أثار انتقاد عضوة مجلس الشورى »نورة العدوان» لمذيعات التليفزيون السعودي ووصفهن بالتبرج واستخدام »الماكياج الصارخ» موجة غضب بين المذيعات السعوديات، ووصفت بعضهن هذا النقد بأنه يسيء للوطن، موجهات إليها أن النقد لا يقبلنه إلا ممن يكون كاملا، وأن مثل هذا لا يكون إلا لعرقلة العمل الذي تقوم به الفتاة السعودية لخدمة وطنها.
من جانبها قالت المذيعة »عفاف المحسن» إن من ينتقد الإعلام السعودي لا يريد إلا تشويه الوطن بكامله في شتى مجالاته ومهامه أيضا، ويريد عرقلة كل ما تقدمه الفتاة السعودية؛ مشيرة إلى أن صور التبرج في المجتمع كثيرة، مستنكرة اختزاله على الأزياء والماكياج، وأنه من باب أولى ألا تخرج الفتاة على الشاشة لأنها كلها عورة، واصفة هذا التفكير بالرجعي.
وأوضحت »المحسن» أن المذيعات السعوديات لسن الوحيدات في العالم اللاتي يقدمن برامج بزينتهن البسيطة والمتواضعة - كماتراها -؛ لافتة إلى أن المظهر مهم لتلقي المشاهد وأن المذيعات لسن في جنازة أو زيارة مقابر كي تتجردن من الزينة بشكل نهائي.
وأضافت أن جميع المذيعات السعوديات يتحلين بقيم وسلوك وفنون للتعامل راقية جدا، ويجب ألا يساق الحكم على المظاهر؛ مشيرة إلى أن المظاهر تمثل طبيعة الأنثى التي تحب أن يراها من حولها في أناقة على حد قولها.
كما أكدت أنها على أن وجود الزينة أمر مهم إلا أنه يجب ألا تكون صارخة وأن تتسم بالبساطة. قائلة: «نحن مع الأسف نعيش في مجتمع متناقض في التفكير؛ فغالبية الناس الآن ترتدي العباءات الملونة والمزكرشة والمخصرة، فما هو الفرق بين الفستان والعباءة؟! فهذا التناقض هو راجع لنقص في النفس ليس إلا فليس هناك فرق بين عباءاتكن وبين جلابياتنا، وأنا بالنسبة لي فأرتدي الجلابية الخليجية، يعني مثلها مثل العباءة التي لا تفصل تقاسيم الجسم، فلماذا نعول ونركز على المذيعة فقط؟»!.
وشددت «المحسن» على أن من انتقدت المذيعات هي عضوة في مجلس الشورى، متمنية أن تعرف «العدوان» أن صوتها حراما وعورة ووجودها مع أعضاء يعتبر تبرجا، متسائلة كيف تنتقد هذه العضوة المذيعات، مؤكدة أنهن –المذيعات- يقبلن النقد فقط ممن يكون كاملا، موضحة أنه يجب ألا تتحول المرأة إلى كابوسا حتى نعيش كبقية العالم، مشيرة إلى أن وجود المرأة في مجلس الشورى يفترض أن يضيف أشياء جميلة ينتظرها وطننا، وليس أن تسعى إلى أمور تعرقل مسيرة التقدم واللحاق بالركب، على حد تعبيرها، لافتة إلى أن العضوة لو ركزت على هذا المجال فعليها من باب أولى أن تتخلى عن عضويتها في مجلس الشورى، مؤكدة أنه ليس لديها مانع إذا فرض عليهن لبس العباءة.
من جانب آخر استنكرت المذيعة «أفراح جعفر» ما قالته «العدوان»، مشددة أن لبس المذيعات السعوديات محتشم جدا، مضيفة أن التليفزيون السعودي يمثل وطنا ودولة إسلامية، والمذيعات لم يتخطين الحدود بشكل صارخ.
وذكرت المذيعة «عرفات الماجد» أن هذه وجهة نظر العضوة وأنها محل احترام، مبينة أنهن مع مطالبتها بوضع ضوابط، مشيرة إلى أن كل المذيعات محتشمات وملتزمات.
وأضافت «الماجد» أنها مع تحديد زي ثابت للمذيعات مثل «العباءة السعودية»؛ موضحة أن التباين أحيانا في نوع اللباس يثير الغيرة والمشكلات بين المذيعات.
كما أشارت إلى أنها تتفق مع «العدوان» في أن هناك مذيعات يبالغن في وضع الماكياج، إلا أن هناك مذيعات يضعن ماكياجا غير صارخ، وأن هذه ضروريات تفرضها الكاميرا والإضاءة، مشددة أنها ليست مع التعميم الذي تحدثت عنه عضوة الشورى فيما يخص السفور والتبرج؛ مؤكدة أن هذا الكلام ليس صحيحا؛ وأن المبالغة في كل شيء مرفوضة.
وقد أبدت وسائل الإعلام العالمية في جميع أنحاء العالم في وقت سابق اهتماما كبيرا بظهور مذيعة غير محجبة على قناة سعودية رسمية في مطلع أغسطس/آب الماضي، ووضعت بعض وسائل الإعلام تساؤلات عن أسباب استياء السعوديين من ظهور مذيعة غير محجبة، مشيرين إلى أن القنوات السعودية تقدم مسلسلات وبرامج متنوعة تظهر فيها نساء غير محجبات، إلا أن ظهور مذيعة بلا حجاب أثار موجة غضب ضد التلفزيون الرسمي.
وكان المتحدث الرسمي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، المهندس «صالح المغيليث»، قد أكد أن المذيعة التي ظهرت دون غطاء الرأس أثناء بث نشرة الأخبار على قناة «الإخبارية»، هي مراسلة كانت تنقل الخبر من داخل استوديو في بريطانيا، ولم تكن داخل استوديوهات المملكة، معربا عن رفضه لتخطِّي الثوابت وأنظمة الدولة، ومؤكدا على الحرص مستقبلا على عدم تكرار الأمر، وتلافي مثل هذا البث الذي قد يحدث اللبس لدى المشاهد.
