تقرير عبري: (إسرائيل) لم تعد مقدسة في الانتخابات الأمريكية

الثلاثاء 19 أبريل 2016 12:04 م

فاز المرشحان في انتخابات الرئاسة الأمريكية الجمهوري «دونالد ترامب» والديموقراطية «هيلاري كلينتون» بانتخابات ولاية نيويورك التمهيدية التي أجريت الثلاثاء.

وفاز «ترامب» بنحو 60% من أصوات الناخبين مقابل 15% لأقرب منافسيه السناتور «تيد كروز»، و25% لـ«جون كيسيك».

من جهتها، فازت «كلينتون» بنسبة زادت على 57% من أصوات الديموقراطيين مقابل نحو 43% للسيناتور «بيرني ساندرز».

والمواجهة التي وافق كل من «كلينتون» و«ساندرز» على إجرائها مساء الخميس الماضي كانت محطة من المحطات الهامة في الحملة الانتخابية.

وبشكل غير متوقع كان هناك مغزى لمكانة (إسرائيل)، فأثناء الحملات الانتخابية كانت (إسرائيل) مقدسة في أمريكا. فقد كانت تحظى بإجماع الحزبين، بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.

لكن ها هو مرشح جديد في الانتخابات للرئاسة (ساندرز)، وهو مرشح يهودي، يفتح الباب لموقف معاكس وهو يفعل ذلك بشكل متعمد، لا سيما في نيويورك ومن أجل الحصول على الصوت اليهودي.

وهذا يعتبر كسر للتابو، وليس غريبا أن اليهود في أمريكا يعيشون حالة من التقلب.

وكانت هذه هي المناظرة التاسعة التي شارك فيها الاثنان. 

ومثل حال الديمقراطيين، فان الجمهور كان ينتمي لجميع المناطق الديمغرافية: بيض، سود، آسيون، يهود أرثوذوكس مع قبعاتهم، نساء مسلمات بالخمار، رجال ببدلات الأعمال، نساء بفساتين السهرات وإلى جانبهم شابات وشباب بالقمصان. ولكن كان هناك توزيع واضح بينهم: البالغون مع كلينتون والشباب مع ساندرز.

«ساندرز» قال في مقابلة مع صحيفة «ديلي نيوز» إن إسرائيل قتلت في عملية الجرف الصامد 10 آلاف فلسطيني في غزة.

وبعد ذلك اعترف بخطئه في الرقم. لكنه لم يتراجع عن الادعاء بأن الرد العسكري الإسرائيلي كان مبالغا فيه جدا. وعاد وكرر ذلك في المناظرة: كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها بالغت في الرد، وهو ما أثار ترحيب الجمهور وهتفت إحدى الحاضرات بـ«حرر فلسطين»، فقد شكلت المناظرة لحظة التحرر من مواقف قديمة ومن قيود الوضع الراهن. 

«ساندرز» لم يتوقف عند غزة، حيث انتقل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال «حان الوقت لتحقيق العدالة والسلام. ونحن نقول إن نتنياهو ليس دائما على حق».

واعتبر متابعون أنه يوجه هذا الحديث إلى كلينتون التي ألقت خطابا مؤيدا لإسرائيل قبل فترة قصيرة في مؤتمر اللوبي اليهودي.

واضطرت إلى الرد عليه. حيث كان جوابها متثاقلا. فهي لم تتبن الخطوات العسكرية لإسرائيل في غزة بل قامت بتفسيرها.

وكما هي الحال في مواضيع أخرى، فهي تشدد على دورها في العمل: إنها «كانت وسيطة في المحادثات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وهي التي قامت بترتيب وقف إطلاق النار. وعندما ستصبح رئيسة فهي ستهتم بشكل شخصي بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين».

ووفقا للتقرير فإن «ساندرز» و«كلينتون» لم يقولا الحقيقة، وكل واحد بطريقته. فالشرق الأوسط يهم ساندرز» مثل ثلوج السنة الماضية ونظرته إلى السياسة الخارجية الأمريكية مبنية على الخداع.

ومن يؤيدون «كلينتون» لا يؤيدون «نتنياهو»، بل يحتقرونه ويخافون منه. وقد قالت «هيلاري» لـ«نتنياهو» أكثر من مرة أشياء صعبة وقالت عنه أشياء اكثر صعوبة من وراء ظهره، لكن الاحتقار في جهة والسياسة في جهة. وإذا تم انتخاب كلينتون» فهي ستبذل جهدها للابتعاد عن الصراع، ومن هذه الناحية هي مرشحة مريحة لنتنياهو وحكومته.

وتعتبر فرصة انتخاب «ساندرز» للرئاسة ضعيفة إلى مستوى الصفر. فليس هو الذي يجب أن يقلق الاسرائيليين. بل ما يجب أن يقلقهم هو رد الشباب الليبراليين من بين الجمهور، ومنهم الكثير من الشباب اليهود.

أقوال «ساندرز» منحته ردا إيجابيا من اليسار في الجالية اليهودية. «إيلان بن عامي»، رئيس اللوبي اليهودي الليبرالي، (جيه ستريت)، اعتبر ذلك بشرى. 

وخلص التقرير إلى أن (إسرائيل) تفقد بالتدريج تأييد الناخبين في الحزب الديمقراطي، وبالذات تأييد الجيل القادم للناخبين الليبراليين، يهود وغير يهود.

وليس الحديث هنا عن انتقاد هذه الخطوة أو تلك، بل الارتداع عن كل ما عليه اسم (إسرائيل).

المصدر | يديعوت - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الأمريكية إسرائيل برني ساندرز هيلاري كلينتون اليهود الأميركيون الحزب الديمقراطي الناخبون الليبراليون

«حاخام إسرائيل» يدعو لترحيل غير اليهود إلى السعودية

«كلينتون» أم «ترامب»: كيف ينظر السعوديون إلى الانتخابات الأمريكية؟

مرشحو الرئاسة الأمريكية والمعضلة الفلسطينية

البيت الأبيض و«هيلاري كلينتون» لا يمانعان ترشح مسلم لرئاسة أمريكا

حركة المقاطعة «B.D.S» في سنتها العاشرة تحشد يهود أميركا ضد إسرائيل