استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحرب المفتوحة بدأت ولن تنتهي

السبت 27 سبتمبر 2014 09:09 ص

في كل الحروب كان تاريخ بدئها معروفاً وتاريخ انتهائها مجهولاً . مع ذلك لم يُقدِم أي من اطرافها على القول، شأن باراك أوباما في رسالته الى الكونغرس، إنها حرب مجهولة المدة. لماذا؟ لأن حربه على الإرهاب، وفق توصيفه الخاص له، مفتوحة. فالإرهاب حال دائمة، وبإمكان أمريكا وصف أعدائها وفق اجتهادها بالإرهابيين دونما حرج، وبشن الحرب عليهم إلى آخر الزمان، او بالاحرى الى آخر زمانها .

هي حرب مفتوحة، متواصلة، غير مسبوقة، ومترعة بمفاجآت واحتمالات شتى . ولأنها كذلك ليس من الحصافة التسرع في إطلاق تكهنات حول ما يمكن أن تتطور أو تنتهي إليه . يكفي، إذاً، بعد اندلاعها بيان بعض الملاحظات المستمدة من الواقع وطرح بعض الأسئلة على النحو الآتي:

* أولاً، تشارك السعودية، أبرز الحلفاء الاقليميين، أمريكا توصيفها للحرب وطبيعتها ومداها. يقول وزير خارجيتها «سعود الفيصل» في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في نيويورك «إن الحرب على الإرهاب يجب أن تكون شاملة . . .) وتتطلب عملاً جاداً ومستمراً قد يطول إلى سنوات».

* ثانياً، واشنطن أبلغت دمشق ديبلوماسياً بالغارات المزمع شنّها ولم تستأذنها . ولأنها لا تستند إلى قرار من مجلس الأمن، فقد اضطرت مندوبتها لدى الأمم المتحدة سامنتا باور إلى تبريرها بإسنادها إلى البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز للدول الأعضاء الحق، إفرادياً أو جماعياً، بالدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح . تنظيم «داعش» الإرهابي لم يشن هجوماً مسلحاً على أراضي أمريكا أو سفاراتها او قواعدها بل هدد مصالحها في أربيل . تهديد المصالح هو، إذاً، سبب كافٍ، في عُرف واشنطن، لتبرير الحرب دفاعاً عن النفس بدليل أن اوباما قال في لقائه مع وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في الحرب المفتوحة إنه سيواصل إدارتها «لحماية المواطنين الأمريكيين ومصالحنا».

* ثالثاً، خلافاً لرأي المعارضة السورية المعتدلة التي تعتبر جبهة النصرة أحد أطرافها وأنها ليست إرهابية، فقد قامت أمريكا بتخصيص جبهة النصرة ببضع صواريخ (توماهوك) دمرت مخازن ذخيرتها الضخمة في كفردريان الواقعة في منطقة بين غرب ريف محافظة حلب وشمال ريف محافظة إدلب . التعرّض لـ«النصرة» قد يكون مقدمة لضرب سائر تفرعات «القاعدة» في سوريا والعراق سواء كانت متعاونة مع «داعش» أو معادية له الأمر الذي يفيد حكومتي بغداد ودمشق من دون قصد .

* رابعاً، يبدو واضحاً أن غارات الموجة الأولى استهدفت مواقع ومخازن ومخيمات لـ«داعش» والنصرة بعيدة نسبياً عن مواقع تواجد الجيش السوري وذلك بقصد الحؤول دون اغتنامه الفرصة للسيطرة على المواقع المقصوفة والمدمرة وتعزيز مواجهته لما تبقّى من التنظيمات المؤيدة لـ«المعارضة المعتدلة».

* خامساً، لوحظ ان الغارات استهدفت «وحدات حماية الشعب الكردي» في منطقة رأس العين المؤيدة ضمناً لحكومة دمشق والمعادية لكل من «داعش» وحكومة أردوغان التي يبدو أنها تدعم «داعش». فهل عداء واشنطن لدمشق أغلب عندها على التحالف مع انقرة؟

* سادساً، تزامنت الغارات على مواقع «داعش» و«النصرة» في شرق سوريا وشمالها الغربي مع قيام (إسرائيل) بإسقاط طائرة حربية سورية كانت متجهة، بحسب ناطق إسرائيلي، إلى قصف مواقع «النصرة» في الجيب الحدودي بالجولان المحتل . فهل عداء واشنطن ل "النصرة" المتعاونة ميدانياً مع "إسرائيل" أغلب عندها على شراكتها العضوية مع تل أبيب؟

* سابعاً، لا يقدّم ضرب مواقع «داعش» و«النصرة» وتوابعهما أي مزايا استراتيجية لـالمعارضة السورية المعتدلة اذ لم يبقَ لها في مسارح القتال قوات موالية ذات فعالية . فماذا ستفعل الولايات المتحدة للحؤول دون قيام الجيش السوري بملء الفراغ الذي سينتج عن تدمير مواقع «داعش» و«النصرة» ومخازنهما في شرق سوريا وشمالها الغربي؟

* ثامناً، كانت تسربت معلومات بأن تدريب خمسة الآف مقاتل لـ«المعارضة السورية» يتطلّب نحو ستة أشهر . فمن تراه يملأ الفراغ خلال هذه الفترة في المناطق والمواقع التي يُضطر «داعش» و«النصرة» إلى إخلائها؟ وهل تكفي قوة تعدادها خمسة آلاف مقاتل لملء الفراغ في المناطق التي يخليها «داعش» و«النصرة»؟

* تاسعاً، من المحتمل أن يقوم الجيش السوري بالسيطرة على المواقع والمناطق التي يخليها «داعش» و«النصرة» نتيجةَ القصف الأمريكي ولاسيما تلك التي يسهُل إمدادها لوجستياً . فكيف سترد الولايات المتحدة؟ هل تقصف مواقع الجيش السوري ووحداته؟ هل تقوم بإنزال قوة برية امريكية على الأرض لردع الجيش السوري؟

* عاشراً، سواء تطورت الحرب المفتوحة على الإرهاب في العراق وسوريا الى توسيع مسارح العمليات، أو إلى إنزال قوات برية امريكية لتوسيعها وتفعيلها، أو إلى قيام امريكا بضرب مواقع الجيش السوري ومخازنه، فماذا تراها تكون ردة فعل كلٍ من روسيا وإيران؟ هل تكتفيان بمواقف سياسية وديبلوماسية أم تبادران إلى إجراء تحركات ذات طابع عسكري؟

إلى ذلك كله، ماذا ستكون ردة فعل (إسرائيل) وبالتالي ردة فعل قوى المقاومة العربية في لبنان وفلسطين؟ هل تنخرط (إسرائيل) في الحرب على الإرهاب في محاولة للمشاركة في المخطط الأطلسي الرامي إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لدول المشرق العربي؟ وإذا ما انخرطت (إسرائيل) في الحرب، هل يعقل أن تبقى قوى المقاومة العربية مكتوفة الأيدي أم تغتنم، بدعمِ من حلفائها الاقليميين، الفرصةَ المتاحة لتصفية حسابٍ مزمن مع (إسرائيل) يعود بتاريخه إلى العام 1948؟

إنها أسئلة لافتة مبنية على معطيات واحتمالات، وهي تنتظر أجوبة حاسمة .

المصدر | صحيفة الخليج

  كلمات مفتاحية

الإرهاب الدولة الإسلامية العراق سوريا

الحملة على الدولة الإسلامية تختبر التزام أوباما تجاه حلفائه في الشرق الأوسط

أمريكا تواجه موقفا صعبا بسبب تردد حلفائها في مواجهة «الدولة الإسلامية»