متظاهر أو إصابته في عينيه، بإطلاق قنابل الغاز أو الخرطوش، لن يُحاكم»، مشيرا إلى ضرورة إدراك المتظاهرين لذلك.

أما «أشرف شيكو»، فكتب: «وزارة الحالات الفردية تنتعش من جديد بدماء المواطن المطحون... مانشيت يومي»، واتفق معه «نازي»، حين كتب: «الحالات الفردية ممكن تتكرر 700 مرة قبل ما نفكر أنها مش فردية، ونبدأ التحقيق أنه نظام جهاز بحاله»، لترد عليه «عندي أمل»: «إنها حالات فردية ممنهجة».

بينما قال «علي حجازي»: «ما هو مينفعش كل شوية حد من المواطنين يتقتل على إيد أمين شرطة، وندرجها تحت الحالات الفردية.. لازم نوع من السيطرة شوية ع الفئة دي»، بينما قالت «زملكاوية»: «الوجود في بلد كهذه في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون».

في الوقت الذي قال «محمد محمود»: «في انتظار الإعلام اللي هيكلمنا الفترة الجاية عن جرائم بتوع الشاي وأضرار شُرب الشاي»، فيما قالت «بنت مصر الحرة»: «مفيش أمين ولا شرطة.. لكن فيه خاين وفيه بلطجية لابسين ميري».

وتساءلت الإعلامية «صباح حمامو»: «ما الفارق بين إعدامات مدنية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الفلسطينيين والإعدامات التي ينفذها الأمن المصري في المصريين؟»، فيما أشارت «حورية الجنة»، إلى رخص الحياة في مصر، وقالت «سكتنا على الدم في رابعة وكملنا الحياة.. كان لازم دم الناس تبقى رخيصة، وتسيل في الشوارع مقابل أبخس الثمن.. الدم لعنة ودا تمنها».

واتفق معها حساب يدعى «هتكلم وهقول» فقال: «سكتوا على قتل النشطاء والسياسيين خارج إطار القانون فوصل الأمر لقتل الغلابة اللي بيجروا على أكل عيشهم»، وأضاف: «قتلوه كما لو كان مصريا».

وأضاف حساب «ناشط مش سياسي»: «لو أمين شرطة ضربك بالنار في الشارع.. عادي.. متخليش غضبك ينسيك إنها حالات فردية»، وتابع «مصري»: «رئيس فوق الدستور طبيعي جدا في بلد.. الظباط وأمناء الشرطة فيها فوق القانون».

كما نشر النشطاء فيديو لهتافات أهالي المتوفي، والمصابين، والمتضامنين معهم، قرب مكان الحادث، وهم يهتفون: «شوفوا سعادة البيه.. قتلنا عشان جنيه».

أما «وفاء السعدني»، فاستبشرت قائلة: «والله إني أرى النهاية قد اقتربت»، وأضاف حساب «من ظلمستان»: «إنهم يخافون الغد، وينتظرون مصيرهم المحتوم، عندما تسحقهم جموع الثوار قريبا، وساعتها سيتخفون في ملابس النساء».

فيما دعت «حرة في زمن العبيد» إلى التظاهر، وكتبت: «انزل 25 أبريل، واهتف وقول الدخلية بلطجية وارحل يا فاشل»، وقالت «فريدة محمد»: «كل كلاب الدنيا وفية.. إلا كلابك يا داخلية.. موعدنا 25 أبريل».

ويأتي الحادث وسط غضب عام متزايد من تجاوزات متكررة للشرطة المصرية، حيث شهد فبراير/شباط الماضي، مقتل رجل برصاص شرطي، إثر اندلاع مشادة كلامية بينهما، زعمت وزارة الداخلية أن الرصاصة خرجت من سلاح الشرطي «عن طريق الخطأ».

وقبله بأسبوع، نظم آلاف الأطباء احتجاجا حاشدا ضد الشرطة قائلين إن أمناء شرطة تعدوا بالضرب المبرح على طبيبين في مستشفى في القاهرة لرفضهما إصدار تقارير طبية مزورة.

وساعد الغضب من تجاوزات الشرطة في تغذية ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك» بعد أن حكم البلاد 30 عاما، واستمرت تلك الثورة 18 يوما، وبدأت في عطلة عيد الشرطة.

  كلمات مفتاحية

الداخلية المصرية مصر قتل أمين شرطة تويتر قمع مفيش حاتم بيتحاكم

مصر.. شرطي يقتل 3 مواطنين ويفر هاربا بسبب خلاف على ثمن كوب شاي

«إريك لانج».. «ريجيني» جديد قديم في مصر

شرطي يقتل زميله في بورسعيد شرقي مصر عقب مشاجرة بينهما

المئات يحتجون لساعات أمام مديرية أمن القاهرة إثر قتل شرطي لشاب

مصر.. حبس 10 شرطيين في واقعتي تعذيب 2 مواطنين حتى الموت

مصر.. غضب واسع بعد الإفراج عن الضابط المتهم بقتل شاب من مطروح