تهنئة المسيحيين بأعيادهم تدفع شيخ الأزهر لقمة مواقع التواصل في مصر.. ماذا حدث؟

الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 08:47 م

تصدر شيخ الأزهر في مصر، أحمد الطيب قائمة الموضوعات الأعلى تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد انتشار مقطع فيديو جديد له يجدد فيه رأيه ورأي المؤسسة الأزهرية في جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وهو جدل يتجدد باستمرار مع كل مناسبة لأعياد غير المسلمين، وتجدد هذه الأيام بالتزامن مع احتفال المسيحيين في مصر وخارجها بأعياد الميلاد.

الجديد في تصريحات شيخ الأزهر هذا العام هو دعوته لمنع ظهور من وصفهم بالمتشددين الذين يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واعتبار أن ما يقولونه "من باب الفتنة التي هي أشد من القتل"، وأنها "خطر على الترابط المجتمعي".

وقال شيخ الأزهر، خلال مقطع الفيديو الذي أذيع على القناة الأولى للتلفزيون الرسمي في مصر، مساء الإثنين، وأثار تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "من البر الذي دعانا إليه الإسلام، تهنئةَ غير المسلمين بأعيادهم".

وأضاف أن "ما يدعيه (المتشددون) من تحريم التهنئة، هو جمود وانغلاق؛ بل افتراء على مقاصد شريعة الإسلام، وهو من باب الفتنة التي هي أشد من القتل، ومن باب الأذى لغير المسلمين".

واعتبر أنه "ليس في تهنئة غير المسلمين أي مخالفة للعقيدة كما يدعى (المتشددون)".

ودعا الطيب خلال البرنامج، المسؤولين، إلى "منع المواد الإعلامية الحاملة لهذا الفكر (أي الفكر المتشدد الذي يُحرم تهنئة غير المسلمين)، والتي تنشط في مناسبة الأعياد المقدسة عند غير المسلمين، وذلك لما تحدثه من توتر وكراهية (مكتومة) بين أبناء المجتمع الواحد".

وعبر مواقع التواصل، احتفى البعض بتصريحات شيخ الأزهر، معتبرا أنها انعكاس لفكره وفكر المؤسسة الأزهرية الوسطي، وأنها يجب أن تنهي الجدل المتجدد كل عام حول مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.

على الجانب الآخر، هاجم البعض الشيخ أحمد الطيب، بل وذهب آخرون إلى القول بتكفيره، وهو ما لقي استنكارا من كثيرين.

ويتجدد الجدل في مصر ودول عربية وإسلامية كل عام حول مشروعية تهنئة المسيحيين بأعيادهم، حيث يرى المحرمون أن تلك التهنئة بمثابة إقرار لمعتقدهم الذي يحتفلون على أساسه، لا سيما خلال احتفالهم بعيد الميلاد، بينما يقول المجيزون إن التهنئة لا تعني الإقرار العقدي ولكنها مجرد مشاركة للمشاعر الإيجابية وتبادل التمنيات السعيدة والتبريكات لشركاء الوطن.

وخلال السنوات الماضية، اعتاد وفد من القيادات الدينية الإسلامية في مصر، برئاسة شيخ الأزهر، أن يزور مقر الكاتدرائية المرقسية الكبرى بضاحية العباسية (شرقي القاهرة) لتقديم التهنئة بالأعياد إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكذا اعتاد البابا تواضروس زيارة مشيخة الأزهر بضاحية الدراسة (شرق القاهرة) على رأس وفد كنسي لتقديم التهنئة للدكتور الطيب بمناسبة الأعياد الإسلامية.

وفي ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي، جددت مؤسسات دينية بمصر رفضها آراء وفتاوى تحريم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد.

وأكدت المؤسسات الدينية حينها أن "تبادل مشاعر التهنئة في مناسبة عيد الميلاد مع المسيحيين تحقق معاني المودة والتضامن والالتحام في تحقيق صالح الوطن واستقراره".

وفي ديسمبر الماضي أيضا تحدث شيخ الأزهر قائلا إن "تهنئة المسيحيين بالأعياد ليست من باب المجاملة أو الشكليات، وإنما تأتي انطلاقاً من فهمنا تعاليم ديننا الحنيف".

وأشار، حينها، إلى أن "علاقة المسلمين والمسيحيين تُعد تجسيداً حقيقياً للوحدة والإخاء، وأن هذه الأخوة ستظل دائماً الرباط المتين الذي يشتد به الوطن في مواجهة الصعاب والتحديات.

وذكر شيخ الأزهر أن "الإسلام هو دين الرحمة، والمسيحية هي دين المحبة، وهما يتعاونان ويتعانقان من أجل عالم يسوده التسامح والسلام".

كما قال مفتى مصر، شوقي علام، في وقت سابق، إن "فتاوى تحريم تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح أو بالعام الميلادي الجديد (عفاها الزمن)، ويجب رفضها وعدم الالتفات إليها".

وأضاف المفتي أن "دار الإفتاء المصرية والأزهر يسيران على منهجية واحدة في أن تهنئة إخوتنا المسيحيين بميلاد المسيح هي من أبواب البر الذي أمرنا الله به، وأن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعاً دون تفريق".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

شيخ الأزهر أحمد الطيب تهنئة غير المسلمين تهنئة المسيحيين عيد الميلاد الكريسماس

أزمة في سوق الدواء المصرية.. صيادلة: استخدام الاسم العلمي للعقار أفضل حل