معتقل سابق بالإمارات: أبو ظبي في حاجة إلى وزير للعدل أكثر من التسامح والسعادة

الأحد 3 أبريل 2016 05:04 ص

قال معتقل سابق في دولة الإمارات، إن هذه البلاد في حاجة إلى العدل أكثر من حاجتها إلى وزير للتسامح وآخر للسعادة.

ونقلت صحيفة «إنترناشيونال بزنس تايم» البريطانية، عن المدون والناشط «إياد البغدادي»، قوله إنه «قد تم أخذ قرار بتهجيره من بلاده، وسحب جنسيته، بدون أي اتهامات، أو حُكم قضائي، أو إمكانية استئناف»، متسائلاً عن إمكانية انتشار السعادة في بلد يفتقر لأسس العدل وسيادة القانون.

وقال «البغدادي» إنه اضطر للذهاب لمصحة السجن بعد أسبوعين من سجنه، فتم تفتيشه قبل إعادته إلى زنزانته.

وأضاف أن عملية التفتيش لم تكن عملية عادية شبيهة بتلك التي نراها في المطارات، حيث كان أعوان التفتيش يعاملون السجناء بخشونة وقسوة، مؤكدا أن السجناء الآسيويين عادة ما يتم لكمهم وصفعهم وإهانتهم، ولا يحق لهم الاحتجاج، فهم يخافون من أن تكون عقوبتهم أقسى من طريقة معاملتهم.

واستهجن «البغدادي» التقرير الذي كتبه مؤخرا «ديفيد روثكوبف» رئيس تحرير صحيفة «فورين بوليسي»، الذي قال فيه إن الإمارات «تسعى لإنتاج دولة ناجحة في منطقة عرفت بسجلات حافلة من الفشل في مجالات الحكم»، وقال إن «من العجيب أن يتم ضرب المثل بدولة تسجن معارضيها، وتجردهم من الجنسية، وأدت سياساتها الخارجية إلى عديد من الأزمات في المنطقة».

وأضاف: «عادة ما يتم تلقيبه بالبلد التقدمي؛ لأن له وزيرا للسعادة، ووزيرا للتسامح، ووزيرا للشباب، لكن ما مدى نجاح مثل هذه التجربة في ظل غياب العدالة والسيادة الأساسية للقانون؟».

وأوضح أنه لا يتمنى السوء للوزراء الجدد، وقال: «لكن جهودهم لن تؤدي إلى أي تحسن؛ ما لم يقفوا في وجه المؤسسة الأمنية، التي لا تعتمد أي شفافية أو سيادة قانون في عملها.. وعلى وزير التسامح أن يبدأ بفتح تحقيق في قضية ضاحي خلفان، الشرطي الذي اتهم أوباما بأنه شيعي، ودعا إلى طرد جميع الإيرانيين من الإمارات العربية المتحدة، أو التحقيق في قضية وسيم يوسف، وهو وجه إعلامي معروف بخطاباته الطويلة التي تدعو لكراهية الشيعة، والتي يقوم بنشرها على موقعي يوتيوب وتويتر».

ودعا «البغدادي» وزيرة السعادة لزيارة أبناء السجين السياسي «محمد عبدالرزاق الصديق»، والذين تم تجريدهم من جنسيتهم لأنهم احتجوا على عملية سجن والدهم، وطالبها بزيارة سجن الصدر في أبوظبي، حيث يتم معاملة العمال الآسيويين بطريقة وحشية.

وأكد أن «ما تحتاجه الإمارات حقا؛ هو وزارة عدل مستقلة، فبدون سيادة للقانون، وبدون حريات؛ لن تكون هناك سعادة أو تسامح في البلاد، وهذا ينطبق على الإمارات، أو أي بلد آخر».

وقال الكاتب إن «الحرية هي دعامة السعادة، وخلف وزيرة السعادة يوجد عجز في السعادة، فلا يمكن أن تكون سعيدا إن كنت تعيش في قفص ذهبي، حتى وإن كان قفصا من فئة خمس نجوم، مع منحدرات داخلية للتزلج، ومتحفي لوفر وغوغنهايم.. ولا يمكن أن تكون حرا حقا إذا كنت تشاهد أناسا يتعرضون للاضطهاد، ولا يمكنك الاحتجاج، أو تقديم يد المساعدة».

وختم «البغدادي» بالقول إن من السهل إلهاء الصحفيين الغربيين، حيث يتم استدعاؤهم لناطحة سحاب تطل على طريق سيارة ذات ستة ممرات، ويتم تعيين وزيرة للسعادة ووزير للتسامح، وبذلك قد ينسَوا أن على الإمارات أن تدعم وتحمي حرية الرأي والتعبير، وأن تجعل الجميع مسؤولا أمام القانون؛ بغض النظر عن الرتبة أو المكانة، وأن عليها أيضا إلقاء نظرة فاحصة على معاملتها للأجانب، والعنصرية المتفشية في سجونها، وإجراء محادثات حول آثار سياستها الخارجية المزعزعة للاستقرار.

و«البغدادي» مدون وناشط على موقع تويتر برز لأول مرة خلال الثورات في مصر وتونس، إلا أنه سجن في أبريل/نيسان 2014، لمدة شهر واحد، قبل أن يتم إطلاق سراحه ويعيش لاجئا في ماليزيا.

ونشر «الخليج الجديد»، على مدار 3 حلقات، مع نهاية العام الماضي، للانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين داخل سجون الإمارات عامة، وسجن الرزين خاصة، من بينها نزع كافة ملابسهم الداخلية والتعرية التامة أمام الشرطيين من أجل الخضوع للتفتيش، فضلا عن حفلات التعذيب التي تشمل الضرب بالكرابيج، ووضع العصا في الدبر، ونزع الأظافر، والكي بالكهرباء، والضرب المبرح. (طالع المزيد) (1) (2) (3)

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات السعادة سجوان الإمارات

«العفو الدولية»: كافة دول الخليج قمعت الحريات في 2015 ومعظمها عذبت سجناء الرأي

تقرير: سجن «الرزين» الإماراتي الأسوأ عربيا

«الخليج الجديد» ينفرد بنشر تفاصيل الانتهاكات الطبية للمعتقلين في سجون الإمارات (3ـ3)

«الخليج الجديد» ينفرد بتفاصيل الانتهاكات الطبية للمعتقلين بسجون الإمارات (2-3)

«الخليج الجديد» ينفرد بنشر تفاصيل الانتهاكات الطبية للمعتقلين في سجون الإمارات (1-3)

«الدولي للعدالة»: تصعيد جديد وتعذيب في سجني الوثبة والرزين بالإمارات

«جوانتانامو الإمارات»: حملة تطالب بوقف الانتهاكات داخل سجن «الرزين»

الإمارات: استمرار الانتهاكات في سجن الرزين

أغنية «نحيا كراما يا إمارات» تفضح مجددا انتهاكات سجن الرزين

الإمارات : انتهاكات جديدة لمعتقلي الرأي بسجن الرزين

الإمارات تعتمد أول برنامج وطني للتسامح في العالم

تفاصيل مثيرة لاتهام وزير التسامح الإماراتي بالاعتداء الجنسي.. ما علاقة أحمد منصور؟