الإعلام الخليجي وخلق رأي عام داعم لحرب اليمن.. نجاح محلي وإخفاق عربي

الأحد 13 مارس 2016 09:03 ص

رأى محلل سياسي أردني أن الإعلام الخليجي نجح على المستوى المحلي في خلق رأي عام مساند للتدخل العسكري العربي، بقيادة السعودية، في اليمن، لكنه أخفق في هذا الأمر على المستوى العربي ككل.

وقال «سليمان نمر»، رئيس «الملتقى الخليجي للدراسات والتحليل السياسي»، في مقال نشرته صحيفة «القدس العربي» اللندنية، اليوم الأحد: «الملاحظ أن الإعلام الخليجي أكثر نجاحا في مخاطبة الرأي العام الداخلي الخليجي».

وأضاف مستدركا: «لكن على الصعيد العربي، فإن الخطاب الإعلامي الخليجي غير قادر على تحقيق نجاحات تجعل الرأي العام العربي يؤيد الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، رغم أنه في الأشهر الأولى للحرب كانت هناك غالبية في الرأي العام العربي تؤيد هذه الحرب على أساس أنها ضد تمدد النفوذ الإيراني إلى اليمن».

وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي الأردني أن الإعلام الموالي لإيران ولحزب الله، والذي اتخذ من لبنان قاعدة له، «استطاع أن يحقق اختراقات إعلامية على حساب الإعلام السعودي والخليجي، في العديد من ساحات الرأي العام العربي، ليس في لبنان فقط، لكن أيضا في مصر والأردن والمغرب العربي، بل وفي الإعلام العربي ووسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالعربية في الخارج».

ومفسرا إخفاق الإعلام الخليجي السعودي بشأن خلق رأي عام داعم للتحالف العربي في اليمن، رأى «نمر» أن ذلك يعود لأمرين؛ الأول هو أن الأدوات الإعلامية الخليجية «لم تنجح في إقناع الرأي العام العربي بالخطاب السياسي الخليجي بشأن الحرب في اليمن؛ لأن الرأي العام العربي يرى أن ما يقوم به الإعلام الخليجي وقنواته التلفزيونية الفضائية هو عملية (شحن) وليس (إقناعا)، ويبدو أن المطلوب هو(تجييش) المواطن العربي، وليس اقناعه بأن ما يجري في اليمن هو درء للخطر الإيراني عن المنطقة».

ولفت إلى أن الإعلام الخليجي «يملك كفاءات إعلامية عربية، لكن يبدو أن قياداته الخليجية تعتقد أن المعركة الإعلامية المواكبة للعسكرية والسياسية هي معركة (تجييش) وتعبئة عامة».

والأمر الثاني، حسب المحلل السياسي الأردني، هو أن «المسؤولين عن الإعلام الخليجي يرون أن أدواتهم لوحدها قادرة على قيادة وخوض المعركة إعلاميا؛ لذلك أسرفوا في تمويلها والإغداق المالي عليها، وأوقفوا ما كانوا يقدمونه من مساعدات مالية، وهي قليلة، لبعض الإعلام العربي الحليف لهم على أساس أن لديهم أدواتهم الإعلامية، وليسوا بحاجة إلى الآخرين وأدواتهم، معتقدين أن الآخرين كانوا يبتزونهم أو سيبتزونهم ليقفوا معهم».

وأشار إلى أنه في المقابل نرى أن الطرف الآخر (إيران وحزب الله) الذي اتخذ من لبنان مركزا لإدارة عملياته الإعلامية في العالم العربي، «عمل على إنشاء قنوات فضائية وصحف ومواقع إخبارية الكترونية تابعة له مباشرة وغير مباشرة، وهذه تخاطب الرأي العام العربي بلغات مختلفة؛ فللرأي العام الشيعي في لبنان والعراق لغة تعبوية فيها تجييش وحشد، في حين أن الأدوات الإعلامية التي تساعدها ماليا وتمولها فإن الخطاب الإعلامي يعتمد على (الإقناع) وعلى إظهار الطرف الآخر بأنه معاد للمشروع الوطني والقومي».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

اليمن الإعلام الخليجي الإعلام السعودي إيران حزب الله

وزراء إعلام الخليج: لا تعامل مع القنوات المحسوبة على «حزب الله»

‏«التعاون الخليجي» يبحث آلية إعلامية لمواجهة «⁧‫التطرف» والطائفية ضد الإسلام

بعد «حكاية حسن».. نشطاء ودعاة سعوديون لـ«العربية»: إعلامنا يخدم أعداءنا

وزراء إعلام «التعاون الخليجي» يعقدون اجتماعهم الاستثنائي الثالث بالرياض

وزير الإعلام السعودي: الوزارة تحارب التطرف ووسائلنا هي الأكثر حضورا