أمريكا متواطئة في تدمير غزة.. فهل تمنع اجتياح إسرائيل لرفح؟

الأربعاء 14 فبراير 2024 10:10 ص

قال ميشال حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة عبر دعمها الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أنها الوحيدة القادرة على منع الجيش الإسرائيلي من اجتياح رفح آخر مدينة في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر.

حنا أردف، في مقال بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد" أن "الحرب وصلت إلى منعطفها الأكثر أهمية منذ انداعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وأوضح أنه "في تلك الأيام الأولى، انتشرت المخاوف من قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزة؛ مما هدد باندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. ومع تهديد إسرائيل الآن بالتحرك نحو رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان القطاع المحاصرين، أصبح هذا السيناريو حقيقيا مرة أخرى".

واعتبر أن "الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على منع اجتياح رفح. وللقيام بذلك، يتعين عليها ممارسة درجة من الضغط كانت مترددة في تطبيقها حتى الآن".

أسوأ الأزمات الإنسانية

و"كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على رفح، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط حركة حماس لوقف إطلاق النار، وأعلن عزمه إخلاء المدنيين من رفح وإرسال قوات برية"، كما تابع حنا.

وأضاف أنه "يظل من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مصممة على الانتقال إلى رفح أم أنها تحاول ببساطة إجبار حماس على تقديم تنازلات. وحتى لو كان الخيار الأخير، فقد تعتبر إسرائيل أن الهجوم البري أمر لا مفر منه في حالة فشل الجهود للتفاوض على هدنة".

وحذر من أن "رفح تعتبر مركزا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن (يوجد بها 1.4 مليون فلسطيني بينهم 1.3 مليون نازح)، ومن شأن توسيع العملية العسكرية في المدينة أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير".

حنا شدد على أنه "لا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس، ففي الجنوب، ترفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، خوفا من العبء والمخاطرة بأمنها وحتى لا تمهد الطريق أمام "نكبة ثانية".

واستطرد: "وإلى الشمال من رفح، استولت إسرائيل على مدينة خان يونس، تاركة شريطا ساحليا مفتوحا قد يسمح بالمرور شمالا، لكن أولئك الذين لديهم القدرة والوسائل اللازمة للنزوح مرة أخرى سيجدون أن بقية القطاع غير صالح للسكن".

مزيد من الكوارث

وقال حنا إنه "لن يتم استئصال حماس، خلافا لما أعلنته إسرائيل مع بداية الحرب. وحتى الهدف الأكثر تواضعا، المتمثل في تدمير قدرتها العسكرية، يبدو بعيد المنال، وفقا لتقييمات المخابرات الأمريكية".

وتابع: "هناك الكثير على المحك في رفح. ورغم أنها تجنبت حتى الآن حربا إقليمية شاملة، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة في تصعيد الأعمال العدائية مع "محور المقاومة" في العراق وسوريا والأردن واليمن".

وزاد بأنه "رغم أن إسرائيل وحزب الله اللبناني القوي تمكنا من تجنب التصعيد الكارثي على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، إلا أن التوازن هش مع انخراط الجانبين في أعمال عدائية عبر الحدود".

و"في حين تبدو إيران وحلفائها مترددين في التصعيد أكثر، فإن الحملة الدموية في رفح، وخاصة إذا تم دفع سكان غزة إلى مصر، يمكن أن تغير حساباتهم، وكلما طال أمد الأعمال العدائية الإقليمية، زاد خطر التصعيد من خلال الحسابات الخاطئة"، كما أضاف حنا.

واعتبر أنه "من شأن التحرك الإسرائيلي نحو رفح أن يقوض مصداقية إدارة بايدن. وبينما نصح البيت الأبيض القادة الإسرائيليين بعدم القيام بغزو بري لرفح، فقد ضغط على إسرائيل سرا بشأن قضايا، مثل الحد من الأضرار بحق المدنيين وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، ولكنه فشل".

وشدد على أن "الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة والمحادثات الغاضبة المسربة. الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة وإفقار جزء كبير من القطاع، لكن حتى في هذه المرحلة المتأخرة، توجد خيارات يجب اتخاذها وتجنب المزيد من الكوارث".

المصدر | ميشال حنا/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة رفح إسرائيل أمريكا اجتياح حماس مصر

الأمم المتحدة: لجنة مستقلة تبدأ الأربعاء مراجعة أنشطة الأونروا

إيكونوميست: انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول اجتياح رفح

مدير الاستخبارات الأمريكية يصل إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة

إسرائيل تمنع المساعدات الغذائية الأمريكية عن غزة وتشعل معركة مع بايدن

النيابة تستدعي رئيسة تحرير "مدى مصر" بعد تقرير "بيزنس" معبر رفح