«تمصير القتل».. احتجاج شعبي ضد الحكومة المصرية بعد مقتل الطالب الإيطالي

الخميس 7 أبريل 2016 09:04 ص

دشن الكاتب الكويتي «محمد الوشيحي» وسما على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعنوان «تمصير القتل»، قائلا من خلال تغريدة نشرها على حسابه: «أعظم احتجاج في التاريخ هو احتجاج المصريين ضد حكومتهم بعد مقتل الطالب الإيطالي».

وفي مقال نشره الكاتب في صحيفة «الجريدة» بعنوان «ظهولة إيطالية» قال: «كل ده كان ليه يا إيطاليا، دماء الطالب ريجيني ستكون شغلنا الشاغل، ولن نسمح بمس كرامة الإيطاليين، وسنطلع نواب البرلمان الإيطالي على التفاصيل أولا بأول، وسنتخذ تدابير وإجراءات تجاه مصر إذا لم تكشف حقيقة مقتل الطالب ريجيني، ويجب أن يأتي وفد مصري إلى روما كي يشرح لنا أدق التفاصيل، وغير ذلك من التصريحات المتشنجة اللي تبرز فيها عروق الرقبة، قالها مسؤولون إيطاليون كبار».

وأضاف الكاتب: «كل هذه الظهولة الإيطالية (هنا تعني المبالغة) من أجل طالب إيطالي قتل في مصر، يا بلاش، والمصيبة أن الظهولة هذه لم تقتصر على الطليان، بل امتدت إلى كبريات وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الشهيرة، وصرح المسؤول الفلاني، وعقد العلاني مؤتمرا صحافيا، وتظاهرات هنا وهناك تندد بما حدث لهذا الطالب السوبر، وليلة طويلة، والمصريون، كبدي عليهم، لم يتركوا تصريحا من تصريحات السفراء العرب المعلبة إلا قالوه، بدءا من العلاقات التي تربط البلدين قوية ومتينة، وليس انتهاء باستنادا إلى الروابط التاريخية بين البلدين سنتجاوز هذه الأزمة، ومع ذلك لم تهدأ جنية الطليان، في حين حلق بعض الإعلاميين المصريين في فضاءات مهجورة، لم يحلق فيها أحد غيرهم، عندما اكتشفوا أن حكاية ريجيني لعبة مخابراتية عالمية لعرقلة تقدم مصر».

وتابع: «يا أيها الطليان يهديكم يرضيكم، استهدوا بالله، أبدا لا هدى ولا رضى، طيب اكتشفنا القتلة وقتلناهم، وها هي جثث القتلة الخمسة مرمية أمامكم على قارعة الطريق، ويرد الطليان بطريقة الأطفال (اندددوا)، ويرددون شعار الزير سالم نريد ريجيني حيا، إنا لله وإنا إليه راجعون، طيب هناك مواطن مصري مفقود في إيطاليا منذ العام الفائت، هنا رد الطليان ردا جعل المسؤولين المصريين يندمون أنهم تحدثوا عن فقيدهم، لا إله إلا الله، من الذي أدخلنا في لعبة مع هؤلاء الطليان الذين لا يعرفون المزاح؟».

واختتم «الوشيحي» مقاله: «لذا سأنصح المسؤولين العربان: خلوا اللعب محليا، دونكم شعوبكم، بسم الله ما شاء الله، افعلوا بهم ما تشاؤون، بلاش اللعب مع الأوروبيين والأميركان وشعوب الدم الثقيل، هؤلاء لا يعرفون المزاح ولا يصدقون شعار (نحن دولة مؤسسات وقوانين)، ويظهولون، ويقلبونها نكدا في نكد، الله ينكد عليهم».

من جانبها، علقت افتتاحية «تايمز» البريطانية على تداعيات مقتل الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني» بأن الجريمة التي ارتكبت بحقه تشير إلى «عفن» ينخر في الدولة المصرية.

وأشارت الصحيفة إلى وصول مسؤولين مصريين إلى روما أمس الأربعاء على أمل تهدئة نظرائهم الإيطاليين وأسرة «ريجيني»، وأردفت أن مهمتهم ستكون شاقة.

واستعرضت الصحيفة ملابسات الجريمة واللغط الكثير بشأن الجناة المزعومين، وانتهت إلى أن المحققين الإيطاليين -الذين درسوا الأدلة المروعة على تعذيب ريجيني- لديهم شبهة قوية بأن المسؤولية تقع على قوات الأمن المصرية.

وقالت الصحيفة إن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» تعهد لإيطاليا بكشف الحقيقة، لكن حتى الآن لم تقدم مصر سوى التعتيم.

وأشارت إلى تفسير محتمل برز هذا الأسبوع في رسالة بريد إلكترونية من مجهول إلى صحيفة إيطالية زعم فيها أن «السيسي» شخصيا شارك في اجتماع تقرر فيه كيفية ومكان إلقاء جثة «ريجيني».

واستطردت الصحيفة قائلة إن المسؤولين في القاهرة وروما قللوا من أهمية الرسالة، لكن الاعتقاد السائد في إيطاليا هو أن عملية تستر وتعتيم أعقبت مقتل الطالب الإيطالي.

وقالت الصحيفة إنه إذا كان مقتل «ريجيني حالة فردية منعزلة فقد يأمل نظام «السيسي» أن يخرج منها سالما، لكن الأمر ليس كذلك، فمنذ وصوله إلى السلطة في انقلاب قبل ثلاث سنوات أقر «السيسي» حملة قاسية ضد من وصفهم أعداء الدولة، سواء كانوا حقيقيين أو متخيلين.

وأضافت أن هذا النهج يخلق المزيد من الأعداء بين أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، وقد أطفأ بريق حكم «السيسي» في عيون الطبقة المتوسطة التي وقفت بجانبه في ما مضى.

واختمت الصحيفة بأن «السيسي» إما أنه طاغية معاند أو أن الجهاز الأمني بدأ يخرج عن طوعه، وفي كلتا الحالتين لا هذا ولا ذاك يعطي الكثير من الثقة في وعوده بالعودة إلى الاستقرار والنمو.

هذا، وقد هدد وزير الخارجية الإيطالي «باولو جنتيلوني» باتخاذ بلاده إجراءات فورية وملائمة ضد القاهرة، إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن حقيقة مقتل «ريجيني».

وقالت منظمات حقوقية إن آثار التعذيب التي وجدت على جثة «ريجيني» (28 عاما) تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته، وهو ما تنفيه القاهرة.

وكان مسؤول كبير في وزارة الداخلية المصرية صرح لوكالة «رويترز» بأن التحقيقات خلصت إلى أن «ريجيني» -الذي كان يجري أبحاثا بشأن نقابات العمال المستقلة في مصر- كان يخضع لمراقبة أجهزة الأمن، لكن هذا لا يعني أنها قتلته.

وقالت الداخلية يوم 25 مارس/آذار الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة «ريجيني» وفيها جواز سفره، بعد اشتباك مع عصابة متخصصة في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه.

ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية، وقالت أسرة الضحية إن من الواضح أنه لم يقتل لتحقيق مكسب إجرامي.

وتسببت القضية في توتر العلاقات بين مصر وإيطاليا، ونشرت صحيفة «الأهرام» الحكومية المصرية مقالا لرئيس تحريرها في صفحتها الأولى الأحد يدعو فيه الحكومة للتعامل مع القضية بجدية، وإلا فإنها ستخاطر بقطع العلاقات مع روما.

يشار إلى أن «ريجيني» اختفى في منطقة وسط القاهرة يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ذكرى الثورة المصرية، قبل العثور على جثته على طريق سريع غرب القاهرة في 3 فبراير/شباط الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر إيطاليا جوليو ريجيني عبدالفتاح السيسي الشرطة الأمن التعذيب احتجاج الحكومة

مصر: «شكري» لم يقل إن «ريجيني» لقى حتفه في حفل جنس جماعي

صحيفة إيطالية تنشر رسالة من «مجهول» تكشف قتلة «ريجيني» من الأمن المصري

5 روايات حول مقتل «ريجيني» بمصر.. وإيطاليا تحذر: نريد الحقيقة

إيطاليا تهدد بـ«إجراءات فورية» ضد مصر إذا لم تظهر حقيقة مقتل «ريجيني»

مصر وإيطاليا .. وبينهما «جوليو ريجيني»