العلاقات الألمانية القطرية في ضوء زيارة الأمير «تميم»

الأربعاء 24 سبتمبر 2014 09:09 ص

اعتذرت ألمانيا للسلطات القطرية في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي عن تلميحات بتمويل «الدوحة» لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلاميا بـ«داعش»، بعد تصريحات وزير التنمية «جيرد مولر» في مقابلة تلفزيونية.

وكان «مولر» قد قال نصا خلال حديثه عن مصادر تمويل تنظيم «الدولة»: «إن وضعا كهذا يأتي دائما بعد مسار سابق، مضيفا «من الذي يمول هذه القوى؟ إنني أفكر في دولة قطر».

وقد جاء الاعتذار من خلال تصريح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية بالقول إن الحكومة الألمانية ليس لديها دليل على أن قطر تمول تنظيم «الدولة الإسلامية» وإنها تأسف لأي إساءة سببتها تصريحات وزير لمح فيها إلى ذلك، وأضاف المتحدث «مارتن شيفر» أن الحكومة الألمانية أجرت اتصالات مع قطر. وقال «شيفر» في مؤتمر صحفي للحكومة «إذا كان هناك أي سوء تفاهم فنحن نأسف بشأنه»، ووصف المتحدث قطر بأنها شريك «ولاعب اقليمي مهم» لكنه قال «إن هناك اختلافا في وجهات نظر ألمانيا وقطر بشأن بعض القضايا».

وقد جاء هذا الاعتذار بعد رفض قطر الاتهامات الموجهة لها بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» ماديا.

وقد قام الأمير «تميم بن حمد» بزيارة إلى «برلين» قبل أيام أكد فيها على هذا الرفض خلال حديثه مع  المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» قائلا: «قطر لم ولن تدعم منظمات إرهابية أبدا».

وقد أعادت «ميركل» إنه «ليس لديها أي سبب لعدم تصديق الأمير القطري» خاصة أن دولة قطر قد انضمت للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن «ميركل» لم تغفل الإشارة لبعض الانتقادات بخصوص حقوق العمال الأجانب في قطر وطالبت بحل المشاكل المتعلقة بذلك.

ينبغي أن نذكر هنا أن التصريحات الألمانية بحق قطر جاءت في أعقاب العدوان «الإسرائيلي» على «غزة» والذي كانت المستشارة «ميركل» من أوائل من اتصل بهم «نتنياهو» وأخذ منها موقفا مؤيدا ومساندا، فيما كانت قطر على الطرف النقيض من أشد المعارضين للعدوان على «غزة» وتعرضت لحملة إعلامية من الوسائل الإعلامية القريبة من «إسرائيل» بدعم «الإرهاب».

كما أن الزيارة سجلت مواقف متباينة للأمير وللمستشارة تجاه حركة حماس فيما سجلت توافقا تجاه تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأن الاعتذار جاء بعد أن  قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، «ماريا هارف»، إن قطر لم تدعم «الإرهاب» أو تستخدم الرشوة والتهديد لنشر نفوذها في المنطقة كما ادعت «إسرائيل»، مضيفة أن الإدارة الأمريكية  تعمل عن كثب مع القطريين حول هذه القضايا.

لكن على ما يبدو أن لغة المصالح تعلو دائما في العلاقات الدولية خاصة مع الدول الأوربية حيث تدرك ألمانيا عدة محددات للعلاقة  الاقتصادية مع قطر منها:

1-    أن قطر من أكبر المستثمرين الدوليين في الاقتصاد الألماني.

2-    تمتلك قطر حصصا في شركة «فولكفساجن» العملاقة للسيارات و«مصرف دويتشه بنك» و«شركة سيمنس».

3-    وجود خطط لتوسيع التعاون في مجال الطاقة بين قطر وألمانيا.

4-    أن قطر تشتري معدات عسكرية من ألمانيا.

5-    أن قطر ستستضيف كأس العالم 2022.

ويبدو أن «برلين» فضلت ما تراه صحيفة «شتوتغارته تسايتونغ/Stuttgarter Zeitung» التي ترى في قطر بالرغم من وجود عدد من الانتقادات  الحليف الإستراتيجي في منطقة تعصف بها الأزمات، للأسباب التالية :

1-    أن قطر لم تشارك في ملاحقة جماعة «الإخوان المسلمين» المعتدلة التي ما انفكت بقية دول الخليج ومصر تقومان به بشكل هستيري.

2-    تربط قطر علاقات مهمة مع إيران، وهذه العلاقات تبين أنها  مفيدة جدا.

3-     لقطر قيادة شابة وكانت أول دولة خليجية يتم فيها نقل السلطة للجيل الجديد دون استخدام العنف.

4-    قطر تبني كنائس لعمالها الوافدين، كما أن قادتها واعون لضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية لهؤلاء كي لا يخسروا شرف تنظيم المونديال، وفي العالم العربي ليس هناك شركاء مثاليون ولكن أسوء أو أفضل، وقطر تنتمي للمجموعة الثانية. 

أما «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» فقد شن هجوما على قطر واصفا إياها بداعمة «الإرهاب» وأنها تسير إلى كأس العالم فوق الجثث على حد التعبير المستخدم. 

مما سبق يتبين لنا أن «برلين» تبني علاقتها مع «الدوحة» على أساس المصالح المادية بشكل واضح، وأن ما صدر من وزير التنمية من اتهام لقطر بدعم «الإرهاب» لم ينبع من فراغ، بل يبدو أن الحكومة الألمانية متوافقة مع الرؤية والرواية «الإسرائيلية» التي شنت مؤخرا هجمات على قطر، كما أن زيارة أمير قطر تؤكد على الحرص القطري على توضيح القضايا وتوسيع الآفاق الاقتصادية لقطر من خلال اللقاءات المباشرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر ألمانيا تميم بن حمد

الأمير «تميم»: حدثت أخطاء تجاه العمال الأجانب والأنباء السارة أننا عالجنا الكثير منها

أمير قطر يؤكد لميركل أن بلاده لا تمول المتشددين في سوريا والعراق

قطر تجدد نفيها دفع فدية لجماعات متشددة وتؤكد: لن نعتذر عن أي حياة أنقذناها في سوريا

200 شركة ألمانية تعمل في قطر

ألمانيا تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع إيران بعد رفع العقوبات عنها