سمحت السلطات التركيا مؤخراً بعبور آخر التركمان القاطنين في مخيمات قرية اليمضية في جبل التركمان بعد قصف النظام السوري لمشفى الشهيد اسامة ابلق آخر المراكز الطبية في الساحل السوري، وأكد العاملون في المشفى أن الأضرار مادية فقط لكن الحياة أصبحت مستحيلة، ولن تتم إعادة فتح المشفى بعد استهداف المنطقة بأكثر من خمسين قذيفة ولم يهدأ القصف على المنطقة خلال الساعات الماضية.

بلغت أعداد الحافلات التي أقلت التركمان قرابة 15 حافلة، نقلتهم إلى مخيمات سروج كما ويوجد مخيم كبير تقطنه الأقلية التركمانية في مدينة العثمانية جنوب تركيا.

 هذا وأكد ممثل مجلس المحافظة في الائتلاف السوري المعارض «فادي إبراهيم» في تصريح خاص لصحيفة «القدس العربي» أن العدد الإجمالي للتركمان المهجرين إلى الأراضي التركيا قرابة 50 الف مدني.

وأضاف «يقسم التركمان إلى جزئين أحدهما يسمى (باير) وأكبر تجمع لهم هو ربيعة التي سيطر عليها النظام مؤخرا وجزء آخر قريب من البحر يسمى (بوجاق)»، والرقم المذكور، حسب الممثل عن اللاذقية، يشمل كل الباير وجزءا كبيرا من البوجاق حيث يقدر عدد أقلية الباير حسب الإحصاءات الرسمية ما قبل ثورة اذار/مارس 2011 بأكثر من 28 الف وهناك مخيمان كبيران يسكن فيهما التركمان داخل تركيا هما سروج والعثمانية حسب المعارض السياسي.

نقلت آخر الدفعات خلال ساعات الليل المتآخرة بسبب كثافة القصف العنيف الذي طال المنطقة ولم يبق إلا بضع عائلات رفضت الانتقال إلى المخيمات ضمن تركيا وفضلت العيش ضمن الأراضي السورية لكن أيضا ضمن خيام.

وقد بدأت هجرة التركمان إلى تركيا منتصف العام 2012 بعيد دخول المعارضة جبل التركمان، حيث أصبح هدفا لقوات النظام وطائراته، ولكن الأمر لم يأخذ أي أبعاد تهجير ممنهج حينها، لأن مجريات الأوضاع في حمص ودرعا كانت تتصدر واجهة الأحداث، إلا أن التدخل الروسي في أيلول/سبتمبر الماضي وشن الطيران الحربي مئات الغارات الجوية على قرى ربيعة، وبين عوان، والدرة، والخضرة، وباقي القرى التي تجاوز عددها 16 قرية، تسبب بهجرة أكثر من 8500 تركماني مدني إلى الحدود التركية ثم إلى الداخل على دفعات، وكانت آخرها خلال الساعات الماضية.

وأكد «طارق يوسف»، ناشط تركماني، أن «الأسد» استغل التدخل الروسي لإحكام السيطرة على جبل التركمان في عملية تغيير ديموغرافي واضح ومن الممكن في المستقبل القريب أن يلجأ النظام إلى توطين العلويين في هذه القرى.