‏«السيسي» في السعودية.. عين على التعاون العسكري والأخرى على المساعدات

الأربعاء 9 مارس 2016 05:03 ص

رغم تأكيداته المتكرره على عدم مشاركة مصر في التحالف العسكري السعودي بسوريا، وصل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، إلى السعودية اليوم الأربعاء، لحضور العرض الختامي لمناورات «رعد الشمال»، والتي يشارك فيها عدد من الجيوش العربية بحفر الباطن في المنطقة الشمالية من المملكة.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، كان في استقبال «السيسي» بمطار قاعدة الملك سعود بالقطاع الشرقي الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن «عبدالرحمن البنيان وعدد من المسئولين».

وقال بيان للرئاسة المصرية، نشرته وكالة الأنباء المصرية الرسمية، في وقت سابق اليوم، إن «المناورات شهدت تدريبات مكثفة على مواجهة التهديدات المحتملة سواء في إطار الحرب النظامية أو غير النظامية، والتدريب على التعاون الوثيق بين مختلف عناصر القوات المسلحة من الدول العربية المشاركة لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورات».

وأضاف البيان أن «الرئيس المصري حرص على مشاركة مصر في مناورات رعد الشمال في إطار دورها القومي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية إقليمياً ودولياً، والتزاماً بتعزيز روح التعاون الإيجابية البناءة بين الدول العربية، وهو الأمر الذي يؤكد حرص مصر على توطيد العلاقات العربية ودفعها قدماً في شتى المجالات».

وأكد البيان أن «هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها دول المنطقة العربية تستلزم تحقيق وحدة الصف والتضامن العربي».

زيارة «السيسي» للسعودية، تأتي بعد بضعة أيام من تأكيده عدم مشاركة مصر عسكريا في أي تحالف تقوده السعودية في سوريا، وهو ما يعبر عن استمرار الموقف المصري المقاطع للمشاركة العسكرية في سوريا سواء مع السعودية أو روسيا، لضمان عدم خسارة دعم أي من الدولتين مع اكتفائه بتقديم الدعم الاستخباراتي واﻻستراتيجي للطرفين.

وعمد «السيسي» منذ دخول روسيا خط المعارك في سوريا إلى الفصل بين مشاركة مصر في المعارك باليمن، ومساعدتها السعودية في عملية عاصفة الحزم، وبين مسار اﻷزمة السورية.

ويؤكد «السيسي» دائماً أن الجيش المصري مستعد للدخول في أي حرب دفاعاً عن الدول العربية، وبصفة خاصة دول الخليج الثلاث التي دعمت مصر أكثر من غيرها بعد الإطاحة بحكم جماعة «اﻹخوان المسلمين» وهي السعودية واﻹمارات والكويت.

ويرى «السيسي» أن الدعم العسكري الذي يقدمه بقواته المسلحة، هو أكبر ضامن ﻻستمرار المساعدات والدعم اﻻقتصادي وجذب اﻻستثمارات الخليجية لمصر.

وكان «عبد الفتاح السيسي»، أعلن رفض بلاده للتدخل العسكري ضد نظام «بشار الأسد»؛ ما يعدّ إعلاناً صريحاً مخالفاً لتوجّهات السعودية في سوريا رغم الدعم المالي والسياسي السخي الذي تلقاه منها.

وشدد «السيسي»، على «موقف مصر الثابت الداعي إلى الحل السلمي للنزاع، والحفاظ على سلامة الأراضي السورية، والتحذير من انهيار مؤسسات الدولة».

وقال، إن «إعادة بناء سوريا ستتطلب مئات المليارات من الدولارات، وعلى غرار ليبيا، لا يمكن ترك المجموعات الإرهابية تتوسّع، لما يمثله ذلك من تهديد لكل المنطقة».

وأضاف: «لقد أهملنا الأزمة (السورية) لفترة طويلة، والآن تعقَّد الوضع بشدة»، معتبرا أنه «لو كنّا قد أوجدنا حلاً منذ عامين لم نكن لنصل إلى الوضع الحالي».

وجاءت تصريحات «السيسي» بعد أيام من إعلان الرياض عن زيارة مرتقبة للملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى القاهرة في 4 أبريل/نيسان المقبل.

وفي الوقت الراهن، يوجد تباعد حاد بين مصر والسعودية في المواقف الخارجية إزاء الوضع في سوريا واليمن، رغم الدعم المالي السخي والسياسي الكبير التي قدمته المملكة للحكومات المصرية في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في مصر.

ومؤخرا كشف وزير الخارجية المصري السابق «نبيل فهمي» أن مصر رفضت طلبا من المملكة لإرسال قوات برية إلى اليمن من أجل مساندة الحملة العسكرية، التي تقودها السعودية، على ميلشيات جماعة «الحوثي»، فيما أكد «سامح شكري» أن بلاده تري أن «الحلول السياسية هي الأمثل» في سوريا في رده خلال سؤال خلال مؤتمر صحفي بشأن ما إذا كانت القاهرة توافق على التوجه السعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا.

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية سوريا السيسي رعد الشمال العلاقات السعودية المصرية

«السيسي» يدير ظهره للسعودية علنا ويرفض أيّ تدخّل عسكري ضد «الأسد»

وزير خارجية مصر السابق: القاهرة رفضت طلب الرياض بإرسال قوات برية إلى اليمن

مستشار «محمد بن زايد»: موقف وزير الخارجية المصري من سوريا «متخاذل جدا»

«شكري» لـ«الجبير»: مصير السعودية ومصر مشترك

السعودية ومصر.. مصالح مشتركة وسياسات رمادية

«السيسي في قلوب السعوديين» وسم تحول لسخرية وهجوم على الرئيس المصري