أكّد أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، في ألمانيا أمس الأربعاء أن بلاده لا تساند المنظمات الإرهابية المتطرفة، وهو ما شددت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» عليه موضحة أنها لا تشك في ذلك.
وفي زيارته التي جاءت بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعليقات وزير ألماني أثارت غضب الدوحة، وربط فيها بين قطر وتمويل تنظيم «الدولة الإسلامية»، قال أمير قطر في مؤتمر صحفي مشترك إن «قطر لم تدعم جماعات متطرفة أبدا».
وأضاف «ما يحدث في العراق وسوريا تطرف، وتلك الجماعات تمول جزئيا من الخارج، ولكن قطر لم ولن تدعم تنظيمات إرهابية متورطة في قتل مدنيين وأبرياء».
وكانت ألمانيا قد أعربت الشهر الماضي عن أسفها عن أي إهانة بدرت منها تجاه الدوحة، وذلك بعد حديث وزير التنمية والمساعدات الألماني، «غيرد مولر»، لمحطة إذاعية محلية، تحدث فيه عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، قائلا: «من يمول هذه القوات؟ أعطيكم إشارة: قطر».
وقالت «ميركل» بدورها: «أنا طرحت جميع الأسئلة التي تناولناها هنا، وليس لدي شك في كلام الأمير».
وأضافت أن المؤتمر الصحفي المشترك يعد منبرا «لتصحيح الأفكار الخاطئة»، وأكدت على أن الدوحة وبرلين انضمتا إلى التحالف الذي تقوده أمريكا لمحاربة التنظيم.
كما تطرق الطرفان لما تناقلته التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان والعمال المهاجرين الذين يشاركون في بناء منشآت كأس العالم لعام 2022، والتي أثارت غضبا عالميا.
وقالت المستشارة الألمانية: «أوضحت بجلاء أننا نأمل أن تكون ظروف العمال، خاصة في بلد يعد من البلدان الغنية، جيدة للعمال المهاجرين».
من جانبه قال أمير قطر: «حدثت أخطاء ومشكلات، ونحن لا نقول إننا دولة مثالية لا نرتكب أخطاء». مضيفًا: «لكنني أعتقد أن الأنباء السارة هي أننا عالجنا الكثير، وبادرنا بتغييرات عدة فيما يتعلق بوضع العمال الأجانب، ونعمل بجد على تحسين هذا الوضع».
يذكر أن دولة قطر تعتبر مستثمرا كبيرا في عدة شركات ألمانية ضخمة، من بينها شركة «فولكس فاغن» لتصنيع السيارات، وشركة التعمير «هوشتيف»، وهي أيضا مشتر للمعدات العسكرية الألمانية.
على الجانب الآخر، عبّرت «ميركل» عن امتنانها للاستثمار القطري في العديد من الشركات الألمانية، بقولها «إننا سعداء بالاستثمار القطري»، وأشارت أن بلادها يمكن أن تساعد قطر في تقنيات البنية التحتية والبيئية، وتجديد الطاقة، لما بعد عصر الوقود العضوي.