كيف يمكن أن يخسر حزب الله بسبب الاتفاق النووي الإيراني؟

الاثنين 21 مارس 2016 06:03 ص

ربما يكون قرار تحرير 100 مليار دولار من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي بعد الاتفاق مع القوى الكبرى هو أسوأ شيء حدث للمجموعة الإرهابية اللبنانية، حزب الله، منذ عدة سنوات.

بالطبع، فقد رحب حزب الله علنا بهذه الأنباء. تقدم إيران ما يقدر بنحو مائة إلى مائتي مليون دولار إلى الحزب في كل عام، والآن، ومع تخفيف العقوبات فإن النقد الإيراني ربما يجد طريقه إلى معاقل حزب الله في وادي البقاع حيث يمكن أن يتحول في صورة أسلحة جديدة أو برامج للتدريب أو غير ذلك من المساعدات.

ورغم ذلك فإن هذا التدفق النقدي المتوقع على حزب الله يأتي في توقيت يجتمع فيه خصوم إيران من دول الخليج العربية على معاقبة المجموعة بسبب دورها في إذكاء الحروب الطائفية في المنطقة. يقف حزب الله على خطوط الجبهة في سوريا، في حين أن جهوده في دعم الرئيس المحاصر، ووكيل إيران في سوريا، «بشار الأسد» لا تخفى على أحد. كما تتوارد التقارير عن مشاركته جنبا إلى جنب مع المتمردين الحوثيين في اليمن، وهم وكيل إيراني آخر يسعى إلى إسقاط الحكومة المدعومة من السنة.

بعد شجب الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها حزب الله في جميع أنحاء المنطقة على مدار سنوات، وفي وقت سابق من هذا الشهر، قرر مجلس التعاون الخليجي أخيرا فرض عقوبات على الحزب مصنفا إياه على أنه منظمة إرهابية، بجانب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجميد أصوله. جاء ذلك في أعقاب تدابير اتخذت في وقت سابق من قبل كل من المملكة العربية السعودية والبحرين. قامت الرياض أيضا بإيقاف 3 مليارات دولار من المساعدات إلى الحكومة اللبنانية التي ادعت أنه تم إفسادها من قبل حزب الله. في يوم الجمعة الماضي، أعلنت الجامعة العربية تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وهو تطور مذهل بالنظر إلى أن الحزب كان قد لقي إشادة كبيرة في جميع أنحاء الوطن العربي بعد إجباره (إسرائيل) على الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000 وبسبب صموده أمامها في الحرب التي استمرت شهرا خلال عام 2006.

وباعتراف الجميع، فلم تكن جميع الدول العربية على استعداد لجعل حزب الله مضربا للمثل. كان العراق ولبنان أقل حماسا لتصنيف المجموعة ضمن القائمة السوداء. إلا أن اجتماع جامعة الدول العربية جعل من الواضح أن معظم الدول العربية سوف تمضي في الطريق خلف دول مجلس التعاون الخليجي وسوف تحظر الحزب من أعمالها وقطاعاتها المصرفية.

يحظى حزب الله بنفس الشكل من المعاملة في الغرب. تم تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية، بشكل أو بآخر، من قبل كل من أستراليا، كندا، فرنسا، هولندا، نيوزيلندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي. وفي غضون ذلك، أصدر الكونغرس الأمريكي تشريعا لتعزيز جهود وزارة الخزانة لتعقب الأصول المالية للمنظمة في جميع أنحاء العالم من خلال السماح بعقوبات ثانوية ضد المؤسسات والهيئات التي يثبت تعاونها ماليا مع حزب الله.

وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لا يملك الكثير من القواسم المشتركة مع واشنطن هذه الأيام فإنه يبدو أنهم يتفهم جيدا حدود سياسات بلاده في العمل على الاستفادة من حزب الله. في وقت سابق من هذا الشهر، قام رجل روسيا القوي بإيقاف شحنة أسلحة من صواريخ «إس - 300 » المتطورة أرض جو إلى إيران، والتي يمكن أن تغير قواعد اللعبة فيما يتعلق باستهداف منشآت إيران النووية. قام «بوتين» بهذه الخطوة بعد أن أخبرته الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران قد مررت صواريه «إس إيه 22 » روسية الصنع إلى حزب الله.

مواقف (إسرائيل) من حزب الله لا تحتاج إلى مزيد توضيح أو بيان. على مر السنين، تبادل الجانبان ضربات قوية في حروب متعددة. ومما يثير انزعاج (إسرائيل) أنه في الحرب المقبلة، فإن الحزب قد يكون مجهزا بشكل أفضل وذلك بفضل تخفيف العقوبات على إيران. قام الجيش الإسرائيلي مؤخرا برفع تقديراته لعدد صواريخ حزب الله من 100 ألف إلى 150 ألفا.

تشير موجة من التفاصيل إلى أن (إسرائيل) تخطط إلى استغلال أي فرصة لتوجيه ضربة خاطفة إلى حزب الله في الصراع المقبل. كبار المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون ذلك، وقد جعلت التعزيزات التي من المرجح أن يتلقاها الحزب من إيران بعد توقيع الاتفاق النووي المجموعة التحدي العسكري الإسرائيلي الأكثر عجلة وفورية. تعترف (إسرائيل) أن حزب الله ليس مجرد منظمة إرهابية ولكنه قوى عسكرية بمعنى الكلمة، وهو أقوى من 90 في المائة من جيوش العالم حيث يمتلك أكثر من 40 ألف جندي إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي والقوات الخاصة وحتى الطائرات بدون طيار. وعلى الرغم من أن مثل هذه الأمور نادرا ما يتم ذكرها صراحة، فإن ضربة عسكرية إسرائيلية مفاجئة تهدف إلى حرمان الحزب من بعض من هذه المزايا ليست أمرا مستبعدا.

وحتى مع هبوب رياح الحرب مع (إسرائيل) فإن حزب الله لا يزال يحارب بإصرار في كل من سوريا واليمن. وتلك الحروب لا شك تلقي بظلالها عليه. وتشير تقارير من سوريا أن حزب الله قد نشر ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل في تلك الحرب وأنه قد فقد بالفعل حوالي 1300 منهم. مع تزايد عزلت الحزب وتورطه في حروب دموية، فإن المجموعة تواصل شن هجماتها الخطابية على السعوديين والإسرائيليين، كما تشجب ما تدعي أنها مؤامرة صهيونية وهابية. وفي واقع الأمر فإنه ليست هناك أي مؤامرة. لقد حصل حزب الله بالفعل هؤلاء الأعداء، وهم ملتزمون بمنعه من الحصول على فوائد مضاعفة من الاتفاق النووي مع إيران. ومن الواضح بشكل متزايد أنهم ليسوا وحدهم.

المصدر | فورين أفيرز

  كلمات مفتاحية

إيران حزب الله لبنان السعودية (إسرائيل) سوريا اليمن الاتفاق النووي نصر الله

(إسرائيل) تطلب من روسيا ضمان ألا يكون انسحابها من سوريا لصالح إيران و«حزب الله»

وزراء الداخلية العرب يصنفون «حزب الله» منظمة إرهابية مع تحفظ العراق ولبنان

«الحريري» يتهم «حزب الله» بعرقلة انتخاب رئيس لبنان

«ذا ديلي بيست»: في عمق مؤامرات «حزب الله» بالقارة الأوروبية

60 قتيلا من «حزب الله» في معارك «الفتح المبين» بالقلمون

«بروكنغز»: لماذا تواصل السعودية حملتها ضد «حزب الله»؟