كشف مصدر دبلوماسي، أن السعودية حصلت على معلومات تشير إلى أن الأردن على صلة باغتيال قائد «جيش الإسلام» في سوريا «زهران علوش»، وهو ما أثار غضب الرياض التي توترت العلاقات لاحقا بينها وبين عمان، ولكن بشكل غير معلن.

وأضاف المصدر، أن «أجهزة الأمن الأردنية تعتقد بأن علوش استغل علاقته بالسعوديين لانتهاك السيادة الأردنية في أكثر من مرة من خلال اجتيازه وأتباعه الحدود من دون تنسيق للمرور إلى السعودية»، على حد قوله.

وقتل «علوش»، مع اثنين من مرافقيه في غارة روسية يوم السادس والعشرين من ديسمبر/كانون أول الماضي استهدفت موقعا سريا لـ«جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، بدمشق، فيما شكل اغتياله ضربة قوية لقوات المعارضة السورية التي تقاوم نظام «بشار الأسد»، وسط توقعات بأن يكون اغتياله ناتجا عن معلومات استخباراتية تلقاها الروس من أجهزة أمنية عربية.

وتابع المصدر، في حديثه لموقع «عربي 21»، أن «العلاقات السعودية الأردنية توترت تدريجياً خلال الشهور الأخيرة، وذلك بسبب أن الأردن بات أقرب في رؤيته للوضع في المنطقة إلى الإمارات ومصر، من الرؤية التي لدى كل من السعودية وقطر وتركيا، وخاصة تجاه الوضع في سوريا».

وأردف: «التباين في الرؤى ظهر في عدة محطات وقضايا كان أبرزها الملف السوري، خاصةً مع التدخل الروسي هناك، ومن قبل في موقف الأردن من إطلاق التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، حيث كانت الرؤية الأردنية تتمثل في أولوية محاربة تنظيم الدولة والقوى الإسلامية على محاربة الحوثيين».

وكشف المصدر ذاته، أن »أوساطا داخلية سعودية تنتابها حاليا شكوك حول طبيعة الدور الأردني في الملف السوري، وخاصة عقب توقيع مذكرة تفاهم سرية مع روسيا مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إضافة إلى تحسن العلاقة الأمنية بين الأردن والنظام السوري مؤخرا، والتي تعززت بالزيارة التي قام بها علي مملوك إلى الأردن نهاية العام الماضي».

وكانت تسريبات نشرتها وسائل إعلام بريطانية مؤخرا أظهرت أن الملك الأردني «عبد الله الثاني»، كشف لأعضاء كبار في الكونغرس الأمريكي، أن قوات أردنية خاصة تحارب في سوريا، وهي التي تمكنت من إحباط سيطرة قوات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» على نقطة الوليد الحدودية.

وفي وقت سابق، قالت مصادر سورية مطلعة، إن الإمارات تمول مشروعا أردنيا لبناء نحو 50 ألف مسكن في جنوب سوريا من أجل تهدئة الأوضاع، وتفكيك الفصائل المقاتلة في جنوب سوريا، والإبقاء على واحد فقط موال للأردن يحفظ الأمن في المنطقة، وهو ما يصب بالنهاية في خدمة النظام السوري.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، زار ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، الأردن، والتقى مع العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني»، واتفقا على رفض سياسات إيران في المنطقة.

وأكد الجانبان في بيان، رفضهما سياسة التدخل التي تنتهجها إيران في المنطقة، التي تشعل الفتن الطائفية وتنمي الإرهاب، وحذرا إيران من استمرار نهجها الحالي الذي يعمق النزاعات والصراعات في المنطقة ويستهدف استقرارها.

وقبل أسابيع، أكد مصدر مسؤول في الديوان الملكي الأردني «دعم الأردن الكامل للتحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب»، لافتا إلى أن «الأردن كان من أوائل الداعمين والمشاركين في هذا التحالف الذي طالما نادى به»، مشيرا إلى «عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين».

وصرح المصدر في بيان بثته وكالة الأنباء الأردنية «بترا» بأن ما تم تناقله مؤخرا من بعض وسائل الإعلام، وما نسب إلى الملك «عبدالله الثاني بن الحسين» ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بصورة مشوهة يهدف إلى الإساءة إلى الأردن وعلاقاته مع دول شقيقة وصديقة.

وأكد المصدر اعتزاز الأردن بعلاقاته التاريخية الراسخة مع المملكة العربية السعودية، ووقوفه الدائم إلى جانبها في مختلف الظروف، مشددا على أهمية مواجهة خطر الإرهاب من خلال تعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك.

وفي وقت سابق، تناقلت وسائل إعلام بعض تفاصيل اللقاء المسرب الذي جمع الملك «عبد الله» مع أعضاء بارزين في الكونغرس الأمريكي، وأشاع بعضها أنه أكد خلال الاجتماع أن الأردن انضم إلى التحالف لأنه «غير ملزم»، وألمح إلى أنه محدود الفعالية والنتائج.