هجمات الحوثي البحرية.. كيف تؤثر؟ وما خيارات إسرائيل وأمريكا؟

الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 12:26 م

على وقع حرب إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت جماعة الحوثي في اليمن سلسلة هجمات في البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي استراتيجي؛ ما أضر بمصالح إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، ودفعهما إلى بحث سبل الرد على الحوثيين، المدعومين من إيران.

وأودت حرب الاحتلال الإسرائيلي بحياة 15 ألفا و899 فلسطينيا في غزة، وأصابت أكثر من 42 ألف بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وبعدما أعلنوا مرارا عن استهداف إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، توعد الحوثيون باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "نُصرة لغزة"، ودعوا الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".

وفي أحدث هجمات الحوثيين، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري "تعرض المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" وسفن تجارية لهجوم في البحر الأحمر".

وبينما لم يحدد "البنتاجون" مصدر الهجوم، قال مسؤول أمريكي لوكالة "أسوشييتد برس" إنه تم شنه من العاصمة اليمنية صنعاء (تحت سيطرة الحوثيين)، واستمر لمدة 5 ساعات.

فيما أعلنت جماعة الحوثي، المسيطرة على معظم شمال غرب اليمن، أنها استهدافت سفينتين "إسرائيليتين" في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر بصاروخ بحري وطائرة مسيّرة.

ويربط باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن، وهي ممر بحري حيوي للتجارة العالمية، وعادة ما تؤدي التوترات فيها إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم.

وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم إطلاق صاروخين من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بعد أن استجابت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية لنداء استغاثة من سفينة مرتبطة بإسرائيل أثناء محاولة قراصنة صوماليين اختطافها.

وأعلن الحوثيون، في 19 نوفمبر، السيطرة في البحر الأحمر على سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" (Galaxy Leader)، وهي مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وردا على "قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي"، أعلن الحوثيون عبر بيان في 8 من الشهر الماضي "إسقاط طائرة تجسس أمريكية مسيرة من طراز MQ9  في المياه الإقليمية لليمن بالبحر الأحمر".

تداعيات اقتصادية 

وتحت وطأة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تترقب شركات الملاحة البحرية العالمية تطورات حركة الملاحة عبر باب المندب، وأظهرت بيانات لهذه الشركات ارتفاعا في تكلفة تأمين السفن المارة في المنطقة.

فيما أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم"، في 29 نوفمبر، تحويل سفنها عن قناة السويس المصرية.

وستستخدم سفن الشركة مسارا بديلا عبر البحر المتوسط، ثم مضيق جبل طارق، ومنه جنوبا عبر المحيط الأطلسي، مرورا برأس الرجاء الصالح جنوبي إفريقيا، ثم إلى آسيا.

ويعني ذلك ارتفاع تكاليف الشحن وتأخير وصول شحنات البضائع إلى دولة الاحتلال. وقال خبير الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوسي ميلمان إن مهاجمة السفن التي يملكها رجال أعمال إسرائيليون "تهدد التجارة الخارجية لإسرائيل، التي تؤمّن 99% من احتياجاتها عبر النقل البحري".

وبحسب ميلمان، فإن إسرائيل مترددة في كيفية الرد على هجمات الحوثيين؛ إذ ترى أنها محاولة من إيران لفتح جبهة قتال إسرائيلية ثالثة، بالإضافة إلى جبهتي غزة ولبنان، في إشارة إلى محاولة إشغال إسرائيل لتخفيف الضغط عن غزة.

ومنذ اليوم التالي لحرب غزة، يتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا متقطا مع جماعة "حزب الله" (حليفة إيران) وفصائل فلسطينية في لبنان؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي الحدود.

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وفلسطين وسوريا.

ونقلا عن مسؤول عسكري لم يسمه، قال ميلمان إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تزيد رسوم تأمين السفن؛ ما يرفع الأسعار عالميا، ويحفز المزيد من الدول على التدخل لوقف الهجمات.

قوة مشتركة 

ومن المرجح، بحسب تحليل بموقع "ستراتفور" الأمريكي، أن يستمر الحوثيون في تنفيذ عمليات سيطرة وهجمات بطائرات مسيّرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل؛ مما قد يورط واشنطن و/أو تل أبيب في "ضربات انتقامية" ضد الجماعة.

ويبدو أن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل لا تملكان حتى الآن الوسائل لوقف هجمات الحوثيين، على الرغم من وجود أمريكي في البحر الأحمر، عززته واشنطن بحاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، ضمن دعم عسكري ودبلوماسي لتل أبيب منذ اندلاع حربها على غزة.

وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في 4 ديسمبر، أن بلاده بحثت مع إسرائيل ودول أخرى إنشاء قوة لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

كما توعدت واشنطن بإعادة تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية". وسبق أن صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021) الحوثيين "منظمة إرهابية" في يناير/كانون الثاني 2021، وهو ما ألغته إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

لكن هذا التصنيف، وفقا لمايكل هورتون في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي، "سسيكون له تأثير ضئيل أو معدوم على الحوثيين وقيادتهم، فكبار أعضاء الحوثي لا يغادرون اليمن وليس لديهم أصول أجنبية قد تكون عرضة للمصادرة، وسيتم الاحتفال بهذا التصنيف في صنعاء كدليل على أن الحوثيين ينتصرون".

وكذلك الضربات العسكرية الأمريكية و/ أو الإسرائيلية تعتبر "خيارا سيئا"، بحسب هورتون؛ فـ"الجماعة المسلحة لم تنجو من سنوات من الضربات التي نفذتها السعودية والإمارات فحسب، بل ازدهرت عسكريا وسياسيا أيضا، وأثارت هذه الضربات الغضب الشعبي، ما أبقى الجماعة متماسكة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هجمات الحوثي البحر الأحمر إسرائيل الرد خيارات

بوليتيكو: مسؤولون أمريكيون يشعرون بالإحباط من رد إدارة بايدن على هجمات الحوثيين

المبعوث الأمريكي لليمن يزور الخليج لبحث الأمن البحري

تقدير إسرائيلي: اقتصاد مصر ضحية محتملة لهجمات الحوثي البحرية

مع تغيير مسار الناقلات لرأس الرجاء الصالح.. هجمات الحوثيين ترفع أسعار الشحن الإسرائيلي