وكان الرئيس التونسي السابق «محمد المنصف المرزوقي»، أكد في يناير/كانون الثاني الماضي، أن الثورات المضادة بالوطن العربي المناهضة لحرية الشعوب «تم التخطيط والتدبير لها في إسرائيل ومولتها الإمارات».
وقال «المرزوقي» إن «الثورات المضادة التي قامت بعقل وتفكير إسرائيلي ومال إماراتي وتنفيذ محلي، كان لديها غرفة عمليات موازية لغرف عمليات الثورات، وحرفت الثورات عبر المال والإعلام الفاسد، الذي نفذ أجندة الثورات المضادة». (طالع المزيد)
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف موقع «ميدل إيست آي»، البريطاني، أن الإمارات تسعى لإنهاء التجربة الديمقراطية الوليدة في تونس والعودة بالبلاد إلى الحكم الاستبدادي الذي كانت عليه خلال ولاية المخلوع «زين العابدين بن علي».
ونقل الموقع عن مصدر تونسي رفيع المستوى، رفض ذكر اسمه، قوله إن تلك النوايا تم الكشف عنها خلال تفاصيل اجتماع دار بين قادة عسكريين من الإمارات والجزائر، على هامش معرض الطائرات بدبي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويأتي هذا الكشف بعد أن نشر الموقع ذاته، أن مسؤولين إماراتيين هددوا بزعزعة استقرار تونس بسبب رفض الرئيس التونسي «الباجي قايد السبسي» طلبا إماراتيا بقمع حركة «النهضة» الإسلامية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
ووفق المصدر، فإنه خلال اللقاء الذي جمع بين رئيس الأركان الإماراتي اللواء الركن «حمد محمد ثاني الروميثي»، مع نظيره الجزائري اللواء الركن «أحمد قايد صلاح»، قال «الرميثي»: «ستنتهي تجربة أوباما بشكل دائم في وقت قريب في تونس وستعود البلاد إلى ما كانت عليه في السابق».
وشرح الموقع المقصود بـ«تجربة أوباما»، بأنها يشار بها إلى الدعم الأمريكي المستمر لتونس خلال التحول الديمقراطي منذ عام 2011 التي أطاحت بالديكتاتور «زين العابدين بن على»، وفق الموقع.
وتابع الموقع، أن خطة أبوظبي لتقويض عملية الانتقال الديمقراطي في تونس عارضتها واشنطن باعتبار ما حدث في الأخيرة قصة النجاح الوحيدة من مخرجات الربيع العربي، منوها إلى أن تونس تعتبر حليف رئيسي لواشنطن من خارج الناتو.
ووفق الموقع أبلغ «الرميثي» نظيره الجزائري خطة أبوظبي لـ«زعزعة استقرار تونس»، معتبرا أن الإمارات والجزائر لديها مصلحة مشتركة في إدارة التغيرات السياسية في تونس.
وأكد الموقع أن المسؤول العسكري الإماراتي عارض الخطة الإماراتية قائلا: «تونس خط أحمر وسوف نعتبر زعزعة الاستقرار تهديدا للأمن الوطني الجزائري»، مشيرا إلى أنه تم تمرير خطة أبوظبي للنظام التونسي.
وكان مصدر تونسي رفيع المستوى قال للموقع ذاته في وقت سابق، إن الإمارات العربية المتحدة هددت بزعزعة استقرار تونس بسبب مخاوفها من أن قيادة البلاد لا تخدم مصالح أبوظبي بالشكل المطلوب. (طالع المزيد)
ونقل الموقع تحذير مسؤولين جزائريين نظراءهم التونسيين في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من خطة إماراتية للتدخل في شؤون بلادهم، وفقا للمصدر، الذي يرأس أحد الأحزاب السياسية التونسية.
كشفت مصادر مطلعة أن الإمارات تضغط على الرئيس التونسي «الباجي قايد السبسي»، لإنهاء التحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية.
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الخليج الجديد»، أن «الإمارات بدأت مؤخرا إيقاف تجديد إقامات التونسيين المتواجدين لديها، مما تسبب في بدء مغادرتهم للبلاد، كما أصبحت إحراءات الحصول على تأشيرك للإمارات شديدة التعنت حتى لحضور فعاليات أكاديمية.
وأضافت المصادر أن «أبوظبي تصعد من ضغوطها على الرئاسة التونسية لإنهاء الاتفاق السياسي بينها وبين حركة النهضة، وتراهن على التحديات الاقتصادية وحاجة البلاد لاستثمارات وخلق فرص عمل».