مقاتلون عرب يحاربون إلى جانب روسيا في أوكرانيا.. هذه قصتهم

الخميس 4 يناير 2024 03:05 م

"جيش أممي حقيقي.. مقاتلون من النيجر ومصر وسوريا يحاربون إلى جانب روسيا"، تحت هذا العنوان نشرت شبكة "روسيا اليوم"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، تفاصيل نشاط مجموعات من المرتزقة الأجانب على بعض خطوط التماس في أوكرانيا.

النسخة الإنجليزية من "روسيا اليوم"، كشف للمرة الأولى تفاصيل في هذا الشأن، في محاولة موجهة للقارئ الغربي، إلى إظهار اتساع نطاق "التعاطف الأممي" مع روسيا.

يأتي ذلك في وقت يعد موضوع مشاركة أجانب إلى جانب الجيش الروسي في المعارك الدائرة في أوكرانيا، من المحرمات التي لا تتطرق إليها عادة وسائل الإعلام في روسيا.

ويكاد التطرق إلى هذا الموضوع يواجه بملاحقات قانونية على خلفية تشديد العقوبات على نشر أو تداول معطيات لا تؤكدها رسميا المؤسسة العسكرية، وفق مراقبين.

وكانت موسكو أعلنت بعد مرور أسابيع على انطلاق الحرب في أوكرانيا عن تشكيل فيلق للمتطوعين الأجانب، لكن هذا الموضوع لم يعد يثار على المستوى الرسمي والإعلامي لاحقا.

في المقابل ركزت موسكو طوال عامي الحرب على نشاط المتطوعين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب كييف.

واللافت أن الشهادات التي قدمتها "روسيا اليوم"، حملت تأكيدا إضافيا لتقارير نشرتها منصات سورية معارضة حول تنشيط نقل المتطوعين من مناطق سورية تقع تحت سيطرة دمشق إلى الأراضي الروسية تمهيدا لانخراطهم في الحرب الأوكرانية.

وتحت مسمى "الكتائب الأممية"، أشار تقرير "روسيا اليوم"، إلى ن سرية "سكيف"، التي تتمركز بالقرب من سوليدار، وقالت: "يخدم هنا جنود من النيجر ومصر وسوريا ومولدوفا.. لقد درسوا في روسيا وتمكن منهم حب البلاد كثيراً لدرجة أنهم ذهبوا للدفاع عنها".

وأوردت الشبكة مقتطفات من لقاءات أجرتها مع بعض المقاتلين، الذين حصلوا كما يبدو على أسماء مستعارة للتغطية على هوياتهم.

وقال دوس القادم من مصر، وتحديدا من الإسكندرية (شمال)، إنه في البداية لم يكن يتحدث الروسية على الإطلاق، "لكنني تعلمت القليل الآن.. لقد أصبح لدي أصدقاء هنا»، وقالت الشبكة إن دوس "شجاع جدا ولا يخاف على الإطلاق من التفجيرات".

وأضاف الطالب السابق في كلية فورونيج للفنون التطبيقية: "أنا أحب روسيا، ولهذا السبب قررت التسجيل متطوعا وأتيت للدفاع عنها".

كما تحدث فانكا من النيجر عن حبه لروسيا، وقال: "روسيا تساعد النيجر، وتساعد مصر، ولهذا السبب نحن جميعاً هنا، هناك كثير من الدول التي تساعدها روسيا والجيش الروسي".

وتابع: "روسيت تفعل كل شيء بشكل صحيح، وينظر إليها الكثيرون بأمل في أفريقيا وفي جميع أنحاء الكوكب".

لم يخف الطالب النيجري، الذي اشتكى من البرد غير المعتاد على الجبهة، أنه، مثل المتطوعين الآخرين، يتطلع إلى الحصول لاحقا على الجنسية الروسية والإقامة بشكل دائم في مدينة نيجني نوفغورود.

وكانت موسكو أقدمت قبل أشهر، على إدخال تعديلات قانونية واسعة لتسهيل حصول الأجانب الذين يقاتلون إلى جانبها في أوكرانيا على الجنسية الروسية.

ورغم أن الخطوة ساهمت في زيادة أعداد المتطوعين من بلدان سوفياتية سابقة، لكنها شجعت أيضا فئات من الراغبين في الحصول على الجنسية وعلى تعويضات مالية من بلدان مثل سوريا ومصر وعدد من البلدان الأفريقية على الانضمام إلى المجموعات المقاتلة في أوكرانيا.

أما غروزني من سوريا، فهو أيضا طالب سابق في أحد المعاهد الروسية، وقد تعرض خلال فترة خدمته القصيرة على الجبهة لإصابة بالغة في الرأس والذراعين تم بسببها نقله إلى المستشفى، وقد عاد أخيرا إلى الجبهة بعد تلقي العلاج.

مثل هؤلاء، ثمة كثيرون من بلدان مختلفة تطوعوا لأسباب مختلفة للقتال إلى جانب روسيا، إما طمعا بالجنسية أو بمستحقات مالية، أو لأسباب سياسية مثل فايكنغ من مولدوفا.

وجاهر فايكنغ بعدائه للسلطات في بلاده لأنها تعمل على التقارب مع الغرب.

وقال إنه لن يتمكن من العودة إلى الوطن، هناك سوف يواجه السجن. مضيفا: "هناك مثل هذه المهنة، الدفاع عن الوطن الأم، ووطني هو مولدوفا وروسيا. أقاربي يعيشون في روسيا. أنا شخصياً مولدوفي ناطق بالروسية".

وبعد خدمته، يخطط فايكنغ للبقاء في روسيا، وقال "لا يوجد خيار آخر الآن.. لكن أولاً سوف نقاتل".

وتابع: "إخواني في السلاح، المهاجرون من مولدوفا، يريدون إنشاء كتيبة دنيستر التي تحمل اسم (ديمتري كانتمير الأمير المولدافي الذي أقسم الولاء للإمبراطور الروسي بطرس الأكبر)"، حيث يخطط فايكنغ للقيام بدور نشط في تنظيم جهود الانفصال عن مولدوفا.

ومع أن لكل قصة من تلك أبعادا تتعلق بالوضع الداخلي في البلدان التي جاء منها المتطوعون للقتال إلى جانب روسيا، لكن تبرز بالدرجة الأولى الظروف التي قادت متطوعين من سوريا للانضمام إلى الكتيبة الأممية التي تدعم روسيا.

يشار إلى أنه في 6 مارس/آذار 2022، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن روسيا بدأت تجنيد متطوعين سوريين لإرسالهم إلى جبهة القتال ضد أوكرانيا.

وفي 11 من الشهر ذاته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو رسميًا، أن أكثر من 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط أعربوا عن رغبتهم في الذهاب إلى أوكرانيا لمؤازرة القوات الروسية.

ولاحقا، اعترفت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، أن مشاركة السوريين في الحرب الروسية على أوكرانيا وتلقي أموال مقابل ذلك "أضحت الفرصة الوحيدة لتأمين حياة مناسبة بالنسبة للعديد من السوريين".

ووفقا لبعض المعلومات، يجني المتطوعون حوالي 7 آلاف دولار عن كل 7 أشهر من النشاط داخل أراضي أوكرانيا.

فيما تزعم مصادر أخرى، أن الراتب الشهري يناهز 3 آلاف دولار.

وخلال مدة قتال المتطوع إلى جانب روسيا، تزوّد عائلته في المنزل بمواد غذائية، وفي حالة وفاته تتلقى عائلته تعويضات تناهز 15 ألف دولار.

المصدر | روسيا اليوم - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا مقاتلون عرب جني أموال عرب سوريون

تبادل 195 أسيراً بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية

روسيا تعلن السيطرة الكاملة على أفدييفكا شرقي أوكرانيا