بعد اختفائه لمدة طويلة عن الأنظار، ظهر زعيم جماعة الحوثيين في اليمن «عبد الملك بدر الدين الحوثي»، الاثنين، على قناة المسيرة التابعة له بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد في العاصمة صنعاء، تحت شعار «الشهيد يوحد الوطن».
وخاطب الحوثي، السعودية وحلفاءها، لا سيما حزب «الإصلاح» (التابع لجماعة الإخوان المسلمين) الذي يقاتل في صفوف التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالقول إنهم خاسرون في خدمتهم للسياسة الأمريكية، معتبرا أن خيار اليمنيين هو الاستمرار في المواجهة ما دام العدوان مستمرا.
واعتبر أن «بعض من يقاتل من حزب الإصلاح جنباً إلى جنب مع بلاك ووتر وعن يمينه أمريكي وعلى يساره إسرائيلي في موقف تدعمه إسرائيل، ليس شهيداً كما يزعمون، لأن الشهيد هو الذي يقتل في موقع الحق وليس في موقع الظالم والمعتدي».
وجدد «الحوثي» التأكيد على أن النظام السعودي الذي وصفه بـ«الجائر» جعل من نفسه «أداة بيد قوى الشر تحارب به المنطقة ومصالح شعوبنا»، مؤكدا الحاجة إلى ثقافة الشهادة، «لأنها التي تعتز بها الأمة وتصمد بها»، بحسب ما نقلت مواقع يمنية.
واعتبر أن محنة هذه الأمة ناتجة من «هيمنة قوى الشر وعلى رأسها أمريكا، وأن هذا الواقع هو نتاج قصور لسنوات طويلة، وهو ما جعل قوى الشر تعيث في الأرض فسادا».
وتابع «الحوثي» في السياق نفسه التشديد على «وجوب السعي إلى تكريس منهج التضحية القائم على الحياة بكرامة أوالشهادة بكرامة».
وحمل «الحوثي» مجلس الأمن كامل المسؤولية فيما يقع باليمن، ووصفه بـ«مجلس أمن أمريكا ومعها الدول الظالمة والمستكبرة»، قائلا: «لا شرعية للظلم أي قرارات أي مواقف أن يأتي مجلس الأمن والدول الكبرى، إنهم يشرعنون قتل الأطفال والنساء والعدوان على الشعوب وعلى الدول».
وتابع، أنهم «يبغون في الأرض بغير الحق، تضيع كل القوانين الإنسانية والدولية، ولا يبالون بالناس طالما أنهم يقتلون الناس، والخيار الأفضل هو الحرية والعزة والثبات والصمود حتى لو حظي الإنسان بهذا الشرف”، متسائلا: «هل هناك أسمى من هذا؟»، أي الشهادة.
وشدد عليهم: «ليس شيئا يمكن أن تخشوه، إذا استسلمت لأشرار قاتلين سيقتلونكم في نهاية المطاف».
ونبه إلى أن ما وصل إليه العدوان، يدل على «مدى الإفلاس الأخلاقي لدى قوى الظلم التي تستبيح حياة الإنسان، وأن الواقع الذي نعيشه تهندسه أمريكا وتنظيم داعش والقاعدة والنظام السعودي أدوات لها».
وزعم «الحوثي» أن السعودية وتنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة» كلها «أدوات قذرة تخدم أمريكا وإسرائيل»، موضحا أن «مهندس هذه الحروب وهذه المشاكل في المنطقة هو أمريكا، الشيطان الأكبر».
وفي ختام خطابه، توجه الحوثي إلى الشعب اليمني بالقول إن الخيار الوطني والديني هو الثبات والمواجهة، ما دام العدوان مستمراً، و«ما علينا إلا الصمود والثبات والاستعانة بالله والحذر من التقصير والتفريط، إضافةً إلى السعي في مواجهة مؤامرات الأعداء».
