تشاتام هاوس: الردع الأمريكي ضد إيران تضرر بشدة.. وهذه طريقة ترميمه

الجمعة 5 يناير 2024 05:19 م

يحذر تحليل نشره معهد "تشاتام هاوس" من أن "الردع الأمريكي ضد إيران ربما يكون قد تضرر بشدة لكنه لم يمت".

ويرى التحليل، الذي كتبه بلال صعب، الزميل المشارك بالمعهد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن هجمات الحوثيين التي لا تزال تتصاعد في البحر الأحمر ضد الناقلات والسفن هي أحدث مظاهر تحدي إيران للولايات المتحدة.

ويزعم الكاتب أن ذروة التحدي الإيراني كان في هجمات "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن ذلك الهجوم وتداعياته هو أكبر تحرك لوكلاء إيران في المنطقة.

إفساد التطبيع كأهم حدث تحويلي بالمنطقة

ويشير صعب إلى أن هجمات "حماس" قوضت ما كان يمكن أن يكون أكبر وأهم حدث تحويلي في الشرق الأوسط، وهو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء واشنطن العرب.

ويلفت إلى ظهور مطالبات داخل الولايات المتحدة بمهاجمة إيران نفسها عسكريا، وليس وكلائها، مثل الحوثيين و"حزب الله" والفصائل العراقية، باعتبار أن الأمور تخطت كل الحدود.

ويعتبر أن تلك الدعوات الآن تشير بوضوح إلى أن الردع الأمريكي غير كاف على الإطلاق، مردفا: "يبدو أكثر دقة القول بأنه تم إضعافه، ولكن ليس بشكل قاتل".

ويقول صعب إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر استهدفت بشكل مباشر المصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، وهي المصالح التي تقوم بشكل أساسي على الحفاظ على حرية التجارة والملاحة في منطقة تزخر بالموارد الطبيعية الاستراتيجية وموطن لنقاط عبور بالغة الأهمية في مجال الشحن والتجارة العالمية.

وعلى نفس المنوال، هدد الحرس الثوري الإيراني بشكل واضح، خلال الأيام الماضية، بغلق مضيق هرمز الذي يمر عبره 21% من النفط الخام في العالم، لكن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تقوض مصالحها الاقتصادية وتضر بالعلاقات مع شركاء مهمين مثل الصين، يقول الكاتب.

إنجازات إيران

ويقول الكاتب إنه على مر السنين، أبلت إيران بلاء حسنا في جهودها الرامية إلى تقويض المصالح الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة من خلال وكلائها.

وتشرف قوات الحوثيين على جزء كبير من شمال اليمن والمراكز السكانية الكبيرة الأخرى. وفي العراق، تسيطر الميليشيات الشيعية على السياسة والموارد.

وفي سوريا، يعد نظام الأسد عميلاً لإيران بالأساس.

كما أجبرت إيران أيضًا شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين وأرهبتهم وهاجمتهم في بعض الأحيان - كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما تعرضت البنية التحتية للطاقة السعودية لسرب من الطائرات بدون طيار والصواريخ، كما يقول الكاتب.

وتستغل إيران عداءها لمحاولة دق إسفين بين واشنطن وشركائها، على حد قول بلال صعب، وقد نجحت على مستوى ما، في استغلال المخاوف بشأن ردود الفعل الأمريكية المحدودة على العدوان الإيراني، فقد سعى كل من السعوديين والإماراتيين إلى استرضاء طهران من خلال اتفاقيات التطبيع.

نشوب حرب تنجر إليها أمريكا مجبرة

ويحذر الكاتب من أن استمرار ما يصفه بالضعف الملحوظ من قبل الولايات المتحدة أمام إيران، قد يدفع إسرائيل إلى مهاجمة إيران بعد هجوم آخر مثل 7 أكتوبر، وهو ما من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على الدخول في معركة مباشرة مع إيران، وهو على وجه التحديد ما سعت الولايات المتحدة دائما إلى تجنبه.

من ناحية أخرى، تستطيع القوى العربية استرضاء إيران بشكل أكبر، وتعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، والبدء في تقييد أو منع الوصول إلى الولايات المتحدة، إذا استمر ذلك الوضع.

ويختم الكاتب تحليله بالقول إن التصدي للتحدي الإقليمي الذي تفرضه إيران يجب أن يتم بالشراكة. لا تمتلك واشنطن المعرفة أو الأدوات أو الرغبة في التصرف بمفردها.

ويضيف: ينبغي أن تكون مسؤولية أمريكا الأساسية هي استعادة ثقة شركائها الإقليميين من خلال ضمان أمنهم المادي، مثل منع الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية من ضرب أهداف مدنية وبنية تحتية حيوية.

المصدر | بلال صعب/ تشاتام هاوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الأمريكية الردع الأمريكي وكلاء ايران الحوثيين البحر الاحمر

تصعيد هجمات البحر الأحمر.. صعوبة ردع الحوثيين تعقد جهود السلام في اليمن

ناشيونال إنترست: نتنياهو وخامنئي سبب الصراع بالشرق الأوسط.. وإضعافهما مصلحة للمنطقة

إيران حققت أقصى نفوذ إقليمي ممكن.. المرشد وإسرائيل بين 5 أسباب

إيران تتغلب على أمريكا.. هكذا بدد هجوم أكتوبر تهدئة سبتمبر

كاتبة أمريكية: إسرائيل أضرت بنفوذ واشنطن في المنطقة.. والحل يبدأ من غزة