تنتظره مهام صعبة.. هكذا سيحدد عمر ولي العهد المقبل اتجاه الكويت

الأحد 24 ديسمبر 2023 09:14 م

نظرا لعمر أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح البالغ 83 عاما، فإن اختيار ولي للعهد أصغر سنا سيساهم في تحديد اتجاه واستقرار الدولة الخليجية الغنية بالنفط، بحسب جورجيو كافيرو في تحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media) ترجمه "الخليج الجديد".

وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أدى الشيخ مشعل اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة (البرلمان)، ليتولى إدارة شؤون البلاد، خلفا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح (86 عاما).

وقال كافيرو إن "عملية الخلافة تمت بسلاسة مع صعود ولي العهد الشيخ مشعل إلى منصب الأمير، بعد أن أصبح الشيخ مشعل في عام 2021 الحاكم الفعلي للبلاد بسبب مشاكل صحية لسلفه. والآن، يجابه تحديات محلية وإقليمية".

وأضاف أنه "مع تولي الأمير الجديد مهامه رسميا، فإن السؤال المحوري هو مَن سيصبح ولي عهد الكويت القادم الذي تنتظره مهام ليست بالسهلة أبدا؟.. ونظرا لأن الشيخ مشعل يبلغ من العمر 83 عاما، من المرجح أن يكون الأخير بين الأمراء من جيله".

خلفية أمنية

الدكتورة كريستين سميث ديوان، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، قالت إنه "إذا تم تحديد ولي عهد أصغر سنا، فسيكون ذلك عاملا محوريا في تحديد اتجاه واستقرار الكويت في المستقبل".

و"يختلف الشيخان مشعل ونواف عن أسلافهما، فجميع الأمراء حتى عام 2020 كانوا قد شغلوا سابقا منصب رؤساء الوزراء"، كما أردف كافيرو.

وأوضح أنه "على الرغم من أن الشيخ نواف شغل مناصب وزارية، إلا أنه لم يشغل منصب رئيس الوزراء قط. وبدلا من ذلك، كان معروفا كشخصية لها وزن في السلك الأمني. وللشيخ مشعل خلفية مماثلة، ما قد يشير إلى شيء ما حول الاتجاه المستقبلي للكويت".

وقالت الدكتورة كورتني فرير، الزميلة في جامعة إيموري بالولايات المتحدة: "اعتمادا على هوية ولي العهد القادم، قد نشهد اتجاها لتقديم أمراء كويتيين من خارج المجال السياسي".

وزادت: "لأنهم إذا كانوا خلافا لذلك، فسيواجهون خطر الاصطدام مع البرلمان، وسيترتب على ذلك ضرر وعواقب على سمعتهم.. قد نرى ميلا أكبر لأن يكون للأمراء (المستقبليين) خلفيات أمنية".

شخصية انتقالية

وبحسب ديوان، فإنه "بالنظر إلى عمره، سيكون الشيخ مشعل شخصية انتقالية ومهمة، ومن الصعب معرفة ما إذا كان سيواصل السياسات التي بدأها أثناء توليه منصب ولي العهد والحاكم المؤقت، ما يعزز الأجندة الأكثر شعبوية التي سهلت التعاون مع البرلمان، أو يغير الاتجاه".

وبحسب الدكتور كريستيان كوتس أولريشن، زميل لشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس بالولايات المتحدة، فإنه في الداخل، سيحتاج أمير الكويت الجديد إلى إيجاد "طريقة بناءة للعمل مع مجلس الأمة والتغلب على الانسداد السياسي الذي أعاق التقدم الذي كانت هناك حاجة ماسة إليه في القضايا التشريعية الرئيسية لسنوات".

و"الكيفية التي يمكن بها للشيخ مشعل أن يقود الطريق التي ستدفع الكويت نحو التنويع الاقتصادي ستكون مهمة أيضا"، وفقا لكافيرو.

وقالت فرير إن "هناك رغبة لدى الكويتيين في معرفة إلى أين تتجه بلادهم من حيث خططها لرؤية 2035 (التنموية) والتكويت (إحلال كويتيين محل أجانب في الوظائف) والدافع الشامل نحو مزيد من التنويع الاقتصادي في عصر ما بعد الكربون".

وفي الشأن الدولي، بحسب كافيرو، "ربما لن تكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية، ويمكن الاعتماد على الكويت لمواصلة كونها حليفا وثيقا للدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، وإشراك إيران دبلوماسيا، والحفاظ على تحالف قوي مع الولايات المتحدة، وتقديم دعم ثابت للقضية الفلسطينية، ومعارضة اتفاقيات إبراهيم".

واتفاقيات إبراهيم هي اتفاقيات لتطبيع العلاقات وقَّعتها كل من الإمارات والبحرين والمغرب في عام 2020 مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

كافيرو استدرك: "لكن هناك قضايا إقليمية من المرجح أن تتطلب اهتماما وثيقا من الحكومة. وسيكون الخلاف مع إيران حول الحدود البحرية، والمسائل المرتبطة به حول حقوق حقل غاز الدرة/ آراش، الذي تتنافس عليه إيران والكويت والسعودية، من بين القضايا الساخنة التي سيحتاج الشيخ مشعل لمعالجتها".

"كما أن التوتر الأخير، الذي اندلع مع العراق، بشأن ممر خور عبد الله المائي، والذي أدى إلى انهيار خطط عقد اجتماع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق، سكون مدرجا على جدول الأعمال"، كما زاد كافيرو.

المصدر | جورجيو كافيرو/ أمواج. ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مهام صعبة ولي العهد الكويت الأمير مشعل تحديات

تحول تاريخي يأمله الكويتيون.. ما هو؟ وماذا سيفعل الأمير مشعل؟

حزب الأمة الكويتي يدين اعتقال حاكم المطيري في تركيا ويطالب بعدم تسليمه

خطاب أمير الكويت.. مؤشر تغير حاد في السياسات وضبابية بولاية العهد