قطر تروض الإمارات بحملة علاقات دولية لدحض حملتها العدائية واتهامها بدعم الإرهاب

الاثنين 22 سبتمبر 2014 12:09 م

بدأت قطر حملة علاقات عامة دولية يقودها الأمير الشاب الشيخ «تميم بن حمد» أمير قطر لتأكيد دورها في الأمن والسلم العالميين ردا على الدور المتزايد الذي تقوم به مراكز أبحاث معروفة بالتأثير أو محاولة التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية مدعومة ماليا من الإمارات بصورة مباشرة وغير مباشرة لدعم مشاريع بحث ودراسات توضع بين يدي صناع السياسة الأمريكية، ويستندون عليها عندما يتخذون قرارات تتعلق بدول معينة.

المحطة الأولى كانت ألمانيا وبعد نحو ثلاثة أسابيع من تعليقات وزير ألماني في حكومة «ميركل» رئيسة الوزراء أثارت غضب الدوحة حيث ربط  وزير التنمية والمساعدات الألماني «غيرد مولر» في تصريح له لمحطة إذاعية محلية  بين قطر وتمويل تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال أمير قطر في مؤتمر صحفي مشترك «إن قطر لم تدعم جماعات متطرفة أبدا»، وأضاف: «ما يحدث في العراق وسوريا تطرف، وتلك الجماعات تمول جزئيا من الخارج، ولكن قطر لم ولن تدعم تنظيمات إرهابية متورطة في قتل مدنيين وأبرياء»، وقالت «ميركل» بدورها: « ليس لدي شك في كلام الأمير» وأضافت أن المؤتمر الصحفي المشترك يعد منبرا «لتصحيح الأفكار الخاطئة»، وأكدت على أن الدوحة وبرلين انضمتا إلى التحالف الذي تقوده أمريكا لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويرى مراقبون أن «الدوحة» على موعد لمحطات دبلوماسية جديدة قد تشمل الصين واليابان والنرويج في إطار خطة العلاقات العامة الدولية التي بدأتها بعد تحقيق نشرته «تايمز» قبل أيام أن دولا من ألمانيا والصين واليابان والنرويج ودول الخليج باتت تدعم مراكز البحث الأمريكية بعدة طرق لصناعة راي عام مؤيد لسياسات الدول الداعمة ماليا عبر كثافة الكتابات والمنشورات في المواقع الأمريكية ومراكز الأبحاث والصحف حول قطر ووصل الأمر إلى الحديث عن دعم قطر لتنظيم «الدولة الإسلامية» ضمن هجمة ممنهجة تقودها دول الإمارات والسعودية على وجه التحديد .

فهمت قطر قواعد اللعبة وبدأت حملتها بتأسيس مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي مع تركيا أعلن عنه مؤخرا للاستفادة من علاقاتها كحليف قوي لدى الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ولدى دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى ولبحث سبل تطوير العلاقات بين بلديهما.

فتركيا نصحت قطر بانحناءة يقظة أمام الموجة العاتية التي تتعرض لها بسبب موقفها الداعم لـ«الإخوان» وثورات الربيع العربي ووعدت باستضافة من يمكن يمثلون عبئا إعلاميا على قطر لرمزية وجودهم فأوعزت إلى مقربين بالاستجابة لهذه الضغوط لتفويت الفرصة وتعاملت معهم معاملة تليق بموقفها المؤيد وليس المناهض الذي تتبعه جاراتها عند غضبتهم على رموز «الإخوان» المقيمة على أرضها.

دبلوماسية «الدوحة على المحك وهي تروض دول الضد ومنها «إسرائيل» التي تشن هجوما دبلوماسيا كشفت صحيفة «معاريف» العبرية عن تدشين «إسرائيل» هجوم دبلوماسي على تركيا وقطر وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بينيامين نتنياهو» أمر وزراءه بالبدء بهجوم دبلوماسي مركز على تركيا وقطر بعد التزام الصمت منذ حادثة سفينة «مرمرة» قبل أربع سنوات .

«التايمز» البريطانية كشفت أبعاد الصراع بين كلا من قطر والإمارات العربية المتحدة اللتان تعتبران استمرار الوجود الأمريكي في الخليج مهم لأمنهما القومي، تنافستا على دعم مراكز البحث، وخاضتا حربا لتشكيل الرأي العام الأمريكي، حيث ناقشت قطر أن «الإخوان المسلمين» و«الإسلام السياسي» هم أفضل خيار للديمقراطية في العالم العربي، فيما حاولت الإمارات إقناع صناع السياسة الأمريكية أن «الإخوان» هم خطر على الأمن والاستقرار في المنطقة.

فالإمارات - وفق الصحيفة - دعمت مواقفها وسياساتها بأسلوب غير مباشر عبر«مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» وقدمت له بهدوء أكثر من مليون دولار أمريكي للمساعدة في بناء مقر المركز الجديد الذي لا يبعد سوى أمتار عن «البيت الأبيض»، وقيام وزارة الخارجية النرويجية بدفع خمسة ملايين دولار نيابة عن الإمارات لشريكها في «واشنطن» كي يقوم بدفع المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخزانة والكونغرس لمضاعفة الإنفاق في مجال الدعم الخارجي. 

وتشير الصحيفة إلى أن الترتيبات التي تقوم بها الدول الأجنبية لصالح الإمارات تمت مع عدد من أهم مراكز البحث وأكثرها تأثيرا في واشنطن مثل «معهد بروكينغز» و«مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» و«المجلس الأطلنطي»، وكل واحد منها تلقى دعما من حكومات لإعداد أوراق بحث للسياسات وتنظيم ندوات ولقاءات مع المسؤولين الكبار في الحكومة الأمريكية فيما أشار بعض الباحثين إلى اتفاق هذه الدول مع المراكز الأمريكية عنى امتناعها عن انتقاد سياسات الدول الداعمة .

وبحسب مذكرة داخلية لوزارة الخارجية النرويجية: «ففي واشنطن من الصعب على دولة صغيرة الوصول للسياسيين المؤثرين» وعليه فدعم مركز بحث مؤثر هي واحدة من الطرق للوصول، وبعض مراكز البحث في واشنطن تقول إنها تقدم خدماتها فقط للدول الأجنبية التي تدفع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر تميم بن حمد الإمارات الأزمة الخليجية

«تميم» و«أردوغان» يعلنان إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي بين قطر وتركيا

عودة الوساطة القطرية

صحيفة مصرية وثيقة الصلة بالأجهزة الأمنية تتطاول على أمير قطر

البلادة والإرهاب

حزب فرنسي متطرف يهدد برفع دعوى قضائية ضد قطر بتهمة دعم «الإرهاب»

«التلغراف» تشن هجوما ضد قطر بسبب خلافات بين مالكيها ومسؤول قطري