3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام

الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 06:28 ص

تضع الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة علاقات التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة على "مسار تصادمي" جراء ثلاثة خلافات بشأن استمرار الخسائر الهائلة بين الفلسطينيين، واحتمال تهجير السكان قسرا، ومستقبل القطاع، وفقا لدانيال برومبرج في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft).

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة خلّفت حتى مساء الاثنين 19 ألفا و453 شهيدا، و52 ألفا و268 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

وقال برومبرج، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تشك في وعد رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو بالقيام بكل ما يلزم "لتدمير" (حركة) حماس، لكن من المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد خلصوا إلى أن إسرائيل غير قادرة على مواصلة حملتها دون قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين".

وتابع: "ومع تزايد خطر المرض والمجاعة، مع نزوح (أكثر من 1.9 مليون فلسطيني من) سكان غزة (حوالي 2.4 مليون) إلى الجنوب، بحثا يكاد يكون ميئوسا منه عن الأمان، تتزايد احتمالات حدوث أزمة كبرى في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن لتل أبيب أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى أن كثيرين باتوا يعتبرون الولايات المتحدة شريكا في "جرائم الحرب" الإسرائيلية في غزة، التي يحاصرها الاحتلال منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وأضاف برومبرج أنه "في حين أشاد القادة الإسرائيليون بحق النقض الذي استخدمته واشنطن ضد مشروع قرار في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، فإنهم يعلمون أن إدارة بايدن تدعم نهجا سياسيا ودبلوماسيا أوسع (حل الدولتين) ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية، كما أعلن نتنياهو".

تهجير محتمل

وعلى الرغم من "عناق بايدن لنتنياهو، الزعيم الذي لا يحبه كثيرا، أشار المسؤولون الأمريكيون، بمَن فيهم الرئيس، إلى نوع من التناقض المشوش عندما يتعلق الأمر بالضغط على إسرائيل للحد من ضراوة القصف على غزة"، وفقا لبرومبرج.

وقال إنه من خلال تشكيل حكومة حرب مكونة من خمسة أعضاء، بينهم زعيما المعارضة بيني غانتس وجادي آيزنكوت، حصر نتنياهو عملية صنع القرار في مجموعة صغيرة، ما قد يسمح له بالبقاء على قيد الحياة ليوم أو أسبوع أو ربما أشهر.

وتتصاعد توقعات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية أمام "حماس"، ستكتب نهاية نتنياهو السياسية، وهو أطول رئيس وزراء بقاء في السلطة منذ إقامة دولة الاحتلال في عام 1948 على أراضٍ محتلة.

برومبرج استدرك: وعلى الرغم من تشكيل حكومة الحرب المصغرة، إلا أن هذا "لم يمنع الأعضاء المتطرفين في الحكومة الأكبر من إطلاق دعوات لطرد (تهجير) الفلسطينيين من غزة (لاسيما إلى سيناء المصرية المجاورة).

وأردف أن "المتحدث باسم نتنياهو نفى أن يكون لدى إسرائيل أي نوايا من هذا القبيل، ولكن في ضوء إحجام حكومة الحرب عن معالجة مسألة "اليوم التالي" (مستقبل غزة بعد الحرب)، ونزوح فلسطينيين من منازلهم، أعرب المسؤولون العرب عن مخاوف متزايدة من أن إسرائيل تسعى إلى نكبة جديدة".

ومضى قائلا إن "تحذير نائبة الرئيس (الأمريكي) كامالا هاريس من أن الولايات المتحدة لن تتسامح "تحت أي ظرف من الظروف" مع النقل القسري للفلسطينيين من غزة، يشير إلى أن إدارة بايدن تشاطرها هذه المخاوف".

مستقبل غزة

وعلى خلفية العمليات الإسرائيلية البرية المتوسعة في شمال وجنوب غزة، وفقا لبرومبرج، تحاول إدارة بايدن حشد الدعم الإقليمي لخطة تهدف إلى وضع غزة بعد الحرب تحت سيطرة السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها".

واستدرك: وعلى الرغم من أن هذا الجهد يمثل خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو الهدف الذي أيده بايدن مرارا خلال الأسابيع الماضية، إلا أن نتنياهو رفض بشكل قاطع أي فكرة لوضع غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية".

وأعلن نتنياهو مرارا عن اعتزامه الاحتفاظ بسيطرة أمنية على غزة، بل وصرح بأنه لا يستبعد أن يشن عملية عسكرية ضد القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

واستطرد برومبرج: "وعلى الرغم من التطمينات الصريحة بشأن الدعم الأمريكي القوي للحملة العسكرية، إلا أن فشل نتنياهو في توضيح الهدف النهائي للحرب يغذي المخاوف في إسرائيل من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسيران على مسار تصادمي".

ويُصر نتنياهو على استمرار الحرب، على أمل الاحتفاظ بالسلطة بعدها، من خلال إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم احتلال إسرائيل لفلسطين منذ عقود وتدافع عن الفلسطينيين.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240 بادلت حوالي 110 منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني.

المصدر | دانيال برومبرج/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أسباب نتنياهو بايدن غزة حرب صدام حماس

في اليوم 73 لعدوان غزة.. استهداف المستشفيات وتسجيلات لافتة للقسام

معهد إسرائيلي: العملية البرية غير قادرة على تحقيق أهداف حرب غزة.. وهذا هو الحل

استطلاع: 57% من الأمريكيين يعارضون سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة 

محلل عسكري بـ "هآرتس": إسرائيل قد تضطر لتغيير شكل الحرب دون أن تحقق أهدافها

فاتورة الهزيمة في غزة.. من يدفعها أولا: بايدن أم نتنياهو؟

بايدن ونتنياهو يتوصلان إلى صفقة حول استمرار حرب غزة.. هذه تفاصيلها

بايدن يصحح المسار تدريجيا تجاه الحرب على غزة.. إليك الأسباب والدلائل

أكسيوس: وزير مقرب من نتنياهو إلى واشنطن لبحث المرحلة التالية لحرب غزة

لماذا طلب نتنياهو من بوتين توسط روسيا لدى حماس بقضية الأسرى؟.. وما علاقة أوكرانيا؟