قضت محكمة سعودية بإعدام 3 أشخاص بتهمة «ذبح مقيم أمريكي» والانتماء إلي «خلية إرهابية» مكونة من 94 شخص، وكانت المحكمة ذاتها قد أصدرت الأحد، حكما على 4 من نفس الخلية بالقتل تعزيرا.
أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس الإثنين، أحكاما بالقتل تعزيرا على ثلاثة متهمين ضمن ما قالت أنه «خلية إرهابية» مكونة من 94 فردا، أحدهم شارك في قتل معاهدين يحملون الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، خلال عامي 2003، و2004، فيما قام آخر بذبح مقيم أمريكي، وسحبه في شوارع مدينة الرياض، وتصوير آخر أثناء ذبحه وتعذيبه حتى فارق الحياة.
وقررت المحكمة إعدام المتهمين الـ28 والـ30 والـ40 تعزيرا، وذلك بعد إدانتهم بالانضمام إلى خلية إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة»، واعتناق المنهج التكفيري، وخلع البيعة لولاة الأمر، ومبايعته زعيم حركة «طالبان»، إضافة إلى سعيهم لإسقاط حكومة هذه البلاد ونظام الحكم فيها وإقامة دولة بديلة لها.
فيما دانت المحكمة المتهم الـ30 باستهداف أحد المقيمين بالمملكة من الجنسية الأمريكية، بالترصد له بمواقف السيارات بالشركة التي يعمل بها، ومن ثم قتله، وربطه بالسيارة وسحبه بشوارع مدينة الرياض، إضافة إلى مشاركته في قتل بريطاني، ومشاركته في خطف (بول مارشال جونسون) أميركي الجنسية، وإحراق سيارته ومن ثم ضربه وتعذيبه حتى فارق الحياة، وتصويره أثناء قطع رأسه والتخلص من جثته.
كما أصدرت المحكمة أحكاماً غيابية على 4 متهمين آخرين وقررت تعزيرهم بالسجن مدة تراوح بين 5 أعوام و25 عاماً، ومنعهم من السفر خارج المملكة مددا مماثلة.
وجاءت الأحكام الصادرة على المتهمين إثر إدانتهم بتهم مختلفة، تمثلت في انتهاج المنهج التكفيري بتكفير ولاة الأمر ونظام الحكم في البلاد، والاستعداد للانضمام إلى خلية إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة»، والتواصل مع قادة التنظيم وأعضائه والالتقاء والاجتماع بهم، وتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية، ودعم التنظيم مالياً، وحيازة الأسلحة الرشاشة والمسدسات والقنابل والذخيرة بقصد الإفساد والاعتداء والإخلال بالأمن.
كما وجهت المحكمة للمتهمين تهم بشراء أطنان من «نترات الأمونيوم»، وتفخيخ مجموعة من السيارات بالمتفجرات تمهيداً لاستخدامها في عمليات انتحارية داخل البلاد، والتخطيط للقيام بعمل إرهابي ضخم يستهدف تفجير المنشآت النفطية، والتخطيط لاغتيال الأجانب ورجال الأمن والضباط المحققين وبعض العلماء، وكبار مسؤولي الدولة وقيادة قوات الطوارئ الخاصة، وبعض الكتّاب.
وكانت المحكمة ذاتها قد أصدرت أول أمس الأحد أحكاما بالقتل تعزيرا على أربعة متهمين من الخلية نفسها، فيما أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن على 20 آخرين من أفراد الخلية.
يأتي ذلك بعد تقرير لصحيفة «الإيكونوميست» استنكرت فيه تزايد معدلات الحكم بالإعدام في المملكة، الحليف الحاسم في جبهة مواجة تنظيم«الدولة الإسلامية»، والذي رأت الصحيفة في تقريرها أن وسيلة الإعدام والمحاسبة لدى الطرفين، السعودية والتنظيم، لا تختلف كثيرا. فهي الذبح وإن تباينت حدة الأداة المُستخدمة.
وذلك بقول الصحيفة: «لا فرق كبيرا، في الواقع، بين الكيانين في تطبيقات أخرى لهذه العلامة التجارية عديمة الرحمة مما يزعم بأنه ”شريعة“، بما في ذلك الجلد على الملأ وحق الضحايا الجريمة في الاقتصاص عينا بعين».