استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل من حل قريب في سوريا؟

الأربعاء 23 مارس 2016 02:03 ص

الجانب الوحيد الذي أجمع عليه المراقبون في سياق الحديث عن خطوة بوتين بسحب الجزء الأكبر من قواته من سوريا، هو ذلك المتعلق بالضغط على النظام عشية محادثات جنيف من أجل تليين موقفه، لا سيما أن ما صدر عن رأسه الأكبر، فضلا عن الأتباع في جنيف وقبل جينف، من أمثال وليد المعلم وبشار الجعفري يشير لحالة إنكار واضحة للحقائق الموضوعية على الأرض، وأهمها فقدان النظام لسيطرته على ثلاثة أرباع التراب السوري، وحقيقة أنه نظام أقلية لن يستقر حتى لو تمكن من السيطرة على كل الأرض، وبالطبع بعد ما تراكم من ثارات.

هذا البعد طرح، ولا زال يطرح سؤال التسوية المحتملة في ظل التفاهمات الروسية الأمريكية، وهي التفاهمات التي قد تتعزز في المرحلة القادمة، بخاصة بعد تراجع المستنقع الأفغاني، أي ترك بوتين يتخبط في سوريا إلى وقت طويل، نظرا لعدم وجود الكثير من الخسائر على الأمريكان، وحتى الأوروبيين الذين يبدو أنهم وجدوا حلا لمشكلة تدفق اللاجئين بالتفاهم مع تركيا.

لا يعني ذلك أن القصة الأفغانية قد خرجت تماما من التداول، فالانسحاب الروسي لم يتبلور بشكل واضح، وإمكانية العودة ستبقى قائمة (قال بوتين إن بوسعه العودة في غضون 48 ساعة)، والحروب عموما لا تسير مثل لعبة الشطرنج، فقد تحدث تطورات لاحقة تستدعي عودة القوة الروسية، أو ما رحل منها. ولا يجب أن ننسى أن القوة الروسية المتبقية للحفاظ المصالح الروسية لن تكون قليلة، كما أن تعرُّضها لهجوم ما؛ قد يؤدي إلى العودة بروحية الانتقام.

أيا يكن الأمر، فمن المؤكد أن الإنجاز الذي تحدث عنه بوتين يبدو باهتا، وعلينا أن نتذكر أن خطابه كان يتحدث بشكل دائم عن تنظيم الدولة، فيما يبدو واضحا أن الكثير لم يتغير على وضع التنظيم، ومن خسروا عمليا هم من يُسمَّون المعتدلين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن القول إن التفاهمات الروسية الأمريكية ستكون كفيلة بإنهاء النزاع في سوريا؟ لا يوجد جواب مقنع على هذا السؤال، لا على صعيد الإنجاز ذاته، ولا على صعيد المدة الزمنية المطلوبة لتحقيقه، ويبدو أن تعنت النظام كما تبدى مؤخرا، لا يتعلق ببطولته ورجولته، بقدر ما يتعلق بخيارات أهم الحلفاء، تحديدا إيران وأتباعها، والذين لم يكونوا يريدون أن تتفرد روسيا بالوضع في سوريا، ولا يزالون يرون أن مشروعهم سيغدو في مهب الريح إذا خسروا هذه المعركة، وسيؤثر ذلك على وضعهم الداخلي بعد خسارتهم الكبيرة في الانتخابات.

في ضوء ذلك كله تبدو المعركة طويلة لا تزال، ولا أفق لحل قريب، بخاصة أن الأطراف غير الموجودة على طاولة التفاوض هي الأقوى داخل سوريا، أعني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وهذه لن تغادر مواقعها بسهولة هي التي تبدو خياراتها محدودة، بل ربما معدومة خارج سياق استمرار القتال على أمل انتصار ما لا يبدو متاحا في ظل الوضع الإقليمي والدولي الراهن (تنظيم الدولة يتحدث عن “دابق”، والنصرة عن “الملاحم الكبرى”).

الخلاصة التي يمكن الحديث عنها في ضوء ذلك كله تتمثل في أن إرادة الحل ليست متوفرة عند القوى الأكثر فاعلية على الأرض، وهي تنظيم الدولة والنصرة من جهة (لا يقلل ذلك من أهمية قوىً أخرى خارج هذا التصنيف)، وإيران وتابعيها من جهة أخرى، وما دام الطرف الأول لا يؤمن بأنصاف الحلول، فإن ما سيغير المعادلة هو قناعة الطرف الأخير بالحل الوسط الذي يمكن إنجازه بقوة دفع الشعب ومسانديه، وعندها يمكن إنجازه بعيدا عن السطوة الأمريكية والروسية، ومن خلال تفاهم مع تركيا والسعودية.

ربما هذا ما سيحدث لاحقا. متى؟

لا ندري، لأن ذلك مرتبط بتبدد أوهام محافظي إيران، ونأمل أن يحدث ذلك في ظل الأوضاع الراهنة (الانسحاب الروسي، تراجع الحوثي في اليمن، مخاوف فيدرالية الأكراد، والوضع الداخلي بصعود الإصلاحيين أيضا)، وإذا كنا لم نشر إلى تركيا والسعودية، فلأننا ندرك أنهما جاهزتان لتسوية مقبولة تعطي إيران وضعها الطبيعي في المنطقة، بعيدا عن جنون التوسع وغرور القوة.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

سوريا بوتين محادثات جنيف إيران تركيا السعودية الحل السياسي الانسحاب الروسي

انسحاب روسي مفاجئ من سوريا

ما قبل الانسحاب وما بعده .. النصر الروسي باهظ الثمن في سوريا

السعودية تأمل أن يسهم انسحاب روسيا في إجبار «الأسد» على الانتقال السياسي

رغم قرار الانسحاب.. الإرث العسكري الروسي سيبقى حاضرا بقوة في سوريا

مكالمة «عاصفة» بين «بوتين» و«الأسد» سبقت قرار الانسحاب

اللعبة السورية ورقعة الشطرنج المضطربة

عودة الثورة السورية إلى صباها الجميل