وقائع مروعة.. موظف يروي جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال محاصرة مستشفى الأمل بغزة

السبت 10 فبراير 2024 12:42 م

يورد موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي شهادة عامل إغاثة فلسطيني للحصار المروع الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أحد أبرز مستشفيات خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وهو مستشفى الأمل، الذي قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال اقتحمه، الجمعة 9 فبراير/شباط الجاري.

وفرض جيش الاحتلال حصارا على مستشفى الأمل لأكثر من أسبوعين، مما أدى إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المستشفى وتعميق الأزمة الإنسانية الصعبة بالفعل.

وتحدث "ذا إنترسبت" مع سليم أبو راس، منسق الإغاثة في قسم إدارة المخاطر والكوارث في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي كان محاصرا داخل مجمع مستشفى الأمل منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي.

كابوس لا ينتهي

وقال أبوراس إن "الحصار الذي نعانيه داخل المستشفى يبدو وكأنه كابوس لا ينتهي، ورغم وجود جرحى ومتوفين خارج المستشفى، إلا أننا مشلولون وغير قادرين على مساعدتهم، حيث يستهدف قناصة الاحتلال والطائرات الإسرائيلية كل من يخرج من مبنى المستشفى".

وقد تدهورت قدرة المستشفى على رعاية المرضى وسط الحصار ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، وهو وضع أصبح أكثر خطورة بسبب نقص مياه الشرب والغذاء.

وقال أبوراس، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي انضم إلى الهلال الأحمر كمتطوع في عام 2011: "نواجه تحديات هائلة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الكافية للجرحى، تعرقلها القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الإمدادات الطبية إلى المستشفى".

وبالنسبة لأولئك الموجودين داخل المستشفى، تم قطع الاتصالات مع العالم الخارجي إلى حد كبير.

نيران القناصة

وللاتصال بالإنترنت باستخدام SIM CARD ، يجب على أبوراس الصعود إلى سطح المستشفى والمخاطرة بالتعرض إلى نيران القناصة.

وقال: "كان انقطاع الاتصالات مصدرًا آخر للرعب، وكل شخص محاصر في المستشفى لا يعرف شيئًا عن عائلته وأحبائه خارج المستشفى. كل ما نعرفه هو أن القصف الإسرائيلي مستمر في جميع أنحاء قطاع غزة".

وأضاف أن الحرب الحالية لا تشبه أي شيء رآه في غزة.

وتابع: "على الرغم من أنني عشت ستة اعتداءات إسرائيلية والعديد من التصعيدات، إلا أن طبيعة الإصابات التي شاهدناها خلال هذا الإبادة الإسرائيلية لقطاع غزة غير مسبوقة، لدرجة أن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة بسبب تدهورها".

وفي بعض الأحيان أصدر الجنود الإسرائيليون إعلانات عبر مكبرات الصوت ليطلبوا من الناس البقاء داخل المستشفى.

قنص المدنيين بدم بارد

وقال أبوراس إنهم استهدفوا أيضًا المدنيين في محيط المستشفى.

ففي 28 يناير/كانون الثاني، أطلق قناص النار على رجل يبلغ من العمر 40 عاماً يُدعى عمر أبو حطب فقتله، ثم أطلق النار على رجل يبلغ من العمر 21 عاماً حاول إنقاذه، ويُدعى أحمد محارب. وتم دفن الاثنين في المستشفى.

وأوضح أبوراس: "لقد قتل الاحتلال هذين الشخصين، وهما مدنيان، بدم بارد".

اليوم الأكثر عنفا

وقال إن يوم 30 يناير/كانون الثاني كان الأكثر عنفاً خلال الحصار، فالقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي لم يتوقف أبداً، مما ألحق أضراراً بمستشفى الأمل، حيث تطايرت النوافذ والشظايا والحطام داخل المستشفى نتيجة القصف".

ويتذكر أبو راس أنه في ذلك المساء، اقتحم الجنود الإسرائيليون أرض المستشفى، وأشعلوا النيران في منطقة مليئة بالخيام وأمروا النازحين المتجمعين هناك بالمغادرة.

ومضى بالقول: "لقد أمرهم الاحتلال بإخلاء الحديقة، لكن لم يكن هناك مكان يذهبون إليه، حيث تم استهداف كل مكان في غزة".

قتل "هداية"

وفي 2 فبراير/شباط الجاري، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هداية حمد، وهي موظفة الهلال الأحمر البالغة من العمر 42 عاما، والتي دُفنت هي الأخرى في أرض المستشفى.

وقال أبوراس إن هداية كانت أحد العاملين الثلاثة في الهلال الأحمر الذين قتلوا في مستشفى الأمل، والحادي عشر الذي قُتل منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

والخميس الماضي، أفاد الهلال الأحمر بمقتل عضو آخر في فريقه، ليصل عدد القتلى إلى 12.

وقال أبوراس إن مقتل هداية "حطم قلوبنا، كان لها حضور ملائكي، تساعد الجميع وتعمل جاهدة لضمان حصول طواقم العمل على نصيبها من الإمدادات الغذائية الضئيلة. بالنسبة لنا، كانت بمثابة الأم الحاضنة".

ومع دخول الحصار أسبوعه الثالث، قال أبوراس إن المستشفى معرض لخطر نفاد الوقود الذي يزود المولدات الاحتياطية وإمدادات الأكسجين بالطاقة.

وقال: "الأربعاء الماضي، توفيت امرأة مسنة بسبب نقص الأكسجين".

وتشمل التحديات الأخرى خطر الإصابة بالعدوى بسبب الاكتظاظ ونقص الإمدادات، وندرة الغذاء والحليب للأطفال.

وتم إجلاء بعض الطواقم الطبية إلى جانب آلاف النازحين الذين غادروا المستشفى في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما أدى إلى ترك عدد أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية لرعاية الجرحى.

المصدر | ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاحتلال الإسرائيلي غزة خان يونس مستشفى الأمل

غزة.. الاحتلال يرتكب 16 مجزرة في 24 ساعة وحصيلة العدوان تتجاوز 28 ألف شهيد

استشهاد 3 مرضى إثر منع إسرائيل دخول الأكسجين لمستشفى في غزة

خان يونس.. مجمع ناصر الطبي يخرج عن الخدمة والاحتلال يقصف مستشفى الأمل