استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

علنا ورسميا في (إسرائيل): علينا اغتيال المناضلين!

الجمعة 8 أبريل 2016 06:04 ص

في المؤتمر الذي دعت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» للتحادث في استراتيجيات مواجهة «المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات» (BDS)، والذي عُقد يوم 28 آذار (مارس) في قلب القدس، حضر سفير الاتحاد الأوروبي لارسن أندرسن، وجلس إلى جانب أحد أبرز ممثلي حركة الاستيطان في الضفة الغربية، داني دايان.

وكما الصورة كذلك الصوت: أدلى أندرسن بدلوه في المؤتمر، فكانت تصريحاته متضاربة... لكنها مطابقة للواقع! فهو أكد أن الاستيطان غير شرعي، وعاد فقال إن الاتحاد الأوروبي لا يمنع منتجات المستوطنات من دخول أسواقه، فهو بالفعل يكتفي بإلصاق ورقة عليها، تحدد مصدرها، وهناك على ذلك التباس كبير يخص حجب الإعفاءات الجمركية الأوروبية عنها، شأن منتجات إسرائيل التي تصدّر إلى أوروبا. وتسببت مشاركته تلك باحتجاجات وبرسائل الى المفوضية الأوروبية تطلب إيضاحات.

لكن «السيرك» لم يخص السيد أندرسن وحده. كان المؤتمر بمجمله غرائبياً بعض الشيء، ولو أنه لم يعد هناك شيء يخص إسرائيل ليس غرائبياً. فقد حضره رئيس إسرائيل، روفين روفلين، شخصياً، وكذلك عشرات الوزراء ونواب الكنيست وممثلون للمؤتمر اليهودي العالمي. وقالوا كلهم أشياء من قبيل أن حركة المقاطعة شيء تافه، لكنه خطير!

وقالوا طبعاً إن تلك الحركة هي المظهر الحديث لـ «معاداة السامية»، وهم في هذا يتبعون تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي الذي صدرت عنه جملة شهيرة كرّرها في مناسبات عدّة، آخرها هذا الشهر: «مناهضة الصهيونية هي نفسها مناهضة السامية»، وأما كيف فعلى الله، ولن يسعف في شرحها وتصويبها انطلاق كتّاب وأساتذة جامعات مختصين بالتاريخ أو بالعلوم السياسية يوضحون له ببيداغوجية صبور خطأ قوله، أو شخصيات يهودية أو حتى إسرائيلية شتى تعترض على هذا الخلط.

ومن بين من أراد أن يكون طريفاً، تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب «كاديما»، والضابطة بالأصل في الـ «موساد»، التي «وجدتها»، فأعلنت بسخرية أن الأمر ليس سوى تقليعة: «آخر موضة شائعة أن يكون المرء نباتياً وكارهاً لإسرائيل».

وعرج المجتمعون مراراً وتكراراً على عمر برغوثي بالاسم، وهو أحد مؤسسي لجنة المقاطعة (BNC) التي تشكلت في 2005 عقب توقيع 170 جمعية ومؤسسة فلسطينية على النداء من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، فأبدوا إعجابهم بدولتهم التي تحترم حقوق الإنسان والديموقراطية حتى أنها لم تتمكن حتى الآن من إسقاط بطاقة إقامة هذا الشيطان الصغير في القدس، وتبادلوا التهاني لنعمة هذه الخصائص على رغم أذى بعض نتائجها عليهم.

وكذلك فعلوا حين توجه أحد المشاركين الى الرئيس رفلين سائلاً إياه ما إذا كانت حركة «اكسروا الصمت» الإسرائيلية (Breaking the silence) التي تجمع شهادات الجنود والضباط عن ممارساتهم أو عما رأوه أمامهم وتنشره بلا أسماء، حركة مشروعة، فأجاب بكل تسامح أن النقد ضروري، لكن عليه أن يكون داخلياً (على طريقة «الغسيل الوسخ» الشهيرة).

وشدد رون يارون رئيس تحرير «يديعوت» تلك، على استلهام حركة المقاطعة لتجربة جنوب إفريقيا، قائلاً في آنٍ واحد: لا نريد أن نرى أنفسنا بعد خمس أو عشر سنوات في الموضع الذي وصلت إليه جنوب أفريقيا، مؤكداً بالطبع أنه لا شبه ولا تشبيه بين جنوب أفريقيا وإسرائيل!

هكذا سار الإيقاع، وصولاً إلى وزير الاستخبارات، يسرائيل كاتز، الذي أعلن أنه يتعين على إسرائيل تنظيم عمليات «شطب هادفة للمدنيين» الناشطين في حملة المقاطعة (هو التعبير المتعارف عليه للإشارة إلى الاغتيالات)، وأنها سترسل عشرات ضباط الاستخبارات إلى سفاراتها في العالم للتعرف إلى هوية المناضلين في الحملة ورصد حركتهم. قالها أمام سفير الاتحاد الأوروبي والمراسلين الصحافيين المحليين والعالميين، من دون خشية استغراب أو محاسبة.

هناك حملة عالمية تقودها إسرائيل، وسبق لنتانياهو أن أعلن انطلاقها من على منبر الأمم المتحدة العام الفائت، وهي تهدف للضغط على الحكومات عبر العالم وحضّها على اتخاذ إجراءات ضد حملة المقاطعة، تبدأ من اتهامها بأنها تدعو إلى الكراهية وتحفّز اللاسامية، مروراً باعتبارها تتسبب باضطراب النشاط الاقتصادي، وانتهاءً بملاحقة مناضليها وإنزال أحكام قاسية بهم، وحتى إصدار قوانين وتعميمات رسمية تحرِّم الحركة وتجرمها.

جاء ذلك بعد اتساع دوائر نشاط BDS. وكأمثلة، وقع على عريضة تعلن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية 342 أستاذاً جامعياً معروفاً في بريطانيا نشرت بيانهم «الغارديان» في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، بعدما نشرت قبلذاك بأشهر بياناً لفنانين كبار (كين لوش وروجر وليام وغيرهما) يدعو الفنانين العالميين إلى الامتناع عن زيارة إسرائيل وإقامة حفلات فيها. وقد انخرطت في حملة المقاطعة مجالس بلدية وروابط جامعية واسعة ونقابات عمالية كبرى في الولايات المتحدة وكندا وجنوب أفريقيا وعدد من البلدان الأوروبية. وكانت جمعية المعماريين الملكية البريطانية سبقت كل هؤلاء إلى إعلان مقاطعتها المشاريع في إسرائيل.

وأخيراً، اضطر مهرجان ثقافي عالمي في مدينة إنغوليم جنوب فرنسا الى إلغاء تعامله مع شركة سوداستريم الإسرائيلية للمياه الغازية التي كانت ترعاه. وسحبت شركات إسرائيلية لها تجارة عالمية مصانعها من الضفة الغربية خشية تعرضها للمقاطعة، كما أنهت شركة أورانج للهاتف النقال تعاقدها مع شركة اتصالات إسرائيلية للسبب نفسه، وكذلك أعلنت شركة G4S البريطانية - العالمية للأمن أنها ستسحب خلال العامين المقبلين قسماً كبيراً من استثماراتها من إسرائيل، بينما كانت تقدم خدماتها للمستوطنات. هذا إن لم نذكر سحب استثمارات كنائس عالمية قبل ذلك بسنوات، وقبلها جميعاً، في 2002، نداء كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو وصاحب نوبل للسلام...

كل ذلك وإن كان لا يهدد، حالياً على الأقل، مصالح إسرائيل قياساً بتقدم تعاملها التجاري في العالم، لكنه يمس صورتها. وإسرائيل تمتلك رُهاباً خاصاً عالياً حيال ذلك، وهو هلع تكويني حاضر منذ نشأتها، على رغم قوتها العسكرية والأمنية، ولعله مرتبط بشعورها العميق بأنها كيان تأسس على سلب حقوق شعب آخر لم يُمحق، وعلى مجموعة من التلفيقات. فهل سنشهد مرحلة جديدة تذكِّر باغتيالات إسرائيل ممثلي منظمة التحرير في أوروبا في الثمانينات والتسعينات، أم أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي ذاك مجرد أبله؟

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) اغتيال حركة المقاطعة عمر البرغوثي معاداة السامية الصهيونية الاحتلال فلسطين

حين يبارك حاخام إسرائيلي «محمود عباس»

إشادات إسرائيلية بتعاون السلطة الأمني وخوف من القادم

ذهب «عكاشة» .. وبقى التقارب المصرى (الإسرائيلى)

لولا العلاقة مع (إسرائيل)!

لا مقاطعة ولا حذاء!

كيان يعيش الرعب

عن أية «قنبلة سياسية» يتحدث الإسرائيليون؟

مؤامرة في الطريق