تحليل: مماطلة نتنياهو مع الأمريكيين حول ما بعد حرب غزة سيضر بإسرائيل

الجمعة 15 ديسمبر 2023 07:53 م

ترى تحليلات منشورة في الصحافة العبرية الآن أن الفجوات بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تبدو متزايدة، رغم محاولات واشنطن إخضاع الأمور لطبيعة التحالف الوثيق مع تل أبيب، والمستند في هذه الحرب، بشكل أساسي، على جسر السلاح الأمريكي المستمر، الذي مكن إسرائيل من خوض حرب شرسة في غزة لأكثر من شهرين ونصف.

اليوم التالي

أبرز التباينات، كما تقول تلك التحليلات، تتعلق بمرحلة ما بعد الحرب، حيث تتفق لقيادة الأمنية الإسرائيلية مع وجهة نظر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول ضرورة وضع تصورات لحلول في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، وهي الفترة التي باتت تعرف باسم "اليوم التالي".

من الجهة الأخرى، لا يزال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يرفض إجراء أي مداولات حول "اليوم التالي".

ويرى المحللون أن موقف نتنياهو سيؤدي، إحتى في حال توصل الأمريكيون إلى تحقيق تحولات إستراتيجية وتكون لصالح إسرائيل، فإن نتنياهو سيفشلها.

وأوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، الجمعة، شكل الخطة الأمريكية لاستمرار الحرب على غزة. وقال إن الحرب ستنتقل من مرحلة القصف الإسرائيلي المكثف والمناورة البرية الواسعة، إلى مرحلة أقل شدة، وستركز على استهداف قيادة حماس، وأنه في هذا السياق توافق الولايات المتحدة على أن الحرب ستستمر لأشهر طويلة.

وأضاف أن "السيطرة في قطاع غزة يجب أن تنتقل إلى الفلسطينيين". وهذا مشروط بعملية سياسية في "اليوم التالي"، التي يعارضها نتنياهو.

ضرر بالمصالح الإسرائيلية

ويرى المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن "محاولة رئيس الحكومة لاتباع خط صارم مقابل الإدارة الأمريكية من شأنه أن يلحق ضررا بالمصالح الإسرائيلية في إدارة الحرب".

لكنه أشار إلى أنه حتى الآن، ومثلما كان الوضع في الماضي، العلاقات بين جهازي الأمن الإسرائيلي والأمريكي "هي التي تسمح بتجاوز عراقيل عندما تنشأ في الميدان (السياسي)".

وحسب ليف رام، فإنه "مثل الأمريكيين، كذلك في الجيش ووزارة الأمن يعتقدون أن ثمة أهمية للتفكير منذ الآن في اليوم التالي. وهذا لا يعني أنهم متفقون على كل شيء، لكنهم يبحثون عن حلول".

وأضاف أن الحلول التي يتحدثون عنها في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح، ومنع تزايد قوة فصائل المقاومة "والحفاظ على حرية عمل عسكري".

وإلى جانب ذلك "يوجد إدراك أنه ينبغي بناء بديل سلطوي لحكم حماس في القطاع، وأن يكون بمقدوره على الأقل أن يدير احتياجات السكان هناك.

بدوره، يشير المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "طاقم "اليوم التالي" الذي شكله نتنياهو لا يهدف إلى وضع حلول، وإنما للمماطلة.

وعمليا، حتى لو مرّت العملية العسكرية بنجاح، فإن من شأن أداء نتنياهو السياسي أن يفشل الاستفادة من إنجازاتها لإنشاء واقع إستراتيجي أفضل".

وحسب هرئيل، فإن إسرائيل ومصر "تداولتا بشكل مكثف بتسويات اليوم التالي في القطاع.

وبين الأمور التي جرى التداول حولها، تسويات جديدة في محور فيلادلفي ومعبر رفح، وجرت دراسة بناء حائط مدفون ضد الأنفاق، في عمق الأرض، كالذي جرى بناؤه عند الحدود بين إسرائيل ومصر، رغم أن هذا المفهوم انهار في 7 أكتوبر عندما نفذت "حماس" هجومها فوق الأرض وتجاهلت الحائط تحت الأرض".

وأضاف أن الجانب الإسرائيلي أجرى مداولات مع مصر حول الوضع داخل القطاع، "وجرى خلال ذلك البحث عن حلول مرحلية لا تصطدم مع الشروط الصارمة التي وضعها نتنياهو، أي بدون السلطة الفلسطينية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة ما بعد الحرب نتنياهو بايدن

71 يوما من العدوان على غزة.. القصف الإسرائيلي يتواصل والمقاومة تتصدى للتوغلات

الجارديان: لهذه الأسباب.. على بايدن أن يجبر نتنياهو على التنحي

نتنياهو: سنسيطر على غزة ولن نكرر خطأ أوسلو

بسبب غزة وما بعدها.. كاتب أمريكي: هل تتصادم واشنطن وتل أبيب قريبا؟

مسؤول إسرائيلي سابق يحذر: لا يمكن لنا أن نخسر أمريكا بسبب نتنياهو.. و3 خطوات لحل الأزمة