أصيب فلسطينيون بالرصاص، واعتقل آخرون، السبت، خلال عمليات اقتحام جديدة، نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وتخللتها اشتباكات عنيفة مع مقاومين.

ووفق مواقع محلية فلسطينية، فقد اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مدينة نابلس، شمال الضفة المحتلة، عقب اقتحام المدينة من عدة محاور بعد منتصف الليلة الماضية.

وقالت وكالة "سند للأنباء"، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، ودهمت في وقت سابق المنطقة الشرقية من المدينة من حاجز "عورتا" العسكري جنوبي نابلس.

وأكدت أن المقاومة الفلسطينية استهدفت جنود وآليات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع وإطلاق وابل من الرصاص في أحياء البلدة القديمة بمدينة نابلس. بينما نقل عن شهود العيان أن جنود الاحتلال كانوا يصرخون طلبًا للنجدة.

وذكرت مصادر محلية، أن أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت نابلس من مدخلها الغربي، وتمركزت بالقرب من إسكان الموظفين في حي المعاجين، واقتحمت أحد المنازل، فيما تمركزت قوة أخرى في محيط مخيم العين للاجئين.

كما داهمت قوات الاحتلال، أطراف مخيمي بلاطة وعسكر للاجئين شرقي مدينة نابلس، ودهمت مطبعة "المناهل"المملوكة لعائلة ذوقان، قرب مخيم بلاطة وحطمت محتوياتها.

وداهمت منزل الأسير في سجونها والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية الدكتور غسان ذوقان، في حي المعاجين وصادرت مركبته.

وأفادت المصادر، بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم بلاطة، وانتشرت في محيطه ومحيط مخيم عسكر، ونشرت القناصة على عدد من المباني التي داهمتها، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان.

وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب اقتحام "حي القرعان" في المدينة واعتقال فتييْن.

جاء ذلك بعد محاصرة أحد المنازل، وطالبت عبر مكبرات الصوت أحد السكان بالخروج وتسليم نفسه.

واعتقلت قوات الاحتلال الفتييْن محمد صقر الأقرع ومهدي بلال زيد، خلال الاقتحام المستمر لمدينة قلقيلية، بينما أصيب شاب آخر بالرصاص الحي.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، منزل أحد المطاردين في حارة السفيري، بمدينة قلقيلية، دون التأكد من اعتقاله، وذلك تزامنًا مع اقتحام حي كفار سابا شرقي المدينة.

وفي طولكرم، أصيب 5 مواطنين على الأقل، برصاص الاحتلال، خلال مواجهات في بلدتي بلعا وعنبتا قرب طولكرم.

وتعاملت طواقم الهلال الأحمر مع إصابة بالرصاص الحي بالظهر والصدر في بلدة بلعا شمال شرق طولكرم، ونقلتها إلى المستشفى، كما أصيب شاب بالرصاص الحي باليد.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بلعا، وتمركزت في وسط البلدة، ووضعت القناصة على بعض البنايات، كما أجرت تفتيشا للسيارات.

وحاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل قبل اقتحامه، واندلع حريق في أحد المحلات بالبلدة بعد استهداف الاحتلال له.

واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت.

كما اندلعت مواجهات أخرى مع قوات الاحتلال في بلدة عنبتا شرق طولكرم، خلال انسحابها من بلدة بلعا، أسفرت عن إصابة 3 شبان.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر، أن طواقمها نقلت إلى المستشفى 3 إصابات بالرصاص الحي من عنبتا، بينها إصابة بالكتف وإصابتين بالرجل.

كما اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة شمال طولكرم، واعتقلت زوجة الأسير محمد أبو ربيعة وزوجة نجله ربيع بعد مداهمة منزلهم.

وفي جنين، أفادت مراسلة الجزيرة بأن مقاومين فلسطينيين أطلقوا النار على حاجز الجلمة العسكري شمال المدينة التي تقع أيضا شمالي الضفة.

وشملت الاقتحامات أيضا بلدتي قطنة والقبيبة شمال غرب القدس المحتلة، وقد اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان، واندلعت مواجهات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، ولا تزال تلك القوات تحاصر عدة أحياء بذريعة البحث عن مطلوبين لديها.

وفي الخليل جنوبي الضفة الغربية، استهدفت الاقتحامات الإسرائيلية بلدة بني نعيم، حيث قام الجنود الإسرائيليون بدهم وتفتيش المنازل.

واقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا ومنطقة تلة الصمود في مسافر يطا جنوب الخليل، وأطلقت الرصاص باتجاه سيارة إسعاف تابعة للجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب شمال المدينة.

وتأتي الاقتحامات الإسرائيلية الجديدة في إطار تصعيد مستمر بالضفة منذ إطلاق المقاومة معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان تقرير أممي صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، قد ذكر أن عدد شهداء الضفة الغربية بلغ 314 شهيدًا، بينهم 80 طفلًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضح التقرير أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الخميس، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على 3961 فلسطينيًّا، بينهم 593 طفلًا على الأقل وأصابتهم بجروح مختلفة، كما أصيب 91 آخرين بأيدي المستوطنين.

وحسب نادي الأسير الفلسطيني بلغت الاعتقالات بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى الجمعة أكثر من 5660، تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجزوا رهائن.