قطر والإخوان ... الدوحة تراوغ ضغوط الخليج دون أن تتراجع

الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 02:09 ص

لا يعتقد أن قطر أرغمت مذعنة على اتخاذ قرار الطلب من عدد من قيادات «الإخوان المسلمين» المصريين مغادرة أراضيها خلال فترة أسبوع، إذ أن هذا يعني أحد أمرين، أحدهما الاستمرار في طريق تقديم التنازلات ككرة ثلج لن تتوقف حتى تأخذ كل شئ وأولها الاستقلالية التي كافحت قطر سنوات من أجل الوصول إليها.

أما الأمر الآخر فهو وصول قطر بعد سنة من وجود قادة «الإخوان» بعد «الانقلاب» في مصر إلى قناعة بخطر «الإخوان المسلمين» عليها وضرورة التخلص منهم قبل أن يشكلوا عبئا عليها، ولا يعتقد أبرز المناوئين لقطر أنها وصلت لهذا الإدراك أو هذه القناعة.

صحيح أن هناك ضغوطا على قطر ليست بسيطة وهذه الضغوط ذات ثلاث شعب أولها خليجي وثانيها «إسرائيلي» وثالثها أمريكي، مدفوع بضغوط من الأول والثاني، ويبدو أن قطر قرأت الموقف جيدا وقدرت أنها ينبغي أن تقدم شيئا يمنع استمرار الضغوط عليها أو تزايدها.

ربما قد ترضي هذه الخطوة غرور بعض الأطراف في مصر والسعودية والإمارات، مؤقتا، وربما حتى انتهاء زوبعة الحرب على «الدولة الإسلامية»، وانتهاء الأزمات في اليمن وسوريا والعراق، لكن هذه الأطراف التي أخذت على عاتقها «تأديب قطر» لن تكتفي بذلك، وستطلب المزيد وعندها ستتضح حقيقة الموقف القطري أكثر وأكثر.

يعتقد أن قطر درست الموقف بعناية ويبدو أيضا أنها تواصلت مع الأفراد المتوقع خروجهم أو الذين خرجوا فعليا من قطر وأقنعتهم بالضغوط الواقعة عليها، ويؤكد هذا عدم خروج تصريحات من جماعة «الإخوان المسلمين» تدين هذه الخطوة أو تهاجم قطر كدولة أو قيادة بل يبدو من الجميع أنه تفهم مسببات هذه الخطوة وخاصة أن قطر تعرضت لمقاطعة دبلوماسية من 3 دول خليجية لأسباب يعتقد أن لها علاقة مباشرة بملف «الإخوان» في مصر تحديدا.

تأتي هذه الخطوة في ظل أجواء التحالف ضد «الدولة الإسلامية» المختلفة مع الجميع، وهنا لا يفوتنا أن نذكر أنه من الأمور النادرة التي جمعت «إسرائيل» وإيران وتركيا ومصر والسعودية وقطر وحتى نظام «الأسد» هي الحرب على «الدولة الإسلامية»، لذا فإن كل الأطراف تحاول التركيز على مكاسبها من هذا الملف على حساب تأجيل أو حل بعض الأزمات العالقة هنا وهناك من أجل تحقيق أكبر مصلحة خاصة أن ملف «الدولة الإسلامية» مرتبط بتغيير جوهري في المنطقة.

لا يفوتنا أيضا أن نذكر أن القرار لن يضير جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية كثيرا كما أنه لن يفيد «الانقلاب» في مصر كثيرا سوى «الطنطنة» الإعلامية أنهم استطاعوا أن يزحزحوا الموقف القطري، غير أن تطور الأمور برعاية سعودية وصولا إلى قمة مصرية قطرية قد يعد انجازا لسلطات «الانقلاب» في توسيع شرعيتها .

ومن الأمور التي سبقت هذه الخطوة كثافة الكتابات والمنشورات في المواقع الأمريكية ومراكز الأبحاث والصحف حول قطر ووصل الأمر إلى الحديث عن دعم قطر لتنظيم «الدولة الإسلامية» وبدا الأمر ضمن هجمة ممنهجة بالتأكيد كان لها تأثير على ضغوط الإدارة الأمريكية على قطر.

وقد اتخذت «الدوحة» هذا القرار فيما يبدو كانحناءة إرادية أمام التيار أو الموجة للخروج مرة أخرى، لكن الأمر أيضا لا يأتي في سياق البساطة الشديدة إذ أن «أول الرقص حجلان» كما يقول المثل الشعبي وينبغي الانتباه لتبعات ومتواليات هذا القرار.

ويميل الرأي نحو أن علاقة قطر بـ«الإخوان» جيدة وهي إن فعلت ذلك فهو تكتيك وأن قطر قدمت للإخوان ملجأ لمدة عام بعد «الانقلاب»، وواجهت مشكلات مع جوارها، ووقفت مواقف أخلاقية من قضايا المنطقة وثوراتها غير أن خطواتها مرشحة للتراجع في دعم الإخوان ما لم تحدث تغيرات جوهرية على الأرض، في مصر تحديدا، فعالم السياسة يحترم الأقوياء، ومن الممكن أن يمارس الفاعلون السياسة الأخلاقية ردحا من الزمن غير أنه لا يمكن تجاوز كل شئ خاصة موازين القوى بهذا فحسب في عالم الغاب الحقيقي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الإخوان المسلمين مصر السعودية

تركيا ترحب باستقبال قيادات «الإخوان المسلمين»

وزير الخارجية القطري: لن نمارس ضغوطا على «الجزيرة» ولم نطلب من قيادات الإخوان مغادرة البلاد

قطر تطلب من بعض قيادات الإخوان المغادرة .. والجماعة تؤكد: نتفهم "الظروف" ونثمن دور قطر

مسؤول كويتي: عودة السفراء إلى الدوحة في القريب العاجل

ضغوط سعودية لمصالحة مصرية ــ إخوانية